”الحشيش واخا عارفينو، بلحق حتى الكوكايين بدا كيتهرب من المغرب، هادي جديدة” هذا ما يبدو حقيقيا من تفاصيل الشبكة المتشعبة التي تم تفكيك أولى فصولها بإسبانيا، لتمتد الإعتقالات حتى إيطاليا ودول أوربية أخرى، ويتعلق الأمر بحوالي 53 مشتبها فيهم يقومون بتهريب المخدرات التقليدية “الشيرة” والكوكايين من المغرب. كيف ذلك؟ الجواب بدء يتجلى بعد التحقيقات والتحريات الأولية التي خاضتها فرقة خاصة للتحري، بعد أن تمكنت فرق من الحرس المدني وشرطة الأموال الإسبانية، من وضع يدها على “راس الخيط” وبعد ذلك جره على مصراعيه ليجلب بين طياته عشرات المعتقلين من مدن ودول مختلفة. وتمكنت خلال العملية من حجز قرابة الطن من الشيرة وسبع كيلوغرامات من الكوكايين، ناهيك عن كميات مختلفة من الهروين والأقراص المخدرة. العملية الواسعة النطاق تمت بتنسيق وتعاون مع السلطات الإيطالية، فأفراد الشبكة “بقاوا ناعسين على يد الراحة”، حتى تم اعتقالهم دفعة واحدة في توقيت متقارب جدا، لتفادي أي فرار أو احتياط قد يتخذ من طرف عناصر الشبكة، كل الترتيبات والخطط دبرت بحكمة وإحكام من لدن مختصين في محاربة المافيات، خاصة من الجانب الإيطالي لتبدء العملية في نفس التوقيت تقريبا بكل من إيطاليا، ومدن إسبانية مختلفة أساسا، سلمانكا، مدريد، قاديس، إشبيلية، مالقا وبرشلونة، حيث تم في هاته الأخيرة حجز كمية مهمة من الأسلحة النارية المختلفة، وكميات من الرصاص والعتاد الناري المتطور. كما العادة لا تخلو المحجوزات في مثل هاته الحالات من مبالغ مالية كبيرة، وهو ما حدث في هاته العملية أيضا حيث تم حجز 45 ألف أورو (قرابة 50 مليون سنتم مغربية)، 18 سيارة سياحية من النوع الفاره جدا، وشاحنتين برفقة أربعة حاويات كبيرة تجر من طرف الشاحنات المحجوزة، والتي كانت تستعمل في عمليات التهريب تلك، وفق ما كشف عنه لا حقا خلال التحريات والتحقيقات. فقد كانت الشبكة تقوم بنقل الحشيش والكوكايين من المغرب، في الغشاء الثاني للحاويات المجرورة من طرف الشاحنات، التي عادة ما تنقل سلع ومواد مصرحة لكنها تنقل في أحشائها مخدرات بكميات مختلفة، لا يتم الكشف عنها ورصدها خلال المراقبة في العبور بين المينائين. العملية المشتركة بين السلطات الأمنية الإسبانية والإيطالية على الخصوص، جاءت بعد تتبع ومراقبة للشبكة المذكورة وعلاقاتها المتشابكة على مستوى الدول الثلاث المعنية “إسبانيا، المغرب وإيطاليا”، حيث بدء تبادل المعلومات بشكل مستمر وتنسيق العمل بين الأطراف المختصة، قبل أن يتم الدخول لمرحة التنفيذ واعتقال المتورطين الذين لم تكشف هوياتهم بعد ولا من هم داخل بلدانهم، لكن مصدرا رسميا أكد أنهم من الجنسيات الثلاث مغاربة، إيطاليين وإسبانيين، وان من بينهم بعض الأسماء المعروفة بتلك الدول، منهم من له استثمارات كبرى ببلدانه وبالخارج، كلها من مصادر المخدرات. المعطيات الجديدة تكشف أمورا أخرى مهمة، تتعلق بدور المغرب في تهريب الكوكايين، فالتقرير الأمريكى الذي لم يمضي على صدوره سوى بضعة أسابيع، ركز بدوره عن وجود شبكات وممرات مغربية لتهريب المخدرات القوية القادمة من أمريكا اللاتينية عبر المغرب، في اتجاه دول الإتحاد الأوربي خاصة منها إسبانيا، هاته الأخيرة التي تشتغل بها شبكات كبرى تقوم بتوزيعه على باقي دول الإتحاد، والعملية هاته تثبت أن برشلونة كانت مركز عمل الشبكة، التي تقوم بتجميع كميات المخدرات، خاصة منها القوية قبل تصديرها في اتجاه إيطاليا ودول أخرى، كما أن مافيات إيطالية هي التي تتكفل بالباقي لتجربتها الكبيرة في هذا المجال. مصطفى العباسي