مئات الآلاف من الغاضبين ضد الرأسمالية.. ومتظاهرو روما يحرقون مبنى لوزارة الدفاع مظاهرات في 951 مدنية ب 82 بلداً اندلعت أعمال عنف أمس السبت في روما، واعتقلت الشرطة متظاهرين على هامش تجمع لل"غاضبين" ضم عشرات الآلاف في العاصمة الإيطالية في اليوم العالمي الذي ينظمه هذا التحرك تحت شعار "يا شعوب العالم انهضوا" أو "انزل إلى الشارع، اصنع عالما جديدا"، ودعا "الغاضبون" إلى التظاهر في 951 مدينة ب 82 بلداً، احتجاجا على الوضع الإقتصادي الناشئ عن الأزمة العالمية وسلطة رؤوس الأموال. وفي وسط روما، واجهت الشرطة مئات من العناصر غير المنضبطين الملثمين والذين كانوا يطلقون قنابل دخانية وزجاجات حارقة على قوات الأمن. وقام عناصر آخرون بإشعال النار في مبنى تابع لوزارة الدفاع. وتصاعدت النيران من المبنى الذي تواجد في محيطه عند فترة العصر نحو 100 مجهول، ملثمين قاموا أيضا بإضرام النار بسيارتين. وأصيب ما لا يقل عن 70 شخصا في روما خلال اشتباكات مع الشرطة، وقال شهود عيان إن ما لا يقل عن 100 ملثم أشعلوا النيران في سيارات بميدان "فيا كافور" مما تسبب في انفجار خزانات الوقود بتلك السيارات. وفي أجزاء أخرى من المدينة، أفادت أنباء بقيام مراهقين بتحطيم واجهات محالات تجارية بمضارب لعبة البيسبول. وذكرت قناة (لا 7) الإخبارية، بأن ما لا يقل عن 70 شخصا، بينهم 30 شرطيا، أصيبوا في الإشتباكات العنيفة بين المخربين الذين حصنوا أنفسهم وراء حواجز مطاطية والشرطة المسلحة بمدافع المياه. واستطاع عدد من رجال الشرطة الفرار من سيارة شرطة أشعل مثيرو الشغب النيران فيها. وفقد أحد المتظاهرين عدداً من أصابع يده عندما انفجرت إحدى الألعاب النارية. وتظاهر آلاف الأشخاص سلميا في العالم حاملين لافتات كتب عليها "حل وحيد، الثورة!"، و"لسنا ممتلكات في يدي المصرفيين". وفي لندن حيث حصلت مواجهات محدودة مع الشرطة في فترة الظهر، تجمع 800 "غاضب" في مدينة لندن وتلقوا دعما غير معلن مسبقا من مؤسس موقع ويكيليكس "جوليان أسانج". وأثار وصول أسانج فرح الحضور مع العلم إنه قيد إطلاق سراح مشروط قرب لندن بانتظار ترحيله المحتمل إلى السويد حيث يلاحق بتهمة الإغتصاب. وقال مؤسس ويكيليكس من على سلم "كاتدرائية القديس بولس" حيث تجمع المتظاهرون "ندعم ما يحصل هنا لأن النظام المصرفي في لندن هو المستفيد من المال الناتج من الفساد". وتلقى "الغاضبون" دعم حاكم بنك إيطاليا "ماريو دراجي" الذي من المقرر أن يتولى رئاسة البنك المركزي الأوروبي اعتبارا من الشهر المقبل. وقال دراجي لصحفيين إيطاليين على هامش اجتماع لمجموعة العشرين في باريس "للشبان الحق في أن يكونوا غاضبين"، مضيفا "إنهم غاضبون على عالم الأعمال. أنا أفهمهم". وفي مدريد، انطلق عشرات الآلاف من شوارع فرعية في اتجاه ساحة "بويرتا ديل سول" التي تحمل رمزية كبيرة وكانوا قد احتلوها على مدى شهر في الربيع. وكتب على إحدى اللافتات الكبيرة "المشكلة في الأزمة، قم وانتفض". وأشار "جون أجويري سوتش" المتحدث بإسم “الغاضبين” في إسبانيا إلى أن توسع الحركة "يدل على أنها مسألة لا تخص إسبانيا وحسب، بل العالم أجمع لأن الأزمة عالمية، الأسواق تتحرك على مستوى عالمي". وفي لشبونة، تجمع نحو 50 ألف شخص من مختلف الأعمار على وقع هتافات "فليخرج صندوق النقد الدولي" وتصدرتهم لافتة كتب عليها "أوقفوا الترويكا" في إشارة إلى دائني البرتغال (الإتحاد الأوروبي، البنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي). وفي هولندا، تظاهر نحو ألف شخص في لاهاي وعدد مماثل عند ساحة البورصة في أمستردام. كما تظاهر نحو ألف شخص في ساحة "بارادي بلاتز". وفي زيوريخ أبرز مراكز قطاع المال في سويسرا، في حين تجمع بضع مئات "الغاضبين" في باريس. وهاجم متظاهرو نيويورك بنك “جي بي مورجان تشيز” العملاق، ودعوا إلى مقاطعته. وخرج آلاف في مسيرة نحو البنك ووزعوا تعليمات حول كيفية تحويل حسابات شخصية من البنك إلى بنوك يمتلكها عمال وبنوك المجتمعات . وذكرت صحيفة "نيويورك بوست" أن العديد من الذين دخلوا البنك لإغلاق حساباتهم اعتقلتهم الشرطة بعدما حاصرتهم بداخله. ويتنامى الغضب عبر البلاد ضد عدة بنوك من بينها "جي بي مورجان" الذي قبل عشرات المليارات من الدولارات في شكل تمويلات إنقاذ حكومية عام 2008. وتجمع متظاهرون في ساحة “تايمز سكوير” حوالي الساعة الحادية عشرة بتوقيت جرينتش. وفي القاهرة ارتفعت أعدادا المشاركين في مسيرة “الثورة العالمية الأولى” إلى المئات، وتوجهت المسيرة التي تحركت مساء السبت من أمام برج التجارة العالمي على كورنيش النيل إلى ماسبيرو ومنه إلى دار القضاء العالي قبل أن تعود إلى ميدان التحرير، وجامعة الدول العربية. ووقفت المسيرة دقيقة حداد أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون ماسبيرو على أرواح ضحايا أحداث ماسبيرو وهتف المتظاهرون :"الكذابين أهم". كما نظم المتظاهرون وقفة احتجاجية لدقائق أمام مكتب النائب العام للمطالبة بإقالته وتطهير القضاء. ويطالب المشاركون في المسيرة التي انطلقت بالتزامن مع مسيرات أخرى في مختلف دول العالم بسقوط النظام الرأسمالي والحد من سطوته والدفاع عن حقوق الفقراء. وردد المشاركون في المسيرة هتافات مثل "عيش حرية عدالة إجتماعية" و"يلا يا مصري انزل من دارك لسه في مليون مبارك" و"يا حرية فينك فينك حكم العسكر بينا وبينك" و"دي مش فتنة طائفية دي مذبحة عسكرية" و "حركة وطنية واحدة ضد السلطة اللي بتذبحنا" و"علي وعلي وعلي الصوت اللي بيهتف مش هايموت" و "يسقط يسقط حكم العسكر احنا الشعب الخط الأحمر" و” الشعب يريد إسقاط النظام". ورفعوا لافتات مكتوب عليها: "معًا ضد العولمة" و "معًا ضد الفقر والإستبداد" و "لا للمحاكمات العسكرية" و "يسقط النظام الرأسمالي" و "مسلم مسيحي إيد واحدة" و "كلمة واحدة وغيرها ما فيش السياسة مش للجيش".