قال صلاح الدين مزوار، عضو المكتب التنفيذي لحزب «التجمع الوطني للأحرار»، إن 26 من قيادة الحزب بمن فيهم وزراء «التجمع الوطني للأحرار» داخل الحكومة، قرروا وضع حد لما أسماه «مؤامرة الصمت»، التي طبعت ولاية مصطفى المنصوري، رئيس الحزب، مشيرا في لقاء تواصلي عقد في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس السبت بمراكش إلى أن أعضاء الحزب لم يعودوا يطيقون الأزمة والتراجع الذي أصبح يعرفه حضور وأداء الحزب داخل المشهد السياسي. ونبه مزوار الحاضرين من مغبة الانسياق وراء «الدعوات التي تشهر ورقة سعينا إلى خلق انقسام داخل الحزب، وأننا نشكل خطورة على مستقبل حزبنا»، في إشارة إلى مصطفى المنصوري، معتبرا أن أصحاب هذه الدعوات «يخافون من المكاشفة والصراحة والحوار». وفي رسالة غير مباشرة إلى المنصوري، قال مزوار إن الحركة الإصلاحية منذ البداية احترمت الأشخاص واستهدفت الاختيارات الإستراتيجية، مضيفا أن قيادة الحركة التصحيحية داخل الحزب لن تدخل في شتم وسب الأشخاص، بل «سنحترم كرامات المناضلين والنقاش الذي سيقدمونه». وعدد وزير الاقتصاد والمالية في حكومة عباس الفاسي أبرز الملاحظات التي وردت في ورقته المؤطرة ل«الحركة الإصلاحية»، على حد تعبيره، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الحزب خلال هذه الفترة أصبح بدون هوية، في الوقت الذي كانت هويته هو أحمد عصمان، مؤسس الحزب، لكن، يستطرد مزوار: هوية الحزب اليوم «دايخة». وساءل مزوار الحاضرين عن تموقع الحزب داخل الأقطاب السياسية الثلاثة، والتي حددها في القطب الليبرالي الاجتماعي، والقطب الاشتراكي الديمقراطي، والقطب المحافظ، مؤكدا أنه لم يعد لتموقع الوسط الذي اختاره الحزب في مرحلة سياسية «أي مبرر». وأشار مزوار إلى أن الانتخابات الجماعية الأخيرة في رأيه رسمت معالم الانتخابات التشريعية لسنة 2012، مخاطبا الحاضرين قائلا: «الأحرار إما أن يكون حزبا قياديا أو أن الحزب سيندثر مع الزمان». لم تختلف كلمة المعطي بنقدور، القيادي في «التجمع الوطني للأحرار» عن المسار الذي سارت فيه كلمة مزوار، إذ اعتبر أن آمال «التجمعيين» خابت بعد المؤتمر الرابع الذي «كنا نتوق إلى تحقيق دفعة جديدة بانتخاب قيادة جديدة»، لكن يضيف بنقدور «وجدنا الوضع غير ذلك»، مشيرا إلى متزعمي الحركة الإصلاحية داخل الحزب يقدرون مصطفى المنصوري، رئيس الحزب، لكنهم يختلفون معه في الموقف السياسي. وأكد كل من مزوار وبنقدور على أنهما لا يقودان انقلابا من داخل الحزب، وإنما يسعيان إلى بث روح جديدة في كيان الحزب، من خلال التواصل مع الأعضاء. وقد لقيت دعوات أصحاب «الحركة الإصلاحية» تجاوبا كبيرا من قبل الحاضرين، الذين يشكلون أعضاء مختلف هيئات الحزب بجهة مراكش تانسيفت الحوز. وفي سياق دعوته إلى تقوية جبهة حزب «التجمع الوطني للأحرار»، قال عبد العزيز العلوي الحافظي، رئيس الفريق النيابي «التجمع الوطني للأحرار» سابقا، «إننا يجب أن نفرز داخل الحزب من هم وطنيون ومن هم غير ذلك»، قبل أن يستطرد قائلا: «نحن متأكدون أن التجمعيين وطنيون». وأوضح الحافظي في حديثه عن مضامين الخطاب الملكي الأخير، بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين للمسيرة الخضراء، أن الحسن الثاني صاغ فكرة المسيرة في ليلة من ليالي رمضان بمراكش بعد تأسيس حزب «الحمامة». وعلمت «المساء« من مصادر موثوقة أن هذا اللقاء سيصدر عنه بلاغ مشترك بين جهة مراكش تانسيفت الحوز وجهة سوس ماسة درعة خلال الأيام المقبلة.