في كل إقليم من اقاليم المملكة الحبيبة تجد مصلحة لا ينام أصحابها ليلا ولا نهارا، إنها مصلحة المستعجلات،وحكايتنا من إقليم انزكان الذي يتوفر على احد اقدم المستشفيات على الصعيد الوطني ،لكن صدمة المرضى تكون كبيرة خصوصا خصوصا عندما يسدل الليل ستاره، فعند حلول الظلام وتهدا الحركة قليلا، تصبح مصلحة المستعجلات ساحة من الحرب المصاحبة لألم و اهات المرضى ،لكن للحقيقة نقول أن هناك ليال تكون فيها مستيقظة.السيدة ( ع – ا ) ممرض يعمل في احد المراكز الصحية بايت ملول من مواليد سنة 1962 ، تعرض لحادت سير امس الثلاثاء 09 – 04 – 2013 حوالي الساعة الرابعة بعد الزوال و اصيب بكسر خطير على مستوى احد اصابع يده اليسرى . تتعب و تنتظر أسرته كثيرا في الحصول على سيارة اسعاف لنقله إلى المستشفى الإقليمي بانزكان مصلحة المستعجلات من اجل تلقي الإسعافات الضرورية و انقاد حياته ،المفاجأة كبيرة جدا فالطبيب المداوم غير موجود ، مسكينة ابنة السيد (احمد – ع ) لم تكلف نفسها السؤال لماذا هذا الطبيب متغيب عن مقر عمله ؟ لأنها تعرف الجواب مسبقا . “الاستهتار و الاحتقار والسيبة" كلمات ترددت على لسان أسرته التي شعرت بالحكرة امام توجع و شدة الم و الدهم الذي لم تسعفه 32 سنة قضاءها ممرضا و منتميا لقطاع الصحة .. أجواء من الفوضى و التراشق الكلامي و الكلام القاسي في حق بعض الممرضين و رجال الحراسة الخاصة بقسم المستعجلات ، احتجاجا على النقص الحاد في الأطر الصحية و غياب المداومة الطبية ، الساعة تشير الى الحادية عشر و النصف ليلا ، السيد (احمد – ع ) قضى في سريره الان ازيد من سبع ساعات مند خضوعه لمراقبة احد الاطباء بالمستعجلات و الذي وضعه حسب بيانات وثيقة التشخيص الطبي التي نتوفر على نسخة منها ضمن الحالات الخطيرة و المستعجلات ، امر كان من المفترض على الطبيب المتخصص و المداوم القيام به ، إلا انا غيابه حال دون ذلك ليستمر الممرض احمد في ألمه و معه تستمر اسرته في الاحساس بالإهمال و الاستهتار ضدا على مضامين القسم المهني الذي يضرب به في كثير من الاحيان عرض الحائط و من مضامين هذا القسم على سبيل التذكير : " بسم الله الرحمن الرحيم. أقسم بالله العظيم أن أراقب الله في مهنتي. وأن أصون حياة الإنسان في كافة أدوارها، في كل الظروف والأحوال ، باذلا وسعيا في استنقاذها من الموت والمرض والألم والقلق ، وأن أحفظ للناس كرامتهم.... وأن أكون على الدوام من وسائل رحمة الله، باذلا رعايتي الطبية للقريب والبعيد ، الصالح والطالح ، والصديق والعدو.... وأن تكون حياتي مصداق إيماني في سري وعلانيتي ، نقيًا مما يشينني أمام الله ورسوله والمؤمنين. والله على ما أقول شهيد." هذا، وقد عبّر الكثير من المواطنون عن استيائهم العميق لما آلت إليه الأوضاع داخل هذا الصرح الصحي بالمنطقة بسبب سياسة صم الآذان المنتهجة بإحكام و الرامية إلى الإجهاز على حق مشروع تقرّه مقتضيات المواطنة و مفهوم الانتماء ، علاوة على اللامبالاة و السلوكات التي تمارس في هذه المؤسسة الصحية التي تعيش مخاضا عسيرا حسب توصيف أحد المحتجين .و في محاولة منا لتقصي حيثيات الموضوع اتصلنا رفقة عائلة (احمد –ع ) بالحارس العام المداوم بالمستشفى الذي حاول الاتصال بالطبيب و لكن هاتفه كان خارج التغطية على حد تعبير الحارس العام ، و بينما اقتربنا من باب قسم المستعجلات للمغادرة اقترب منا احد الاشخاص رافضا ذكر اسمه مشيرا ان سبب غياب الطبيب المداوم ربما يرجع الى الاطراب الذي تخوضه الشغيلة الصحية من حين لأخر او ربما لمرضه على اعتبار انه مصاب بمرض السكري على حد تعبير الشخص .من جانب آخر أكّد مدير المستشفى في اتصال هاتفي معه انه لا يملك تفسيرا لغياب الطبيب المداوم و ان كل ما يمكن ان يخبرنا به هو ان الطبيب يجب ان يكون حاضرا للمداومة و انه يتحمل مسؤولية غيابه في انتظار توضيح اسباب الغياب مسترسلا ان الحدث رغم سلبيته لا يجب ان يغيب عن ادهاننا أن جودة الخدمات الصحية بالمستشفى المذكور تعتبر رائدة بالنظر إلى الإكراهات ، كما أشاد المدير ببعض من الطاقم الطبي كونه يقدم تضحيات من أجل أن تواصل العجلة سيرها حسب تعبير الإطار الطبي . وفي تعقيب بشأن طبيعة إيقاع العجلة التي يتطلع إليها المواطنون و التي ينبغي أن تنسجم مع احتياجاتهم و انتظاراتهم ، أجاب ذات المتحدث بأنه يعي و يدرك جسامة المسؤولية أمام إكراهات الواقع .. تجدر الإشارة إلى أنه في الآونة الأخيرة تعالت الأصوات وارتفعت وثيرة التذمّر و الاستنكار جرّاء تدهور الوضع الصحي بالجهة ممّا حدا ببعض فعاليات المجتمع المدني إلى التفكير في تأسيس تنسيقية جهوية للدفاع عن حق المواطن في الخدمات الصحية و جودتها