أكد عمال وعاملات شركة "صوفاكا" لتوزيع الأدوية، في تصريح ل"المغربية"، تشبثهم بحقوقهم المشروعة، مقابل رفضهم التام لما أسموه ب"الإكراهات والتجاوزات"، التي يعيشونها داخل الشركة.العمال في وقفة احتجاجية جاء ذلك في إطار الإضراب المفتوح الذي يخوضه العمال منذ الخميس 19 نونبر، بعدما استنفدوا كل الطرق للحوار والتواصل مع المسؤولين في الشركة، قصد إيجاد حلول عادلة ومنصفة لمشاكلهم، يقول العمال. واعتبر العمال إنشاء تمثيلية نقابية كإطار قانوني نقابي ينوب عنهم في الدفاع عن حقوقهم المهنية، أمرا مشروعا، وإن باءت كل محاولات المكتب النقابي لخلق التواصل مع القائمين على الشركة، بالفشل. وأضاف العمال أن تجاهل الشركة لمطالبهم، المتمثلة في إيقاف عملية الطرد، وكذا تحسين الوضعية الإدارية والمالية للعمال، عزت بهم إلى نهج طرق نضالية، بدءا من الإضراب، وكذا الوقفات الاحتجاجية، إلى حين تسوية ملفهم المطلبي، وفق ما تستدعيه مدونة الشغل، في منأى عن أي تماطل أو تأخير. كما استنكر العمال، أن يقضوا سنوات عدة في خدمة الشركة على نحو متفان، وجاد ليفاجأوا بأن شبح الطرد أصبح يلاحق الكثير منهم دون أي سند قانوني، الأمر الذي لا يقبلون به جملة وتفصيلا، يضيف العمال، في إشارة إلى أنهم يجهلون الأسباب الحقيقية والوجيهة، التي على أساسها يطرد العمال بعد أن أبلوا البلاء الحسن في العمل، وبأجور زهيدة. من جهة أخرى، ذكر أيت الحسن الحسي، الكاتب العام للمكتب النقابي بشركة "صوفاكا" ل"المغربية"، أن "العمال يعيشون وضعا نفسيا مترديا بسبب الإكراهات التي تلازمهم في العمل، وهم لا يملكون بديلا غير الإصرار على تسوية ملفهم المطلبي، في استعداد كامل لخوض كل الأشكال النضالية"، في حين أكد عبد الجليل جرار، أنه "من الأهمية بمكان، استعادة العمال لاستقرارهم النفسي بتحسين ظروفهم العملية، وكذا رفع الضرر عنهم، صيانة لحقوقهم وتحفيزا لهم، للعطاء الأكثر في مجال عملهم". وفي السياق ذاته، أجمع العمال على أن الشركة لابد أن تأخذ بعين الاعتبار ملفهم المطلبي الذي لن يتراجعوا عنه، إذ أن أبرز ما يلحون عليه إرجاع كل العمال المطرودين بدون قيد ولا شرط، من خلال وقف عمليات الطرد غير المبررة، خاصة أولئك العمال الذين يتمتعون بالأقدمية في العمل، في تأكيد منهم، على ضرورة الأخذ ببنود مدونة الشغل وتطبيقها بما يحفظ حقوقهم المهنية، كحفظ أجور العمال والتغطية الصحية، والتعويض عن ساعات العمل الإضافية، والتعويض عن حوادث الشغل، وورقة الأداء. وشدد العمال على أهمية تحاور الشركة معهم، للوقوف عند المشاكل التي تضيق الخناق عليهم، باعتبار أن ما يطالبون به لا يتجاوز حد ما تنص عليه مدونة الشغل، إضافة إلى أن كرامتهم كعمال وشركاء اجتماعيين في الشركة، تقتضي من هذه الأخيرة احترام حقوقهم، مقابل احترامهم لواجباتهم المهنية. ودعا العمال الجهات المعنية والعاملين في حقل الدواء إلى مساندتهم، لتحقيق مطالبهم العادلة، ورفع الضغط النفسي، وكذا إيقاف مسلسل معاناتهم الاجتماعية والمادية، مؤكدين في الآن نفسه أن ما قدموه من خدمات للشركة، لا يجب أن يقابله الطرد دون وجه حق، يقول العمال. ويذكر أن العمال نظموا وقفة احتجاجية، الاثنين الماضي، للتعبير عن أن قناعتهم بضرورة تسوية ملفهم المطلبي داخل الشركة، لن تزعزعها الضغوطات الممارسة عليهم.