عادت حليمة إلى عادتها القديمة، وحليمة ليست سوى العدل والإحسان، الجماعة الإسلامية، التي يدعي زعيمها أنه ورث ما لم يرثه الخلفاء والصحابة، هي التي عادت إلى الكذب والزور والتزوير، وهي جنايات يعاقب عليها القانون المدني ويذمها الشرع الحنيف، وقد تفننت الجماعة في إتقان فنون الخديعة خصوصا عبر الصورة. فقد حول الموقع الإلكتروني للجماعة، الذي لا يسمح لرواده بترك تعليقاتهم خوفا على أن يفقد الشيخ وضوءه وطهرانيته المزعومة، مسيرة العشرات التي عرفتها بعض المدن الأحد الماضي إلى مسيرة الآلاف من خلال نشر صور غير حقيقية، فالصور تعود إلى أول مسيرة نظمتها حركة 20 فبراير يوم كانت بكامل زخمها الجماهيري. لكن ما السبب في ذلك خصوصا وأن حركة 20 فبراير اعترفت في مجالسها بأنها تراجعت بشكل كبير؟. إن فبركة هذه الصور يهدف إلى حماية شرف جماعة العدل والإحسان الذي هتكه شباب الفايسبوك، وبعد أن ظهرت أولى بوادر الاحتجاج أوحى ياسين لحوارييه أن الزمن زمن القومة، فهو يحاول تصوير ما هو غير واقعي على أنه واقعي كما أنه يدعي امتلاك ما ليس له. والكذب عند الجماعة مباح، فسفر ندية ياسين رفقة العلوي السليماني إلى أثينا كان في إطار شغل دعوي، وأشرطة الفيديو التي تبين دعارة مريدي الجماعة مفبركة، وتوقيف شحرور الجماعة الغلام رفقة عاهرة بالجديدة ليس سوى اختطافا وهكذا دواليك. أما الكذب على الأموات فهو حرفتها منذ قديم عهد لها بالعمل الجماهيري، يوم ادعت أن عبد الجليل فخيش الطالب الذي توفي في اصطدام داخل كلية بالدارالبيضاء هو مناضل الجماعة رغم أنه لم يعرفها ربما حتى بالاسم، والطلبة المتهمون بالقتل، ويوجد على جريمته شهود وأدلة، ليسوا سوى مجاهدين في سبيل الله. يقول المثل العربي "إذا كان رب الأسرة بالدف ضاربا فشيمة أهل الدار الرقص"، إذا كان عبد السلام ياسين، الذي لم يشم رائحة الفقه، قد أجاز كذب المريدة على عائلتها كي تحضر مجالس الجماعة فشيمة أهل دار العدل والإحسان هو الطرب كذبا.