كشف تورط حسن القاسمي، عضو حركة التوحيد والإصلاح، عن شيزوفرينيا بعض القياديين في حزب العدالة والتنمية، الذين لم نعد نعرف هل هم مع الاستقرار أم ضده، هذه القضية أوضحت أن عناصر قيادية متورطة حتى النخاع في طباعة لافتات حركة 20 فبراير وخصوصا حركة باراكا الداعية إلى إسقاط النظام. وتمكن القادة الثلاث من التمويه بداية عبر دعم حركة باراكا التي إذا استثنينا بعض الوجوه التي دخلتها فهي ليست سوى إسما مستعارا لشبيبة العدالة والتنمية المرتبطة بمصطفى الرميد والحبيب الشوباني وعبد العالي حامي الدين، اعضاء الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية والأعضاء غير المقررين في حركة 20 فبراير. في هذا التقرير نسلط الضوء على تفاصيل العلاقة التي جمعت بين القياديين الثلاثة والقاسمي "مول المطبعة" وكيف تحول محل تجاري إلى ملتقى للإسلاميين بمن فيهم جماعة الخلافة. تورط التوحيد والإصلاح عندما خرجت حركة 20 فبراير وخصوصا بعض مكوناتها حاملة لافتات ضخمة وشعارات مطبوعة بعناية واقمصة مكتوب عليها شعارات وقبعات محرضة، تساءل المتتبعون عمن يمول هذا الحملة ومن يقوم بالطبع ومن يؤدي ثمن ذلك؟ وأي مطبعة بقدرتها طبع منشورات لتنظيمات لا تتوفر على الموافقة القانونية؟ وينص الفصل 38 من قانون الصحافة والنشر على أنه " يعاقب بصفة شريك في ارتكاب عمل يعتبر جناية أو جنحة كل من تحرض مباشرة شخصا أو عدة أشخاص على ارتكابه إذا كان لهذا التحريض مفعولا فيما بعد، وذلك إما بواسطة الخطب أو الصياح أو التهديدات المفوه بها في الأماكن أو الاجتماعات العمومية، وإما بواسطة المكتوبات والمطبوعات المبيعة أو الموزعة أو المعروضة للبيع أو المعروضة في الأماكن أو الاجتماعات العمومية، وإما بواسطة الملصقات المعروضة على أنظار العموم أو بواسطة مختلف وسائل الإعلام السمعية البصرية والإلكترونية ويطبق هذا المقتضى كذلك إذا لم ينجم عن التحريض سوى محاولة ارتكاب الجريمة" أما الفصل 39 فيقول "كل من استعمل إحدى الوسائل المبينة في الفصل 38 للتحريض على التمييز العنصري أو على الكراهية أو العنف ضد شخص أو أشخاص اعتبارا لجنسهم أو لأصلهم أو للونهم أو لانتمائهم العرقي أو الديني أو ساند جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية يعاقب بحبس تتراوح مدته بين شهر وسنة واحدة وبغرامة تتراوح بين 3.000 و 30.000 درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط". فكيف تورطت حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية مع حركة باراكا، التابعة لهما، في خرق القانون، والحزب يتباكى صباح مساء على خرق القانون وأنه ضحية له؟ وكيف لعب الحزب على كل الحبال من رفض لحركة 20 فبراير إلى تأسيس حركة تعتبر أحد مكوناتها؟ وهل لعبت نوستالجيا الانتماء التاريخي لجماعة العدل والإحسان حتى يتجرأ محمد القاسمي، عضو التوحيد والإصلاح وصاحب مطبعة رومايكوم، على طبع لافتات جماعة الشيخ ياسين الداعية لإسقاط النظام، مكذبة بذلك تصريحات ندية ياسين، صاحبة فضيحة أثينا التي تقول إنها ملتزمة بسقف مطالب حركة 20 فبراير المتمثلة في الملكية البرلمانية؟ الرميد دعم طبع لافتات حركة باراكا كيف يمكن لعضو في حركة التوحيد والإصلاح أن يطبع شعارات راديكالية؟ هل يعرف خطورتها التحريضية؟ أكد القاسمي معرفته بذلك فكيف تعامل معها؟ ومن أوحى له بذلك؟ هل التوحيد والإصلاح التي ينتمي إليها حاليا أم جماعة العدل والإحسان التي يرتبط بها بالحنين التاريخي وقد حاول التدرج في مسؤولياتها لولا ظروفه الاجتماعية؟ ما معنى أن يطبع عضو حركة تدعي العمل من داخل المؤسسات الشعارات التالية : الشعب سيقتحم معتقل العار تمارة. عبد الهادي زروال ضحية البوليس السياسي الشعب يرفض الدستور الشعب يريد إسقاط النظام باراكا من الفساد لا استفتاء ديمقراطي بدون إعلام حر الشعب يريد محاكمة الفاسدين الشعب يريد إسقاط الحكومة والبرلمان الشعب يريد الملكية البرلمانية فليس غريبا أن يتم اعتقال حسن القاسمي، عضو التوحيد والإصلاح، وتقديمه للمحاكمة، وليست التهم غريبة فليست سوى "التحريض على التجمهر عن طريق مطبوعات وملصقات ومنشورات وكتابات وطبع منشورات وشعارات تتضمن وقائع غير متأكد من صحتها وطباعة شعارات ورايات وعلامات تدعو للتجمهر بالطرق العمومية والأماكن المباحة للعموم والمساهمة في تنظيم المظاهرات بالطرق العمومية والطبع بدون ترخيص". في هذا الإطار تحرت مصالح الأمن عن الشخص الذي طبع لافتات مسيئة إلى محيط الملك والتي تم رفعها في مسيرة 24 أبريل بالدارالبيضاء من طرف حركة باراكا المقربة من حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية، وقد تبين أن اللافتات المذكورة تم طبعها من طرف سعيد مومن وعبد الواحد النقاز، عضوي اللجنة الوطنية لحركة باراكا من الدارالبيضاء وعادل بوهجير من الرباط ومصطفى مشتاري من سلا والموظف بالفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية بمجلس النواب وكذلك بعض ناشطات الحركة وعلى رأسهم مليكة باكوري من الدارالبيضاء. وبينت التحريات في القضية أن سعيد مومن تكلف بتوفير الدعم الأساسي لتغطية تكاليف الطباعة والدعاية لحركة باراكا، وذلك من خلال تحصيل مساعدات من قيادة حزب العدالة والتنمية وأساسا مصطفى الرميد ولحبيب الشوباني وعبد العالي حامي الدين، أعضاء الأمانة العامة للعدالة والتنمية. حركة باراكا الاسم المستعار لشبيبة العدالة والتنمية كشف اعتقال حسن القاسمي، عضو حركة التوحيد والإصلاح وصاحب مطبعة رومايكوم بالرباط، عن خيوط لعبة خبيثة قامت فيها عناصر العدالة والتنمية والتوحيد والإصلاح بتبادل للأدوار بشكل مسرحي أوحى بداية أن هناك صراعات داخل الحزب، بل بدأ بعض المحللين في توقع انشقاق داخل الحزب، ما إن عاد مصطفى الرميد وعبد العالي حامي الدين ولحبيب الشوباني إلى الأمانة العامة بعد استقالة مفبركة حتى أرسل إليهم عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب، سعد الدين العثماني ليشد عضدهم في الشارع بعد أن تكلف هو بحراسة المعبد. ومن المفاجآت التي كشف عنها اعتقال حسن القاسمي أن مصطفى، الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، هو من تكلف في إطار حركة بركة بالاتصال بوسائل الإعلام وخصوصا المواقع الإلكترونية رفقة رشيد عباسي عضو اللجنة الوطنية لحركة باراكا. وكان مصطفى بابا قد أعلن مشاركته في حركة 20 فبراير لكن بنكيران اتصل به ليفرض عليه التراجع، وهو تراجع علني مشاركة شبه علنية، فقال لهم بنكيران فيما يشبه "الهبل السياسي" ليس لكم الحق في المشاركة باسم شبيبة الحزب ولكن من حقكم أن تشاركوا كأفراد، ولم يشاركوا طبعا كأفراد ولكن دخلوها جماعة باسم مستعار إسمه حركة باراكا. وكانت لافتات حركة "باراكا" وشعاراتها طاغية على الوقفات والمسيرات التي عرفتها كبريات المدن المغربية كشعار "الشعب يريد إسقاط الفساد" وشعار "الهمة إرحل" و"الماجيدي ارحل"، واستطاع أعضاء ومؤسسو الحركة تأطير خرجتهم الاحتجاجية بشكل أثار انتباه المشاركين الذين انتظروا تأطيرا مماثلا من ناشطي حركة 20 فبراير . ورفعت في مدينة مراكش لافتة كتب عليها "نطالب بالفتح الفوري لدور القرآن ورفع الحيف عن جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة". مما يفند مزاعم استقلاليتها. مطبعة القاسمي تحولت إلى شبكة لدعم الإسلاميين ماهي طبيعة المحجوزات التي تم ضبطها في مطبعة حسن القاسمي، عضو حركة التوحيد والإصلاح، وما هي دلالاتها الرمزية؟ لقد مكن التفتيش من ضبط قبعتين من الورق المقوى مكتوب عليها بركة..الحملة الوطنية لإلغاء مهرجان موازين و14 ملصقا من الحجم الصغير مكتوب عليها حركة 20 فبراير، و16 صدرية، ولافتة كبيرة الحجم مكتوب عليها بالفرنسية موعدنا بشاطئ الأمم، والشعب يطالب باسترجاع شاطئ الأمم والشعب يطالب يتأميم شركة الضحى والشعب يطالب بتأميم شركة أونا والشعب يريد استرجاع حديقة الحيوانات بتمارة، والهمة إرحل وماجيدي إرحل، وماجيدي برا بالانجليزية وملصق كبير به عبارة التوحيد والإصلاح وملصق كبير به عبارة حركة 20 فبراير ومنشورات مكتوب عليها 22 ماي حركة 20 فبراير بالرباط ومنشورات مكتوب عليها جماعة العدل والإحسان. وتم العثور بحوزته على صور لمعتقلي حزب الأمة المحكومين في قضية بلعيرج إضافة إلى يومية لسنة 2011 مكتوب تحتها البراءة لمعتقلي العدل والإحسان. لقد حول حسن القاسمي مطبعته إلى شبكة لدعم الإسلاميين لوجيستيكيا، وكيف يعقل أن يقوم ناشط بالتوحيد والإصلاح بالتعامل غير القانوني مع جماعة العدل والإحسان وحزب الأمة غير المرخص له، دون أن يتلقى تعليمات من قيادة حركته التي تبدو في الظاهر أنها على خصومة مع الحركات الإسلامية الأخرى لكن في الواقع هناك تنسيق خطير بين هذه الأطراف كلها في إطار مخطط كبير يسمى الدولة الإسلامية ولا يهم من يسبق إلى تأسيسها سواء كان متطرفا أو معتدلا أو وسطيا؟ أصبحت المطبعة ملتقى للحركات الإسلامية، ومصدر طبع ملصقاتها وشعاراتها بما ذلك الشعارات الراديكالية المطالبة بإسقاط النظام، وقد تبين أن الإسلاميين ملة واحدة، فما إن نشرت بعض المواقع الإلكترونية صور ندية ياسين في أحضان عشيقها يوسف العلوي السليماني حتى انبرى نواب العدالة والتنمية للدفاع عنها، والفسق أيضا ملة واحدة. ومع إقراره لدى الضابطة القضائية أنه على علم بمضامين تلك الملصقات والمنشورات يكون حسن القاسمي قد اعترف على نفسه وعلى حركته التي ساهمت في خرق قانون الصحافة والنشر. الآن تبين من يمول ومن يطبع ومن يوزع؟ وتبين أن التوخيد والإصلاح يمكن أن تدخل مجالات وتتخذ مواقف عكس مواقفها الحقيقية عن طريق تنظيمات غير قانونية وأسماء مستعارة.وقاحة حسن القاسمي عاش حسن القاسمي، الناشط بحركة التوحيد والإصلاح وصاحب مطبعة رومايكوم التي تولت طباعة منشورات حركة باراكا المرتبطة بالحركة وحزب العدالة والتنمية، بين انتمائين، ولم ينسه انتماءه الجديد نوستالجيا انتماءه القديم، ففي سنة 1987 التحق القاسمي بثانوية المالقي بالرباط إلى حدود الباكالوريا شعبة العلوم التجريبية وفي تلك المرحلة انتمى إلى جماعة العدل والإحسان وقد كانت في بداياتها الأولى، بين انتمائه لجماعة العدل والإحسان وانتمائه لحركة التوحيد والإصلاح مدة زمنية عاش فيها على الوفاء للإسلاميين بغض النظر عن رؤيتهم للدين والنص المقدس ورؤيتهم للحياة والسلطة والدولة. الرجل كان يرغب في الترقي درجات في السلم التنظيمي لجماعة العدل والإحسان وكانت عينه على نقيب شعبة حتى يكون من المقربين لشيخ الجماعة الذي كان آنذاك يلتقي شهريا مع نقباء الشعب لكن لم يحالفه الحظ نظرا لظروفه الاجتماعية والعائلية. ومن هنا نفهم سر احتضانه لكافة الإسلاميين وبمختلف تلاوينهم رغم انتمائه لحركة التوحيد والإصلاح التي توجعت وتمخضت فولدت حركة باراكا إلا حركة "بركة من لكذوب" فقد أجهضتها. لقد ورث القاسمي من انتمائه للحركة الإسلامية الجرأة أو الوقاحة بالأحرى، فالرجل الذي يختبئ تحت غطاء مطبعة تجارية يعترف بأنه على علم تام بالشعارات والملصقات والمطبوعات والمنشورات التي وجدت بحوزته وأنه هو من قام بطبعها، وهذه الشعارات هي : الشعب سيقتحم معتقل العار تمارة. وعبد الهادي زروال ضحية البوليس السياسي والشعب يرفض الدستور والشعب يريد إسقاط النظام وباراكا من الفساد ولا استفتاء ديمقراطي بدون إعلام حر والشعب يريد محاكمة الفاسدين والشعب يريد إسقاط الحكومة والبرلمان والشعب يريد الملكية البرلمانية. أليست هذه وقاحة أن يطبع شخص شعارات ويعترف بأنه يعرف مضمونها؟ هل يعرف جيدا مضمون الشعب يريد اقتحام معتقل تمارة السري والشعب يريد إسقاط النظام وهو الذي ينتمي لحركة تقول إنها ملكية أكثر من الملك؟ ويعترف بأن الشعارات التي تم طبعها تم استعمالها في التجمهرات التي قامت بها حركة 20 فبراير حيث تم رفعها في الشوارع العامة وفي وجه ممثلي السلطة وكانت تتضمن معلومات لم يكن متأكدا من صحتها كما أنه لا يتوفر على ترخيص من أجل طبعها وبالرغم من ذلك قد استمر في إنجازها.