أدلى الزمزامي مؤخرا بحديث إلى إحدى الجرائد، جاء فيه بأن اليوسفي هو الذي منعه من الاستمرار في خطبة الجمعة بمسجد الحمراء جراء إنكار صفة الشهيد على الشهيد المهدي بن بركة. طبعا اليوسفي يعرف جيدا مدينة طنجة باعتبارها مسقط رأسه ويتذكر جيدا ما كان للوطنيين في طنجة وغيرها من معاناة مع عملاء السلطات الاستعمارية. والزمزامي نما وترعرع في أحضان عمه بن الصديق الدرقاوي. وحكاية الدرقاوي تعود بدايتها إلى أيام الزيارة الملكية إلى طنجة في أبريل 1947. آنذاك غضب الفرنسيون ولم يرتاحوا للمواقف التي عبر عنها محمد الخامس رحمه الله في طنجة، ولهذا قرروا نهج سياسة معادية للملك الوطني وعينوا الجنرال الفونس جوان مقيما عاما وكلفوه بمهمته محاربة الملك، ومنعه من الاستمرار في التحالف مع الوطنيين. وبحث الجنرال جوان عن عناصر ظلامية في كل مدينة للاعتماد عليها في حملات العداء للملك والوطنيين فوجد في ابن الصديق الدرقاوي العنصر الصالح لهذه المهام في طنجة. وطوال سنوات أزمة جوان وما بعدها أي مرحلة الاعتداء على العرش في عهد الجنرال غيوم واندلاع ثورة الملك والشعب، كان بن الصديق الدرقاوي أحسن عون للسلطات الاستعمارية الفرنسية، إلى أن انتصر الشعب المغربي وعاد الملك إلى عرشه في منتصف نونبر 1955 بعد توقف لمدة أسبوعين في فرنسا. وبوصول الملك إلى فرنسا أدرك ابن الصديق الدرقاوي أن لا مستقبل له في المغرب، ولهذا هاجر إلى سورية التي استقر فيها دون أن تكون سلطات دمشق على علم بكونه عميلا للسلطات الاستعمارية. وطوال سنوات سيكون التعامل معه كفقيه مغربي هاجر إلى سورية. وفي سنة 1958 حينما كانت تجري الاستعدادات للإعلان عن وحدة تجمع مصر وسوريا هي ما سيعرف بالجمهورية العربية المتحدة ، نشرت الصحافة المصرية صورة للرئيس جمال عبد الناصر وهو يستقبل شخصيات المجتمع السوري بما فيهم الفقيه الدرقاوي. صورة الدرقاوي على الصحفة الأولى لإحدى الجرائد المصرية، أعادت جريدة «العلم» نشرها متسائلة عن أسباب استقبال عبد الناصر لأحد الخونة الفارين من المغرب؟ آنذاك انتبهت سلطات الجمهورية المصرية إلى هذا الفقيه الظلامي ودخلت المخابرات على الخط ليتم التأكد بأن الدرقاوي الذي كان متعاونا مع الاستعمار الفرنسي بالمغرب “حافظ” على هذا الجانب في هويته وأن أسباب وجوده في دمشق إنما بهدف خدمة المصالح الفرنسية والاستخبارات الإسرائيلية وتوفرت كل الأسباب للحكم بالإعدام على الدرقاوي بن الصديق. الزمزامي نما وترعرع هكذا بعيدا عن المغرب في أحضان عمه المحكوم عليه بالإعدام باعتباره عميلا للاستعمار الفرنسي والمخابرات الصهيونية ولم يعد إلى المغرب إلا بعد ما بدأت المخابرات المغربية تراهن على عناصر ظلامية لتمييع الحياة السياسية بالمغرب. ولأنه كان محتاجا إلى الإقامة بالدارالبيضاء فقد أعطى وزير الأوقاف السابق عبد الكبير العلوي المدغري تعليمات إلى نظارة الدارالبيضاء لمنحه سكن في إحدى العمارات الحبسية دون إلزامه بدفع تكاليف مفتاح الشقة أي ما كان يسميه الوزير السابق بالغبطة. هذا هو الزمزامي وهذه أسباب حقده على الشهيد المهدي بن بركة .