مت رومني، إلى اليسار، بوب شيفر، في الوسط، والرئيس أوباما، إلى اليمين، يحيون الجمهور قبل المناظرة الرئاسية الأخيرة بقلم ستيفن كوفمان: المحرر في موقع “آي آي بي ديجيتال” واشنطن: في مناظرتهما الأخيرة قبل يوم الانتخابات المقرّر إجراؤها في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر، اتفق الرئيس أوباما وحاكم ولاية مساتشوستس السابق مِت رومني على الهدف المتمثل في نقل كامل المسؤولية الأمنية في أفغانستان إلى القوات الأفغانية بحلول العام 2014 وعلى مواصلة العقوبات الدولية ضد إيران ردًا على أنشطتها النووية. بيد أن كلا المرشحين الرئاسيين نجح في تحويل دفة الحوار بينهما بعيدًا عن موضوع مناظرة الثاني والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر المتعلق بالسياسة الخارجية، وتوجيهها إلى مناقشة القضية الرئيسية في أذهان معظم الناخبين الأميركيين، ألا وهي الاقتصاد الأميركي. في تعليقاته على ذلك، قال رومني في المناظرة التي استضافتها جامعة لين في بوكا راتون، بولاية فلوريدا، إن الديْن القومي للولايات المتحدة هو “أكبر تهديد للأمن القومي” في البلاد، مضيفًا أن القوة الأميركية والقيادة العالمية تتطلبان من قادة الولاياتالمتحدة أن يعملوا على “تعزيز اقتصادنا هنا في الداخل” من أجل توفير فرص العمل وتعزيز النمو الاقتصادي. أما الرئيس أوباما فقال إنه بعد عشر سنوات من الحرب، ومع إنهاء القوات الأمريكية وجودها في العراق واستعدادها لمغادرة أفغانستان، فقد “آن الأوان للاضطلاع ببعض المهام نحو بناء الوطن هنا في الداخل” من خلال إيجاد فرص عمل للأميركيين لإعادة بناء البُنى التحتية والمدارس في الولاياتالمتحدة، ومن خلال الاستثمار في التعليم والبحوث والتكنولوجيا. وقد أدار المناظرة بوب شيفر، من شبكة سي بي إس التلفزيونية، الذي قال في مقابلة له جرت يوم 23 تشرين الأول/أكتوبر مع سي بي إس، إنه فوجئ أن كلا المرشحين يرغب في الحديث عن القضايا الاقتصادية الأمريكية بدلا من التركيز المخطط له سلفًا على السياسة الخارجية. لكنه استدرك قائلا إن “هذه هي حملتهما الانتخابية”، وإن المناظرة قد نجحت في إعطاء المشاهدين فهمًا أفضل عن المرشحيْن الاثنين. وعندما سئل عن سماحه لأوباما ورومني بأن يتبادلا النقاش طويلا حول نظام التعليم الأميركي، بما في ذلك نقابات المعلمين وأعداد الطلاب في الفصول، قال شيفر إن “التعليم هو الأساس لأمننا القومي.” كما أشار شيفر، عند استهلال المناظرة، إلى مرور خمسين عامًا بالتحديد على قيام الرئيس جون إف كينيدي في 22 تشرين الأول/أكتوبر 1963 بإطلاع العالم على قيام الاتحاد السوفييتي (آنذاك) بنصب صواريخ نووية في كوبا. فقد كانت أزمة الصواريخ الكوبية التي دامت 13 يومًا “ربما أقرب نقطة وصلنا إليها على الإطلاق من الحرب النووية”، على حد قول شيفر الذي أضاف أن هذا الأمر هو “تذكِرة واقعية بأن كل رئيس يواجه في مرحلةٍ ما تهديدًا غير متوقع من الخارج لأمننا القومي.” وحين سئل المتناظران عن الاضطرابات السياسية في سوريا، وصف أوباما الوضع بأنه “محزن”، وقال رومني إنه “كارثة إنسانية.” وكلاهما أظهر دعمه لمساعدة المعارضة السورية مع الحرص على عدم تسليح الفصائل السورية التي يمكن أن تستخدم السلاح في وقت لاحق ضد الولاياتالمتحدة أو حلفائها في المنطقة. وأعرب مرشحا الرئاسة أيضًا عن دعمهما للثورة المصرية التي اندلعت في العام 2011، والتي أطاحت بحسني مبارك الذي حكم البلاد لفترة طويلة. وأشار رومني إلى أن أولئك الذين يطالبون بالحرية في مصر “يتحدثون عن مبادئنا.” فمبارك “فعل أمورًا ما كان يمكن تصورها، وفكرة قيامه بقهر وقمع شعبه لم تكن شيئًا يمكننا أن نؤيده.” ومن ناحيته قال أوباما إن “أميركا يجب أن تقف مع الديمقراطية”، وسوف تدعم الثورة من خلال مساعدة المصريين على تنمية اقتصادهم وتوفير المزيد من الفرص للشباب. وأضاف قائلا إن “تطلعاتهم تتشابه مع تطلعات الشباب هنا. فهم يريدون وظائف، ويريدون أن يكون باستطاعتهم التيقن من أن أولادهم يذهبون إلى مدارس جيدة. كما يريدون التأكد من أن لديهم سقفًا فوق رؤوسهم، وأن لديهم إمكانية عيش حياة أفضل في المستقبل.” وقال رومني إن الأميركيين يريدون تشجيع مفهوم “كوكب مُسالم”، حيث يمكن للناس “الاستمتاع بحياتهم والتيقن من أن أمامهم مستقبلا مشرقًا ومزدهرًا، وأنهم ليسوا في حالة حرب.”