يتوقع المسؤولون والمهنيون في قطاع السياحة أن تكون 2012 سنة صعبة ومعقدة بالنسبة إلى القطاع غنام وعلى يمينه حداد وعدو وبنسودة خلال اللقاء الصحفي (ساوري) وذلك بالنظر إلى التداعيات الخطيرة الناتجة عن الأزمة المالية في البلدان الأوروبية، وأثارها السلبية على التدفقات السياحية على المغرب. وقال حميد عدو، المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، في ندوة صحفية نظمت، أول أمس الثلاثاء في الدارالبيضاء، حول حصيلة النشاط السياحي سنة 2011، وآفاق 2012، إن الظرفية "الصعبة والمعقدة، التي تعيشها أوروبا ستنعكس على النشاط السياحي الوطني، مستندا على أن 80 في المائة من السياح، الذين يفدون على المغرب (9،3 ملايين سائح سنة 2011)، ينتمون إلى ست دول أوروبية، هي فرنسا، التي تحتل على الدوام المرتبة الأولى، وإسبانبا، وبريطانيا، وألمانيا، وبلجيكا، وإيطاليا، في حين تأتي النسبة الباقية من البلدان العربية، والولايات المتحدة، وأوروبا الشرقية. وأعلن عدو أن المكتب الوطني للسياحة أعد مخطط عمل لمواجهة التطورات المتوقعة، ويتضمن هذا المخطط حملة دعائية للترويج للمنتج السياحي المغربي في وسائل الإعلام الفرنسية، على الخصوص، تحت شعار "المغرب، البلد الذي يسافر لكم". وشدد عدو على أنه "يجب البحث عن السياح أينما كانوا"، مركزا على الأسواق التقليدية، (أوروبا)، والأسواق الجديدة، خصوصا بلدان أوروبا الشرقية، والبلدان العربية، معربا عن تفاؤله بأن الحملة ستؤتي أكلها، رغم المشاكل القائمة، وعلى رأسها سوء توزيع المنتج المغربي، من جانب وكلاء الأسفار الأوروبيين، الذين كان أداؤهم سيئا سنة 2011. من جهته، استعرض كمال بنسودة، رئيس مرصد السياحة، النشاط السياحي سنة 2011، وقال إن 9،34 ملايين سائح زاروا المغرب، السنة الماضية، بزيادة قدرها 1 في المائة مقارنة مع 2010، الظرفية الاقتصادية العالمية الصعبة، وارتفعت المداخيل الإجمالية في القطاع بنسبة 4 في المائة٬ لتصل إلى 59 مليار درهم، ما يؤكد أن القطاع السياحي يظل في صدارة القطاعات المدرة للعملة الصعبة. وتميز معدل استقبال السياح بخمس نقاط خلال الشهرين الأولين من السنة الماضية٬ فيما تراجع المعدل في نهاية دجنبر بثلاث نقاط٬ وتفيد الأرقام أن أكثر من نصف السياح الأجانب، الذين وصلوا إلى مطار مراكش المنارة، باعتبار أن مراكش تمثل الوجهة الأولى بالمغرب بنسبة تفوق 30 في المائة، اختاروا الفنادق المصنفة (58 في المائة)٬ بينما سجلت بيوت الإيواء الأخرى نسبة 27 في المائة من حصة السوق. وحسب بنسودة، سجل كبار المنعشين السياحيين الأوروبيين في الموسم السابق تراجعا في رقم المعاملات في وجهة المغرب بنسبة 28 في المائة٬ وبنسبة 40 في المائة في وجهة تونس٬ و42 في المائة بالنسبة إلى مصر٬ وكان لتصاعد دور الإنترنت تأثير كبير على استراتيجية تسويق وجهة المغرب. في السياق ذاته، أكد علي غنام٬ رئيس الفدرالية الوطنية للسياحة٬ أن 2011 كانت سنة صعبة٬ إذ إن الظرفية، التي عاشها المغرب، خصوصا تداعيات الربيع العربي، وتفجير مقهى أركانة بمراكش، دفعت البلاد إلى التراجع إلى المرتبة 24، من ناحية الزيارات السياحية٬ والمرتبة 36 على مستوى المداخيل السياحية. وشدد غنام على ضرورة العمل على تجاوز بعض النتائج السلبية المسجلة على مستوى مؤسسات الإيواء التقليدية، التي سجلت أداء سلبيا بنسبة 6 في المائة٬ وانخفاض الأسعار المتوسطة ب 12 في المائة٬ وتراجع أرقام المعاملات بنحو 20 في المائة. وكان لحسن حداد، وزير السياحة، أكد في كلمة بالمناسبة، أن قطاع السياحة بالمغرب تمكن من تحقيق "نتائج مرضية" في السنة الماضية، رغم الصعوبات الاقتصادية التي شهدتها العديد من الأسواق الأوروبية٬ مبرزا الأهمية القصوى التي يكتسيها القطاع في المغرب، وتتمثل في أنه يمثل 9 في المائة من الناتج الداخلي الخام، ويشغل حاليا 500 ألف شخص. وتوقع حداد أن تواصل السياحة المغربية نموها في 2012، التي ستكون "سنة غنية بالفرص"٬ داعيا إلى بذل مزيد من الجهود والتعبئة، من أجل المحافظة على هذه النتائج وتطويرها.