استحضر لحسن حداد واقع القطاع السياحي في شهر رمضان الذي تزامن هذه السنة مع ذروة فصل الصيف، ليخفض من توقعات وزارته لنسبة النمو المرتقبة في عدد السياح الوافدين على مختلف وجهات المملكة، إلى حدود 5 في المئة مع متم السنة الجارية. ظرفية صعبة، إلا أنها لم تمنع وزير السياحة والصناعة التقليدية، من إبداء تفاؤله بخصوص قدرة القطاع خلال ما تبقى من أسابيع غشت الجاري وشهري شتنبر وأكتوبر المقبلين، على تدارك جزء من خسارته الملحوظة منذ شهر ماي المنصرم، حيث توقع حدوث زيادة في عدد ليالي المبيت المنتظرة مع نهاية السنة الحالية بنسبة تتراوح بين 10 و 12 في المئة بعدما استحضر إيجابيات التحسن المسجل هذا العام، في عدد مغاربة العالم الوافدين علي بلدهم الأم،. لحسن حداد الذي كان يتحدث لقناة "فرانس 24 " عن واقع السياحة المغربية، لم تغب عنه آفاق التطور الذي ميز أداء السياحة الداخلية خلال السنوات الأخيرة، وإسهامها في تخفيف تداعيات الأزمة الأوروبية على أنشطة القطاع، حيث قال بأنها أضحت تمثل أزيد من 26 في المئة من إجمالي عدد السياح بالمغرب وأن مستواها، أي السياحة الداخلية، سيرتفع إلي حدود 30 في المئة خلال السنة الجارية، حسب توقعات الوزير الحركي دائما. وفي سياق حديثه عن أهمية السائج المغربي ودوره في إنعاش أنشطة القطاع خلال ظرفية الأزمة التي يعيشها السائح الأجنبي، لم يغفل لحسن حداد، الإشارة إلى بعض المعيقات التي لازالت تعاني منها السياحة الداخلية من قبيل نقص الرحلات الجوية في اتجاه بعض الوجهات السياحية كوارزازات والداخلة، مبررا سبب التطور الذي عاشته السياحة الداخلية في السنوات الأخيرة، بتحسن شبكة الطرق السيارة الرابطة بين العديد من المدن السياحية كمراكش وأكادير وطنجة وغيرها، وهو ما سهل في نظره، من مستوى ولوجية السياح المحليين بشكل خاص، إلى هذه الوجهات في ظروف مريحة وأوقات زمنية مناسبة. ولتجاوز المعيقات والصعوبات التي تحول دون تمكن السياح من زيارة بعض الوجهات السياحية بفعل نقص الرحلات الجوية وانعدام الطرق السيارة المؤدية إليها، قال وزير السياحة للقناة الإخبارية الفرنسية، بأن هناك اتفاقية شراكة تجمع بين الدولة وشركة الخطوط الملكية المغربية ومعها شركات أخري فاعلة بقطاع النقل الجوي، تروم تسهيل عمليات الربط الجوي بهذه المدن النائية، أمام الفئات والشرائح الراغبة في اكتشاف خصوصياتها السياحة والثقافية، وهي الشراكة هذا الأخير، أفاد أن القطاع السياحي بالمغرب لم يستفد بشكل كبير من تداعيات الربيع العربي ببلدان مصر وتونس، باعتبار أن المنتوج السياحي الذي توفره هذه الوجهات العربية لا يشكل منافسة حقيقية بالنسبة للعروض المغربية، بقدر ما أنه يتكامل معها، في الوقت الذي أشار فيه حداد، إلى أن حجم الإستفادة من تطورات ما يجري داخل هذين البلدين وغيرهما، بدا كبيرا بالنسبة لبعض البلدان الأوروبية من قبيل تركيا وإسبانيا التي نجحت إلى حد ما في استقطاب أفواج السياح الأوروبيين وغيرهم ممن اعتادوا في نظره، التوجه نحو تونس ومصر قبل هبوب عاصفة الربيع العربي