أظهر حزب العدالة والتنمية هذه السنة نزوعا ملحوظا نحو الاحتفاء بذكرى وفاة الزعيم الوطني علال الفاسي، حيث دعا رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب عبد الله بووانو إلى التفكير في صيغة لتخليد ذكرى وفاة الزعيم الوطني علال الفاسي. وقال بووانو إنه لابد من التفكير في طريقة للاحتفال بهذا اليوم. دعوة بوانو للاحتفال بذكرى رحيل علال الفاسي أثارت الاستغراب لأن مجموعة بنكيران ومنذ تأسيسها لم تهتم بالتراث المغربي، ولم يكن في وارد اهتماماتهم الاعتناء بالمنتوج المغربي، حيث استوردوا كتابات سيد قطب وغيره من المفكرين الإسلاميين المشارقة بينما ظل علال الفاسي بالنسبة إليهم من علماء السلطان. ويوم اكتشفوا علال الفاسي وجدوا أن سلفيته مدينية على عكس السلفية التي جلبوها من المشرق التي كانت مليئة بالبداوة وازدادت خشونة لما التقت بتفكير الإخوان المسلمين، وهو الشيء الذي يثير الريبة اليوم بهذا الاهتمام الكبير للعدالة والتنمية بعلال الفاسي، على مقربة من تخليد حزب الاستقلال الذكرى الأربعينية وتنظيم ندوة علمية هامة بمناسبة هذه الذكرى من طرف مؤسسة علال الفاسي. وكشفت مصادر موثوقة رافقت تاريخ نشوء وتطور الحركة الإسلامية المغربية، عن أن هذه الأخيرة بكل مكوناتها لم تهتم بعلال الفاسي ولا بكتاباته ولم يتم في يوم من الأيام اعتماد منتوجه الفكري كجزء من البرنامج التربوي لهذه الجماعات، كما أنها لم تستوعب سلفيته المنفتحة التي كانت تعني محاربة الظواهر الدينية التي تعتبر سندا للاستعمار ولم تناوئ المغاربة في عقائدهم بتاتا على عكس سلفية العدالة والتنمية. ويرى مهتمون أن اهتمام العدالة والتنمية بعلال الفاسي هو مجرد تجل للصراع بين الحزب الإسلامي وحزب الاستقلال، الذي نتج عن خروج حزب علال الفاسي من الحكومة بعد أن تم انتخاب حميد شباط أمينا عاما والذي رأى أنه من اللازم إعادة المفاوضات من أجل صياغة جديدة لميثاق الأغلبية وكذلك حول الحقائب الوزارية وهو الشيء الذي رفضه عبد الإله بنكيران مما اضطره إلى التحالف مع خصومه السابقين. إلى ذلك قال فوزي بنعلال، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، إن العبرة ليست باهتمام حزب العدالة والتنمية بتخليد ذكرى الزعيم الراحل علال الفاسي، لأن إرث هذا الأخير هو ملك لجميع المغاربة وبالتالي فإن الجميع له حق تخليد الذكرى، لكن لما تأت من المجموعة التي ناصبته العداء تاريخيا، يوضح بنعلال أن ذلك يحمل رسالة ما يريد الحزب توجيهها، مشيرا إلى ان أهم ما يمكن ان يقوم به زعماء الحزب الإسلامي لتخليد ذكرى علال الفاسي هو قراءة كتاب "النقد الذاتي" ليتخذوه معيارا لتقييم تجربتهم داخل الحكومة.