تم إختيار الفنانة التشكيلية المغربية فاطمه بنكيران ، من طرف اللجنة المنظمة لمعرض دكار التشكيلي الدولي ، ضمن الفنانات والفنانين العالميين لعرض إنتاجاتهم خلال الدورة 11 لسنة 2014 المنعقدة بالعاصمة السينغالية دكار، والتي تحظى ببريق دولي في أوساط النقاد والمراقبين للحركية التشكيلية العالمية المعاصرة ، حيث ستقام بمتحف ثيودور مونو دو ليفان ، في العاصمة السينغالية مابين التاسع من ماي المقبل، إلى غاية الثامن من يونيو ، حيث تم ترشيح وإختيار الفنانة التشكيلية المغربية ، فاطمة بنكيران لتمثيل الفن التسكيلي المغربي المعاصر خلال هذه التظاهرة الفنية العالمية، التي تحظى بصيت دولي مرموق من طرف المثقفين والنقاد ، وعشاق الفنون التشكيلية على المستوى الإفريقي من جهة، وعالميا . ومن المنتظر، أن يشارك في هذا المعرض مجموعة من الفنانين التشكيليين والفنانات الشكيليات العالميين ، على غرار التشكيلي إلريك أرنولد، وجوزيف بريتيه وداودا نديان و جوليان كروسمان و فلورين ديموستين وآخرون الذي حظي بتغطية إعلامية شاسعة من طرف وكالات الأخبار الدولية ، والمنابر الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة ، منذ هذه الفترة، وقبل إفتتاحه بشهور. هذا، وقد ارتبطت الفنانة التشكيلية فاطمه بنكيران بفضاءات التجريد ذات الأبعاد المتعددة ، المتعلقة بالضوء الناصع الممزوج بظل وارف واضح وهو يضع التصميم البنائي لأعمالها ضمن صيغة تركيبات أفقية منفصل بعضها عن بعض بنتوءات هي من صميم بصماتها الفنية، تركيبات قائمة على أساس من اللون والقيم وتراتبية في الظل الذي يغشي عوالم لوحاتها. هذا ولا تقتصر مشاهد الفنانة بنكيران على الشكل الثابت للأجسام التشكيلية التجريدية ، بل تتجاوزه إلى رسم شخوص وأجسام وأطياف ضوء تتحرك عبر سياقات تركيبية في فضاء لوحاتها. شخوص، وبحيرات ، حقول وسماوات، أنوار وعتمات إنهم بألوان حية، تتحرك على إيقاعات راقصة، وتراتبيات تلقائية . لتكسر رتابة المشاهد البنائية الثابتة ، وهو مايضع تجربة التشكيلية فاطمه بنكيران في بوثقة الحداثة التشكيلية بكل مقاييسها وتقاليدها، الداعية إلى إستثمار نسيج المتحرك والثابت بشكل يوحي بقيام هذه كل لوحاتها على أسس المفارقات الجميلة والمعبرة. لوحات تتدرج بشكل تصاعدي في إتجاه اللانهائي ، وطموح تشكيلي جريئ يهدف بشكل رائق نحو تشخيص كينونة التجريد ، المختزل للأفكار والمواقف والحالات الشعورية التي تعتري الفنانة بنكيران ، عبر فن تشريحي للمكان والزمان، و حركات فانطازيا مغربية، تؤكد مدى إلتصاق الفنانة بنكيران بعوالمها البصرية والعاطفية . بواسطة تشفيف الألوان في الأمكنة والأجساد والمسارب والفضاءات أحيانا، ومن خلال تعتيمها في فضاء اللوحة أحيانا أخرى. إلى ذلك، تأخذ الخطوط والشخوص في لوحات الفنانة التشكيلية فاطمه بنكيران منحى تجريديا يتحول بواسطة التأمل إلى منحى عادي وواقعي، يترجم تأويلات البصر والعقل، ويدفع المتلقي إلى الدخول في دوائر نقاش مع مكنونات لوحات الفنانة التشكيلية ، وكأن فاطمه بنكيران ترمي إلى التعبير بالتجريد عن الحقيقة، و بالمجاز عن الواقع ، كأن لفنانة ترسم بالموسيقى، وتحت تأثير الأنغام ، لتعبر لمسافات اللونية ، كحياة أولا وكأوضاع نفسية مختلفة ثانية والواقع، أن المتأمل في أعمال فاطمه بنكيران ، لايسعه إلا أن ينبهر من عمق ثقافتها ومعرفتها بالألوان ، لما تتيحه هذه الألوان الصامتة والخجولة من تماوجات تنعكس على أزمنة شمس الغروب وصفاء زرقة السماء والمياه ، وتلاقح الفضاءات التجريدية ، والحنين إلى المنابع المغربية الأولى، المنبثقة من لون الأرض المغربية، في نسق إنطباع يجسد كل الأشياء التي تحيط بنا . وينتقل اللون في لوحات الفنانة التشكيلية المغربية فاطمه بنكيران، من الأحادية إلى الإشتقاقات على غرار تجربة باقي الفنانات التشكيليات المغربيات من بنات جيلها التشكيلي كالفنانة فاطنة بنرضى ، وعائشة اللبار وفتيحة بنحكوم و عائشة العز، وخديجة العماري وأخريات رغم إختلاف الفكر التشكيلي بينهن وتمايز تجارب كل فنانة على حدى ، حيث تتدرج الألوان الواحدة تلو الأخرى، لتتناسل من بين ثناياها ألوان أخرى تداد وهجا مع الضوء، وإنتظام الماهيات التلوينات التي تبلور المواضيع في تركيبات مختلفة. وتقوم تجربة الفنانة التشكيلية فاطمه بنكيران على الاحتفاء الكبير برؤية الطبيعة ، وإخضاعها لناظريها في الحاضر الراهن ، وعلى صياغة أشكال صورية وتضاريسية ، تتلاقى مع وجدانيات المتلقي ، ومع حدسه الفطري الذي ينساق في محور تأملات لتيمات النصوص المزدانة بروائح التراب المغربي، وبذاك اللون الأزرق ، والحجري و الصلصالي والبنفسجي تلوينا لنموذج التشكيل أو تعميرا لفضاء تفصيلي لمجمل مافي اللوحات.