قال صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني، إن المكتب التنفيذي اكتشف مؤامرة لضرب الحزب من الداخل وشق صفوفه، وقد تم فيها استعمال كل الوسائل بما في ذلك التقنيات الحديثة، وأوضح مزوار، الذي كان يتحدث خلال ندوة صحفية عقدها مساء أول أمس الإثنين بمقر الحزب عقب انتهاء اجتماع اللجنة المركزية، أن هذه المؤامرة يقف وراءها بعض الأشخاص الذين تخوفوا من أن تطيح بهم الديمقراطية وهم أساسا من يريد استعمال كافة الأساليب للحفاظ على مكانته داخل الحزب. وهاجم المحافظين وقال إنهم أشخاص وليسوا كتلة أو تيارا واضحا. وأشار مزوار إلى ان حزب التجمع الوطني للأحرار لا يعاني التخمة التنظيمية حتى يقوم بطرد بعض أعضائه، بل إن حزبه والأحزاب جميعا في حاجة إلى مزيد من المناضلين ومزيد من الأطر، ومزيد من تقوية الصفوف عبر تمثيل كافة شرائح المجتمع وذلك باستعمال أساليب عصرية، ولم يفوت مزوار الفرصة ليشير إلى أن أطرافا حزبية أخرى سعت من جانبها إلى تفتيت وحدة الحزب، وعن هدف هذه المؤامرة قال مزوار إن الهدف هو ضرب قوة سياسية كانت لديها الجرأة في طرح مجموعة من القضايا. وفي سياق متصل قال مزوار، الذي أعلن عن تأجيل تاريخ المؤتمر الخامس للحزب إلى ما بعد الاستحقاقات الانتخابية، إن المغرب وصل المرحلة التي ينبغي فيها أن يخرج من الانتقال الديمقراطي إلى التطبيع السياسي بما يعني أن الأغلبية تتشكل وفق قاعدة برنامجية وليس وفق توافقات سياسية، موضحا أنه لا يهمه أن تكون الملكية برلمانية أو دستورية ولكن يهمه مضمونها كما أن اللحظة التاريخية تفرض الفرز الطبيعي ولم يعد مقبولا أن يختبئ أي كان خلف أية مظلة. وشدد مزوار اللهجة تجاه الحركات والتنظيمات التي تركب موجة حركة 20 فبراير وعبر عن مساندته لمطالب الحركة لكن لا بد قبل ذلك من الفرز بين شباب 20 فبراير والتنظيمات التي تستغلها. وبخصوص التحالفات التي يمكن أن يعقدها التجمع الوطني للأحرار في حالة حصوله على الرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية قال مزوار إنه من السابق لأوانه الحديث عن التحالفات لكن ينبغي التأكيد على أن الأغلبية ينبغي أن تكون منسجمة ولا بد من تشكيل تحالفات قادرة على الصمود، ولابد من استخلاص الدروس من تجربة الأغلبية الحالية حيث تمت عرقلة مجموعة من الإصلاحات نتيجة طموحات حزبية. إلى ذلك قال بيان اللجنة المركزية للتجمع الوطني للأحرار، التي اجتمعت الأحد الماضي بفاس لتدارس الوضعية الحزبية في ظل الاستحقاقات الدستورية، إن أعضاء اللجنة أجمعوا على ضرورة تأخير المؤتمر الوطني الخامس لفسح المجال أمام استعداد جيد للاستحقاقات المقبلة وعبروا عن شجبهم لكل الإشاعات التي تهدف إلى إضعاف الحزب وخلق البلبلة. ويذكر أن اللجنة المركزية لحزب التجمع الوطني للأحرار قررت تأجيل المؤتمر العادي للحزب إلى ما بعد انتهاء الاستحقاقات الانتخابية، وأجمع أعضاء اللجنة المركزية على أن المدة الفاصلة بين تاريخ انعقاد اللجنة وتاريخ الانتخابات التشريعية مرورا بالاستفتاء على الدستور ليست كافية لعقد المؤتمر. وأشار أعضاء اللجنة المركزية إلى أن هذه الفترة المتبقية للانتخابات التشريعية، المفروض أن تفرز حكومة يترأسها الحزب الذي سيحصل على أكبر عدد من مقاعد الغرفة الأولى بالبرلمان، هي فترة الاستعداد أولا لتحديد دقيق لموقف الحزب من التعديلات الدستورية الجاري إنجازها من قبل اللجنة الاستشارية لمراجعة الدستور، كما أنها فرصة لقيادة حملة متميزة لدعوة المواطنين إلى الذهاب إلى مكاتب التصويت قصد التصويت على الدستور الجديد والتهييء الجيد للانتخابات التشريعية.