أصدر عمدة روما جياني أليمانو اليوم قرارا بحظر التظاهر في قلب العاصمة الإيطالية لمدة شهر بعد أحداث الشغب والعنف التي عكرت صفو مظاهرات "غاضبون" السبت الماضي. وأسفرت المواجهات العنيفة بين الشرطة ومثيري الشغب عن سقوط عشرات المصابين من الطرفين فضلا عن خسائر مادية فادحة قدرت بالملايين. وأصدرت بلدية روما بيانا اليوم يحدد الاماكن التاريخية التي يمنع التظاهر بها، ومن بينها ميدان بوكا دي لا فيريتا وميداني الشعب وفرانسيسكو وساحة ماسيمو. وطالبت البلدية باصدار قائمة "عاجلة" لقواعد وشروط التظاهر التي تكفل حرية إبداء الرأي لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة. وامتدت المواجهات العنيفة بين المئات من مثيري الشغب مع الشرطة الإيطالية لأربع ساعات السبت الماضي وخاصة بميدان سان جوان دي ليتران. وأشعل المخربون النيران في أربع سيارات والعشرات من صناديق القمامة، كما دمروا عددا من سيارات الشرطة، ليتخطي حجم الخسائر ملايين الاموال. وقدر عدد الإصابات ب70 شخصا من مثيري الشغب "المقنعين" وعناصر الأمن، من بينهم ثلاثة في حالة خطيرة، كما تعرض شخص لبتر إصبعين من يده اثناء إزالة صاروخ ناري من الأرض. وقامت إحدى الجماعات المتطرفة بتدنيس كنيسة في إيطاليا وألقت صليب وتمثال للسيدة العذراء في الشارع في الوقت الذي فتحت فيه كاتدرائية القديس يوحنا اللاتراني أبوابها أمام المتظاهرين الذين كانوا يفرون من الاشتباكات. واستخدمت الشرطة خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفرقة الحشود الذين قدر عددهم بنحو 200 شخص ممن استخدموا العنف اثناء التظاهر في خضم المسيرة السلمية. وتركزت المواجهات بين الشرطة والمقنعين في شارع كافور، حيث قام بعض المتظاهرين باشعال النيران في عدد من السيارات وهاجموا المحال التجارية والبنوك وإحدى وكالات العمل المؤقت كما دمروا جزءا من مبنى وزارة الدفاع. واحتشد السبت نحو 200 الف شخص في روما للمشاركة في مظاهرات "غاضبون"، وتصدرت المظاهرة لافتة ضخمة كتب عليها "يا شعوب أوروبا..استيقظوا"، كما شهدت مشاركة مجموعة من النقابات العمالية وحركات المجتمع المدني والطلاب الجامعيين