اعترف الدكتور حمزة زوبع، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، بالأخطاء التى ارتكبها تنظيم الإخوان، سواء أثناء فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، أو تلك التى ارتكبها عقب ثورة 30 يونيو، وقال: «من قال إن الإخوان لم يخطئوا؟ ومن قال إن مرسى لم يخطئ؟ قلنا مراراً وتكراراً إننا كحزب وجماعة، كحكومة ورئاسة، أخطأنا. الخطأ الكبير هو أننا -وبرغبة أو على غير رغبة- وقعنا فى فخ الانفراد بالحكم، ولو مضطرين، بعد أن تركَنا الآخرون برغبة منهم أو مكرهين، لكن المسئولية عادة ما تقع على من بيده مقاليد الحكم، وهو نحن». وأضاف «زوبع»، فى مقال كتبه بجريدة «الحرية والعدالة»: «أخطأنا نعم، سواء ونحن فى الحكم أو بعدما أُجبرنا على تركه، ولأننا نحب هذا الوطن لم نلجأ إلى عنف، ولم نستخدم السلاح». وبرر «زوبع» التهديدات التى انطلقت من منصتى «رابعة» و«النهضة»: تلك كانت من أخطائنا التى وقعنا فيها بغير إرادة، فكما يعرف الجميع أن منصات الاعتصام وشعارات التظاهر أمور لا يمكن ضبطها. وقال: أخطأنا نعم، لكننا لم نرتكب جرائم ضد الإنسانية، أخطأنا بكل تأكيد، وواجب علينا الاعتذار للوطن وللمواطنين عن سوء الأداء بعد أن كُلفنا بحمل الأمانة ولم نؤدها على النحو المطلوب. وطرح «زوبع» مبادرة من 18 نقطة لحل الأزمة الحالية التى تمر بها البلاد، طالب فيها باعتراف الجميع بالخطأ الذى وقع فيه، وطالب «زوبع» بوقف الحملات الأمنية والإعلامية وإطلاق سراح الرئيس المعزول محمد مرسى وجميع المعتقلين معه وتشكيل لجنة تحقيق تبدأ عملها على الأرض ولا مانع من الاستعانة بخبرات دولية فى هذا المجال، والدعوة لمؤتمر مصالحة يضم الجميع، سواء كان سياسياً أو اجتماعياً، مع إعلان جميع الحركات والجماعات التزامها الكامل بالقانون وبالعمل بشفافية وفقاً للدستور والقانون. كما طالب بإعلان قيادة الجيش، بكل وضوح، أنها لن تنافس فى الحلبة السياسية بأية صورة من الصور، وأنها ستعود للثكنات فور إعلان فوز الرئيس الجديد وتشكيل البرلمان، مع اعتذار قوى الأمن والجيش عن سقوط قتلى وجرحى، والتزامهما الكامل بتطبيق وتنفيذ قرارات لجنة التحقيق. وتباينت ردود فعل قيادات وشباب تنظيم الإخوان حول مبادرة «زوبع»، وقال محمد السيسى، القيادى فى التنظيم، فى تصريحات ل«الوطن»: إن أى مبادرات مطروحة للتفاوض مع قيادات الجيش لا ترتكز على عودة «مرسى» ومحاكمة الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، لن يُكتب لها النجاح، فى ظل الآلام التى تشعر بها أسر الإخوان، التى فقدت أبناءها وعائليها، وباتت لديهم رغبة مطلقة فى القصاص ممن تسبب فى قتلهم، فى «رابعة العدوية» و«النهضة». فى المقابل، قال محمد حنفى، أحد الكوادر الشبابية فى الإخوان: إن مبادرة «زوبع» تدور فى فلك النقاشات التى أجراها العشرات من شباب التنظيم الأيام الماضية، لبحث آليات سلمية للخروج من الأزمة السياسية الحالية، التى تسببت فيها قيادات التنظيم، منذ وجود «مرسى» فى الحكم، مشدداً على أن تجاوب قيادات الإخوان مع المبادرة هو الحل الوحيد حالياً لإنهاء الأزمة. ورحبت أحزاب إسلامية بمبادرة «زوبع»، وقال على نجم، القيادى ب«النور»: إن هناك ضرورة لوجود مسار سياسى بديل للمسار الأمنى وللحلول الأمنية التى تثبت عدم جدواها وتولد مشاكل أكثر من قدرتها على إيجاد حلول، وأيّدت الجماعة الإسلامية وحزبها، البناء والتنمية، المبادرة ورحبت بها، وقال محمد حسان حماد، المتحدث الإعلامى للجماعة، إنه يؤيد أى جهود لحل الأزمة السياسية، لكن فى ظل الإطار العام لعودة الشرعية الدستورية بما يحقق مطالب جميع المصريين، سواء كانوا مؤيدين أو معارضين، ويؤدى إلى عودة الجيش إلى ثكناته وعدم انغماسه فى الشأن السياسى وتجنيب المؤسسة العسكرية مخاطر الصدام مع أبناء الوطن. ورحب حزب الوطن السلفى بالمبادرة، وقال على لسان الدكتور أحمد بديع، متحدثه الرسمى، إنه يرحب بمبادرة «زوبع» وبأى مبادرة للم شمل المصريين على أسس سلمية. من جانبها، وصفت قوى ثورية الاعتذار الذى تقدم به «زوبع» بأنه «اعتذار وهمى ومجرد حبر على ورق»، واعتبرته مجرد محاولة أخيرة من التنظيم وذراعه السياسية لإنقاذ وجودهم فى الحياة السياسية بعد تيقنهم من فشل تظاهراتهم المُطالبة بعودة الرئيس المعزول.