لا زال الغموض يكتنف جريمة القتل البشعة التي تعرضت لها امرأة في الخمسينيات من عمرها وتم نسبها لابنها الشاب في العشرينيات من عمره ودفنها بمطرح النفايات بجماعة أزلاف الواقعة تحت نفوذ إقليم الدريوش. ففي الوقت الذي اتهم فيه الشاب الابن بقتل والدته بشج رأس أمه بقضيب حديدي ليعمد في برودة دم إلى شنقها بحبل لاستخراج آخر نفس منها بعدما أغمي عليها، وبدون أدنى ذرة للرحمة تم لف جثثها بغطاء وتخلص منها في " زبالة" بضواحي المدينة. وأن القاتل عمد إلى فعلته من أجل سلب النقود من أمه لاقتناء المخدرات بعدما أبت منحه إياها. أوضحت مصادرنا، أن الشاب المتهم بقتل والدته يعمل بميناء بني أنصار بالناظور في مجال السمك، سوي لا يعاني من أي اضطرابات نفسية أو عقلية ولم يكن يوما مدمنا على المخدرات. وأضافت المصادر ذاتها أن المشتبه به عاد مباشرة بعد دفن والدته إلى المنزل، ليصادف دخوله، ولوج والده أيضا للبيت، حيث نادى على زوجته فلم يجدها بالمنزل قبل أن يسأل إبنه الذي رد على أبيه عند عودته وهو يسأل عن الزوجة أنه قتلها ودفنها بالمطرح المجاور ليتم إبلاغ عناصر الدرك الملكي وفتح تحقيق في القضية بناء على هذه الوقائع. وفي الوقت الذي قد تبدو فيه القصة قابلة للتصديق، فإن الغريب فيها هو المدة الزمنية الفاصلة بين وقت تنفيذ الجريمة وإخفاء معالمها وعودة الوالد إلى المنزل، بسبب أن جماعة أزلاف جماعة قروية تتوقف فيها الحياة بعد آذان المغرب، وبينما تمت الجريمة ليلا، على الأقل، فإن الجاني سيحتاج إلى ثلاث ساعات إلى أربع ساعات ما بين تنفيذ الجريمة وإخفاء معالمها، فأين كان الأب كل هذا الوقت في جماعة تغلق بكاملها على الساعة السادسة مساء؟. غير ذلك فإن تنفيذ الابن للجريمة وعودته للمنزل وإعترافه للأب ببرودة أعصاب غير مترابط، لأن المعروف في علم النفس أن الحالة النفسية للشخص الذي يقتل لأول مرة تتميز بالاضطراب والخوف بعد تنفيذ الجريمة. وبينما تمت إدانة الشاب بشكل قاطع من قبل الاعلام وساكنة المنطقة، فإن الحقيقة الكاملة لم تظهر بعد، والتحقيق هو الكفيل بإظهار المجرم الحقيقي في جريمة القتل التي هزت جماعة قروية هادئة.