بدا المرشح الجمهوري ميت رومني مغتبطًا على المنصة في لقائه العام الاول بعد المناظرة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، حيث انعش آمال آلاف انصاره (10 آلاف بحسب حملته) الذين وفدوا للاستماع اليه في الهواء الطلق في وادي شيناندوا الرائع في فيرجينيا (شرق). وقالت بيتي جوردان "رومني وجه ضربة الى اوباما" وهي تضع على قميصها شارة "رومني 2012" التي وزعتها الجمعية الوطنية للاسلحة. وتابعت: "اذا نجح رومني مجدداً في المناظرتين التاليتين فسيفوز على الارجح". وهذه المتقاعدة في ال63 من العمر كانت وزوجها وزوج من الاصدقاء المتقاعدين من اوائل الوافدين الى المكان في قلب بلاد الفحم والسلاح. وانتظرت المسعفة السابقة اكثر من سبع ساعات تحت الشمس للاستماع الى كلمة ميت رومني التي استغرقت ربع ساعة. فبعد مشاهدة مرشحه لمنصب نائب الرئيس بول راين في الشهر الفائت في مكان يبعد كيلومترات من هذا المكان ارادت عدم تفويت مشاهدة "الرئيس الاميركي المقبل" بحسب رأيها. وقالت "إن اعادة توزيع الثروات والمساعدات والمساكن الاجتماعية ...اوباما يتعلق بهذه البرامج الاجتماعية من المهد الى اللحد وهذا ما يؤدي بنا الى الافلاس". الى جانبها جلست مارولين باترسن التي انضمت الى معسكر رومني منذ فترة طويلة لكنها تعتقد أن مشاهدة حفيدتها البالغة 26 عاماً المترددة للنقاش ستقنعها باتخاذ القرار. وقالت المتقاعدة "كان الامر هائلاً، رومني سحقه، كنت فخورة به!" في ما يتعلق بصورته، افسح رومني المجال امام المصورين لالتقاط صور طائرة حملته الخميس حيث بدا وهو يتحدث مع مستشاريه في اجواء من الارتياح. وفي حقل فيشرفيل حيث القى رومني كلمته أشار الى أن المناظرة سمحت "بتجاوز الهجمات والهجمات المضادة ومسرح الحملة" للتركيز على "المضمون". وتتجنب حملة رومني المجاهرة بادائه وتشدد على بقاء خمسة اسابيع في الحملة ومناظرتين رئاسيتين قبل انتخاب 6 تشرين الثاني (نوفمبر). وافاد مستشار بحذر أن قلب اتجاه السباق سيتم "تدريجياً". لكن مرشح رومني لمنصب نائب الرئيس بول راين اشار الى أن المناظرة التي تابعها 67.2 مليون مشاهد شكلت منعطفاً في الحملة. وصرح في فيشرفيل "مساء امس شهدنا خياراً واضحاً جدًا. مساء امس اكتشفت اميركا الرجل الذي اعرفه، القائد". وافاد موقع بوليتيكو ان حملة رومني "مهووسة" بتشكيل صورة "رئاسية" للمرشح يفترض أن يسهم فيها خطاب يلقيه الاثنين حول السياسة الخارجية. وكان مستشار رومني اد غيلسبي يؤكد للصحافيين يوميا ًانطلاقا من ثقته في رجاحة استراتيجية حملته أن المرشح الجمهوري سيواصل تقييم السياسة الاقتصادية والضريبية للرئيس. وقد يؤدي نشر ارقام البطالة لشهر ايلول/سبتمبر الجمعة في تقرير هو قبل الاخير قبل الانتخاب الى تغذية سيناريو "العودة" التي يحلم بها المعسكر الجمهوري. كما يتطلع الكثير من الناشطين في الحملة الى المناظرة المرتقبة في 11 تشرين الاول(اكتوبر) بين راين الخطيب الماهر ونائب الرئيس جو بايدن الذي يملك سهولة في مخاطبة الجمهور الى حد ينقلب عليه احيانا. قالت بيتي بثقة "جو بايدن؟ صراحة، حتى أنا يمكنني أن اوجه له ضربة". أوباما يتهمه بالكذب من جانبه، سخر أوباما مما وصفه ب"غياب رومني الحقيقي"، متهمًا خصمه الجمهوري ب"الكذب" خلال المناظرة التلفزيونية التي جرت بينهما الأربعاء الماضي، وتوجه أوباما من مدينة دنفر في ولاية كولورادو غرب الولاياتالمتحدة إلى خصمه رومني قائلاً: "إذا ما أردت أن تكون رئيسًا، يجب أن تقول الحقيقة للأميركيين"، وذلك غداة المناظرة بين المرشحين في المدينة نفسها التي خرج منها أوباما خاسرًا وفق استطلاعات للرأي. وأضاف أوباما أمام أكثر من 12 ألف شخص تجمعوا في جو شديد البرودة "عندما اعتليت المنصة، التقيت هذا الشخص الذي كان في كامل طاقته وادعى أنه ميت رومني. لكن لا يمكن أن يكون هذا رومني". وبحسب المرشح الديمقراطي أوباما، فإن "ميت رومني الحقيقي يجوب البلاد منذ العام الماضي واعدًا بإعفاءات ضريبية بقيمة خمسة مليارات دولار لصالح الأثرياء". وأضاف أن "رومني الحقيقي كان يقول إننا لا نحتاج المزيد من المعلمين في صفوفنا. لكن الشخص الذي كان على المنصة قال إنه يحب المعلمين"، وذكر أن "الرجل الذي كان على المنصة مساء الأربعاء لا يريد تحمل مسؤولية ما يقوله رومني الحقيقي منذ السنة الماضية".