في غمرة فرحهم وسرورهم بحصولهم على ثقة 20 ألف مواطن بدائرة تطوان في استحقاقات 7 أكتوبر التشريعية، غفل الكثيرون عن صوت خفي يندب ويشتكي بعيدا عن نشوة إنتصارهم التي حصلوا عليها نتيجة مجهود لخمس سنوات فارطة، فخرجوا إلى النّاس في الحملة الانتخابية بوجوه مكشوفة، وبأصوات عالية دون خجل أو يطردهم أحد . لعلّي لا أبالغ إذ أقول أن تطوان اليوم تبكي لعدم عودة الدكتور أحمد بوخبزة القيادي بحزب العدالة والتنمية إلى قبة التشريع، فالرجل أعاد للمدينة سيتها بعد أن أقبره من كانوا ينتفعون بخيراتها في سكوت وصمت، وصارت المدينة تفتخر بأن لها نائبا يبلغ للوزراء مشاكلها، ويترافع ضد المفسدين عن مصالحها، فكثيرا ما نتابع جلسات البرلمان بملل، لكن في الولاية التشريعية التاسعة بتنا نسمع إسم مدينتنا يتداول في شتى المجالات وعلى ألسنة مختلف المسؤولين فنشد إلى التلفاز وننتظر جلسات وجلسات . بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة، يجب أن نعترف جميعا أن الدكتور أحمد بوخبزة أعاد للنائب البرلماني قيمته وعرَّف للمواطنين بدوره الحقيقي، وليس كما هو متداول في كون الأخير يخدم مصالحه الخاصة ولا يظهر من الانتخابات إلى الاستحقاقات، وذلك بشكل عملي وملموس على أرض الواقع من خلال فتح مكتب تواصل واستقبال المواطنين، والقيام بزيارات وتنظيم لقاءات ميدانية وتواصلية، وطرح عدد من الأسئلة الرقابية الشفهية والمكتوبة، بالإضافة إلى تقديم ملتمسات للوزراء والرؤساء، وتمثيل المغرب وتطوان في محافل دولية ديبلوماسية . وأكثر من هذا، فإن الدكتور أحمد بوخبزة جاء بمنطق جديد للسياسية المحلية التي لم تعهدها تطوان في تاريخها من نوابها، حيث أصدر رفقة رفيقه الدكتور محمد ادعمار حصيلة عامّة تتضمن 222 صفحة، مليئة بالمنجزات والواجبات، من غير جبن بل بقوة وشجاعة يعرض للساكنة أعماله التي على ضوئها يختارون هل يجددون في المصباح ثقتهم أم ينصرفوا إلى غيره، لأن كل رهانه مبني على ضمير المواطن وليس على شكارته الذي جمعها خلال فترة انتدابه ليستميت بها أصواتهم . والغريب، حتى بعد أن وضعت الانتخابات أوزارها، واستقر الأمر على أن بوخبزة بدون مقعد، خرج يوم الأربعاء الماضي إلى حي سمسة يتفد المواطنين الذين أسقطت السلطات منازلهم لمواساتهم وللعمل على إيصال مظلمتهم لمن يعنيه الأمر، هكذا هو الدكتور بوخبزة مذ عرفته وسمعت عنه واشتغلت معه، كله عمل وخدمة لساكنة تطوان من أي موقع يشغله، حقا تطوان ستفتقد أحد رجالها الكبار، الذين خدموها ولا يزالون يخدموها بوفاء . إنه لحريٌّ بساكنة إقليمتطوان اليوم أن ينظموا حفلاً عظيما شكرا وعرفانا لما قدمه هذا الرجل من خدمات معنوية ومادية عجز عنها بعضهم لانشغالهم بقضاء مصالحهم الشخصية والحزبية بدل خدمة الساكنة التي انتخبتهم للدفاع عنهم وجلب ما ينعمون به من قبة البرلمان . اضغط هنا لقراءة : الحصيلة العامة للنائبين البرلمانيين الدكتور أحمد بوخبزة والدكتور محمد إدعمار