كان : المجمع الصناعي عكاشة. الزمان : الثامنة صباحا. عشرات العمال، في شركة برينكس المغرب لنقل الأموال، يرددون شعاراتهم النضالية وعلى رأسها دعوة صريحة لإدارة الشركة لتسوية كل النقاط العالقة في الملف المطلبي المطروح على أنظارها منذ مدة، وتنديد شديد بالممارسات التي تتم في دهاليزها، أقل ما يقول عنها المحتجون أنها « تلغي حقوقهم الأساسية وتدخل بالشركة في عهد مظلم». من هذه الممارسات، الزيادة في أجور بعض العاملين والموظفين داخل الشركة مع حرمان الباقي من هذه الاستفادة، دون سند قانوني ودون احترام لمعايير وزارة التشغيل، والقرارات الحكومية الأخيرة. وإذا كان العمال ينددون بمسألة الزيادة « الغريبة» هذه على حد تعبيرهم، فإنها لا تنهي مطالبهم بأي حال. عمال البرينكس، وفي ملفهم المطلبي ومراسلاتهم المتكررة لنجيب الفاسي الفهري المدير العام لبرينكس المغرب وباقي أفراد إدارته، يلحون على تذكير الإدارة بالعمل على تصحيح وضع ضاقوا ذرعا به. أول هذه التصحيحات تتعلق بفقدان عدد كبير من الأسواق ومشاريع الأسواق التي كان من الممكن الحصول عليها، لولا ما تسميه هذه المراسلات، الطبيعة غير الحبية لتعامل الإدارة مع أصحاب الأسواق المفقودة، أو تلك التي بصدد سحب ثقتها من المؤسسة. بعد التأشير على المشكل الأول الذي يوضح مدى اهتمام المكتب النقابي ب«الصحة العامة للشركة» ويظهر انخراطه في ضمان سير مهني ومادي ناجح لها، ستتوالي المطالب الاجتماعية بشكلها العادي في كل مطلب عمالي. في نفس نسق ترتيب الأفكار، أولت مراسلات العمال لإدارة البرينكس أهمية خاصة إلى غياب الإرادة في تطبيق قرارات لجنة النظافة والأمن، المتعلقة بنقط مهمة وحساسة مثل التطبيب المهني والحق والاستفادة منه، ثم التكييف في الأشهر الحارة من السنة والذي تعاني منه شغيلة البرينكس بوجه خاص، وعمليات إبادة الجرذان، وكل ما يتعلق بوضعية العمل عموما. لكن النقطة التي اعتبرها العمال أهم مطالبهم الملحة، تتعلق بالتفويض الذي اعتبروه غير قانوني لأحد الموظفين – ورد ذكره بالإسم في المراسلات – بالتصرف المطلق في العديد من الوظائف في الشركة أهمها مصلحة الموارد البشرية. تعيين أدى بالشخص المذكور إلى الاستفراد بالقرار في هذا الباب، إلى درجة أنه عمد إلى تزكية أجور بعض الموظفين وحرمان الآخرين فقط لأنه يرضى عن سلوكاتهم التي تصب في مصلحته أو تعمتيهم بامتيازات خاصة أو سيارات جديدة، على حد تعبيرهم. وعبر المتضررون عن أسفهم لهذا التفويت، في الوقت الذي يخول فيه القانون للإدارة فقط الحسم في مسألة رفع الأجور. الأخير اتصلت به الأحداث المغربية لمعرفة رأيه في الموضوع لكنه هاتفه ظل يرن دون مجيب. إدارة شركة البرينكس عملت من جهتها على احتواء وضع كان يهدد بتأزم الأوضاع ساعتين فقط بعد شروع عمال البرينكس في إضراب وطني عن العمل أمس الاثنين، انضمت إليه فروع الشركة في مدن مراكش وفاس وورزازات وأگادير ووجدة وطنجة والناضور، بالإضافة إلى فرع البرينكس في الدارالبيضاء. وبعد اجتماع طارئ مع ممثلي العمال على أساس استكمال الحوار المتعلق بالنظر في مراسلات المركزية النقابية الصادرة في 27 ماي الماضي، قرر الطرفين استكمال المشاورات ومناقشة كل النقاط العالقة والاستجابة لها داخل الآجال المطلوبة. وعليه فإن رئيس مجلس الإدارة حدد موعد الأربعاء المقبل للالتقاء مجددا بممثلي العمال للنظر في الموضوع. انفراج كان من نتائجه المباشرة استئناف العمال لنشاطهم.