تعيش المستعجلات الطبية بجهة سوس حالة مرضية مزمنة من جراء غياب الموارد البشرية الكافية، وعدم الاهتمام بالموجود منها من حيث التحفيز والتكوين، وكذا غياب التجهيزات الأساسية الضرورية للتطبيب. وفي هذا السياق استجمعنا مجموعة من الحكايات الغريبة، من مصادر مؤكدة، وقعت داخل هذه الأقسام التي تنعت بالمستعجلات، وفضل العديد من العاملين بها ومن زبنائها تسميتها «بالمستعطلات»، حكايات بقدر ما ستضحكنا لابد أنها ستؤلمنا لأنها تعبر على واقع صحي مترد وعن واقع كله مرارة سببه كذلك غياب الوعي الصحي والوقائي لدى المواطنين ناهيك عن الانتشار الكبير للإجرام بسبب الفقر واستعمال المخدرات. بقايا جزر في مهبل امرأة ومن أغرب الحكايات المتداولة بأحد أقسام المستعجلات بالمنطقة، حسب مصادرنا، تلك المتعلقة بامرأة في مقتبل العمر ساءت حالتها الصحية، ولم تعرف أسرتها التي تقطن خارج المدار الحضري سبب ذلك. وفي إحدى الليالي ازداد حالها فنقلوها بسرعة إلى المستعجلات، بعد إجراء الفحص السريري انتبهت الممرضة إلى أن السيدة تشكو من شيء داخل مهبلها، وبعد إجراء الأشعة اللازمة تبين للطبيب أن هناك جسما غريبا داخل مهبل المرأة، ليكتشف المشرفون على علاجها أنها بقايا جزرة من الحجم المتوسط، قد أدخلتها تلك السيدة في فرجها ولم تستطع إخراجها.. أمر غريب! اضطر معه طاقم المستعجلات إخضاع المرأة لعملية لاستئصال الجزرة. أذن مبتورة لمخمور وصل ذات ليلة إلى قاعة الاستقبال بقسم المستعجلات بمركز صحي، شاب مخمور غارق في دمائه يحمل معه أذنه المقطوعة. وكان سبب بتر أذنه يعود إلى صفعة قوية تلقاها الشاب بالأصفاد من طرف دركي، وبعد المشاورة بين الطبيب المداوم وأحد الممرضين، قرر عدم نقل المصاب إلى مركز آخر، وهكذا اتفق الطبيب والممرض على أن يخضع الشاب إلى عملية لإرجاع الأذن إلى مكانها، الشيء الذي حدث باستعمال الموجود من الأدوات البسيطة لتتم خياطة الأذن ويعود الشاب تلك الليلة إلى أهله وأذنه سليمة. بتر جزءا من شفته دخل الرجل على العاملين في قسم المستعجلات واضعا يده على فمه وهو ينزف دما ويئن من شدة الألم، فور فحصه تبين للممرض أن الجزء الأسفل من شفة الرجل غير موجود، وحكى الرجل أنه تعرض لعضة من طرف مخمور إلى أن تم بتر شفته، ولكنه من شدة الألم والنزيف لم يعرف أين سقط هذا الجزء، وبعد إسعافه من الألم والنزيف عاد إلى موقع الحادث ليحضر معه الجزء المبتور من شفته، وخضع لعملية ترميم، وأضاف الممرض الذي اشرف على العملية أن أول ما قام به الرجل مباشرة بعد استرجاعه ما قطع من شفته هو إشعال سيجارة للتأكد من نجاح العملية. حمل مصاب إلى المستعجلات دون قدمه تعرض رجل لحادثة خطيرة بإحدى الضيعات الفلاحية بسوس، فقد على إثرها قدمه اليمنى، ومن جراء الصدمة حضرت سيارة الإسعاف التابعة للوقاية المدنية فحملت الرجل على وجه السرعة إلى المستعجلات بالمركز الصحي القريب ومنه إلى المستشفى الإقليمي لأن خطورة الحادث تتطلب ذلك. .أودع المصاب قسم المستعجلات بالمدينة الكبيرة وعادت سيارة الإسعاف إلى مستودعها، وقبل أن يغادرها السائق اكتشف أن قدم الرجل المصاب لا تزال بالسيارة، وبعد استشارة مرؤوسيه من مسؤولي الوقاية المدنية أمروه بإرجاع القدم المبتورة إلى المستعجلات. .وعندما وصل وجد الرجل قد فارق الحياة. هذا قليل من كثير يحصل داخل ما يسمى بالمستعجلات، وهناك قصص أخرى عن الأصابع المبتورة وحوادث الاغتصاب التي تعرفها هذه الأقسام. نشير فقط إلى أن أغلب الحوادث والطوارئ التي يدخل أصحابها إلى قسم المستعجلات لا يخرجون منها دائما بسلامة وصحة جيدة، فهناك العديد ممن غادر المستعجلات بمرض مزمن أو عاهة مستديمة.