علمت "المغربية" أن الحرب التنظيمية حول تسيير الحزب عادت إلى الاشتعال بين المنصوري وصلاح الدين مزوار، رغم ما وقع عليه الطرفان في ميثاق الصلح، الذي انتزع من خلاله مزوار مسؤولية الإشراف على الهياكل التنظيمية للحزب.وأفاد قيادي في التجمع الوطني للأحرار، فضل عدم ذكر اسمه، أن دعوة مزوار لأعضاء المكتب التنفيذي للاجتماع، بمقتضى صلاحياته الجديدة، أججت الحرب الباردة بين الطرفين، إذ رفض المصطفى المنصوري، رئيس الحزب، أن يوجه مزوار دعوة الاجتماع إلى أعضاء المكتب التنفيذي، معلنا أن رئيس الحزب هو من له صلاحية توجيه الدعوة وليس مزوار. وأضاف المصدر أن مزوار وافق على اعتراض المنصوري، وطلب منه أن يجمع المكتب التنفيذي. ووجه المنصوري دعوة ثانية إلى أعضاء المكتب التنفيذي تلغي دعوة مزوار، قصد الاجتماع وتخبرهم باجتماع آخر في التاريخ نفسه، الذي حدده مزوار. وأفد القيادي ذاته أنه، خلال اجتماع المكتب التنفيذي طلب مزوار من رئيس الحزب أن يعطيه الكلمة، وبعد إلحاح منه، منحه المنصوري، وملامح الانفعال بادية عليه، الكلمة، مذكرا إياه بأن له الحق في نقطة نظام فقط، وليس في مداخلة. وذكر مزوار في كلمته المنصوري بمقتضيات اتفاق الصلح، وحقه في الإشراف على الهياكل التنظيمية للحزب، متهما إياه بالتنكر لالتزاماته السابقة، وأنه سيعلن خرق الاتفاق من طرف المنصوري للرأي العام ولأجهزة الحزب المقررة، ثم انسحب رفقة كل وزراء التجمع، باستثناء محمد عبو، وأربعة قياديين آخرين. وبعد انسحاب مزوار، شكل باقي أعضاء المكتب التنفيذي لجنة للوساطة بينه وبين المنصوري، انتقلت لزيارة مزوار في بيته، ليلة أول أمس الأربعاء، ليخلص الطرفان إلى الإسراع بعقد المجلس الوطني، نهاية دجنبر المقبل، ليقرر في مصير الصراع التنظيمي بين المنصوري ومجموعة مزوار، ومستقبل التجمع الوطني للأحرار. من جهة أخرى، نفى أنيس بيرو، عضو المكتب التنفيذي لحزب التجمع الوطني للأحرار، وكاتب الدولة في الصناعة التقليدية، أن يكون الحزب يعتزم الانسحاب من التحالف الحكومي، وقال "لم نناقش، ولن نتخذ أي قرار بهذا الشأن في المكتب التنفيذي"، مشيرا إلى أن بعض الغاضبين في الحزب يروجون لقرار الخروج من الحكومة. واستبعد بيرو، في تصريح ل"المغربية"، أمس الخميس، اتخاذ التجمع مثل ذلك القرار "غير الحكيم"، موضحا أن اجتماع المكتب التنفيذي، المنعقد ليلة أول أمس الأربعاء، لم يطرح في جدول أعماله أي نقطة تتعلق بانسحاب التجمع من التحالف الحكومي. وعلمت "المغربية" أن تيارا بات يتشكل داخل التجمع، يتزعمه محمد أوجار، يطالب بالخروج من الحكومة، كرد على عدم تصويت بعض أحزاب التحالف الحكومي لصالح المعطي بنقدور في انتخاب رئيس مجلس المستشارين.