وقف حمار أفراد عصابة تنحدر من مدينة البوغاز، ومتخصصة في ترويج أقراص الهلوسة بعقبة مدينة يوسف بن تاشفين، وانتهى بهم المطاف خلف أسوار السجن المحلي بالمدينة. فتاتان ( 23 و27 سنة)، رفقة شاب (32 سنة)، لفظتهم مدينة طنجة، بعد أن سدت في وجوههم أبواب العيش والعمل، فقرروا في لحظة طمع شد الرحال صوب مراكش، وكل رأس مالهم محصور في كمية محترمة من أقراص الهلوسة من نوع "شانيل" و"إكسطا" المعروفة وسط أصحاب "البلية" ب"الروكان بلو". غلاء السلعة، واقتصار زبنائها على بعض الميسورين، جعل أفراد العصابة يضعون خطة محكمة، تمكنهم من ترويج بضاعتهم على نطاق واسع، ويجعلهم في منأى عن عيون المتربصين. عمدوا إلى كراء شقة مفروشة بحي السعادة، بمدخل المدينة عبر الطريق المؤدية إلى العاصمة الاقتصادية، يقضون بها جل ساعات النهار، إلى أن تأذن عقارب الساعة بما بعد منتصف الليل، فيلملموا أغراضهم متوجهين صوب فضاءات بعض العلب الليلية، لإحياء سهرات حمراء على إيقاع "الشطيح والرديح"، والبحث عن زبناء لترويج تجارتهم. دأبوا على تسويق سلعتهم بمبالغ تتراوح مابين ال500 و800 درهم، حسب الكمية والزبون، حيث لقيت تجارتهم رواجا كبيرا، طاب لهم معها المقام بالمدينة الحمراء، وبدأ صيتهم ينتشر إلى أن بلغ مسامع أصحاب الحال. بدأت عناصر فرقة محاربة المخدرات، تتابع تحركاتهم وتتصيد خطواتهم، مع الشروع في إعداد فخ محكم، لاعتقالهم بالجرم المشهود، متلبسين ب"شميعتهم"، وهي العملية التي اعتمدت تقنية تسخير زبناء مفترضين، وضرب موعد قرب الحي المذكور لاقتناء كمية من الحبوب، ليجد المعنيون بعدها أنفسهم محاصرين بعناصر أمنية. بعد عملية التوقيف، انتقلت عناصر الفرقة المومأ إليها بتعليمات من النيابة العامة، صوب الشقة التي يقطنها الأظناء، لحجز ومصادرة كمية إضافية من حبوب الهلوسة ، حيث كانت الحصيلة أزيد من 40 حبة، وبالتالي إحالة المتهمين مؤخرا على العدالة في حالة اعتقال بتهم ثقيلة من عيار، تكوين عصابة إجرامية متخصصة في ترويج حبوب الهلوسة، وإعداد محل للدعارة، ويسدل بذلك الستار عن فصول نشاط محرم امتد من طنجة إلى مراكش. إسماعيل احريملة