خرج عشرات الآلاف من التونسيين إلى الشوارع أمس السبت لتجديد مطالبهم بتنحي الحكومة التي يقودها الإسلاميون وإنهاء أزمة سياسية تهدد الديمقراطية الوليدة في البلاد. وكان هذا هو أكبر احتجاج تشهده تونس منذ تفجر الأزمة بسبب مقتل زعيم معارض في يوليوز مما يزيد الضغط على حركة النهضة الإسلامية الحاكمة لإفساح المجال أمام تولي حكومة مؤقتة السلطة قبل الانتخابات المزمعة. وتجمع المتظاهرون عند باب السعدون على ابواب العاصمة تونس قبل ان يتظاهروا حتى ساحة باردو التي اصبحت مسرحا لاحتجاجات شبه دائمة منذ مقتل النائب محمد البراهمي في 25 يوليوز الماضي. وحملوا أعلام تونس وصورا للزعيم المعارض الراحل البراهمي. وملأ المحتجون الشوارع المحيطة بالمبنى الذي كانت تعد فيه الجمعية التأسيسية دستورا جديدا للبلاد إلى أن علقت عملها بسبب الاضطرابات. وردد المتظاهرون عبارات "سال الدم ولا شرعية للنهضة" و"البراهمي شهيد وعلى خطاك سائرون" و"فليسقط ظالمو الشعب، فلتسقط عصابة الاخوان" في اشارة الى العلاقات بين حركة النهضة والاخوان المسلمين في مصر. وقال حسام بن حسن مدرس تربية رياضية شارك في المظاهرات ويلف جسده بالعلم التونسي "انتهى أمرهم وعليهم أن يرحلوا... نحتاج إلى حكومة لجميع التونسيين". وبعد فشل المحادثات الرامية لإنهاء الأزمة الأسبوع الماضي توعدت جبهة الإنقاذ التونسية المعارضة بتصعيد الاحتجاجات ضد النهضة. وتضم الجبهة مزيجا من اليساريين والأحزاب التقليدية بما في ذلك بعض القادة الذين عملوا في نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وقال المعارض الجيلاني الهمامي إنه لابد من ممارسة المزيد من الضغط على الحكومة حتى تستقيل مشيرا إلى أنه ليس هناك حل آخر. وسارت عائلة البراهمي واقارب شكري بلعيد وهو معارض يساري اخر اغتيل في شباط/فبراير الماضي، على رأس المظاهرة التي رافقتها قوات الامن. واعلنت ارملة البراهمي ان مشاركة ممثلين للحكومة الاسلامية في ذكرى اربعينه هو امر غير مرغوب فيه. ونسبت السلطات اغتيال البراهمي ومقتل المعارض اليساري شكري بلعيد الى سلفيين جهاديين مرتبطين بالقاعدة. ويتهم بعض المقربين من المعارضين حركة النهضة بالوقوف وراء اغتيالهما الامر الذي ينفيه الحزب باستمرار. وصباح السبت، توجه جمع الى مقبرة الجلاز في ذكرى البراهمي بمشاركة رئيس حزب اليسار الفرنسي جان لوك ميلانشون الذي كان زار تونس بعيد اغتيال بلعيد. واطلق اسم البراهمي على ساحة وجادة في مدينة الغزالة قرب منزله حيث كان اغتيل باربع عشرة رصاصة في 25 يوليوز. واعلنت جبهة الانقاذ الوطني المعارضة ان ذكرى مرور اربعين يوما على اغتيال البراهمي ستشكل "مرحلة تعبئة جديدة" لاسقاط الحكومة وحل المجلس الوطني التاسيسي. وقال مصدر قريب من الجبهة ان عددا من نواب المعارضة الذين يقاطعون اعمال المجلس التاسيسي سيعلنون اضرابا عن الطعام. بدوره، دعا الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) للانضمام الى تجمع السبت الذي ستليه مسيرة حتى ساحة باردو حيث مقر المجلس التاسيسي.