نفى أنيس بيرو، عضو المكتب التنفيذي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أن تكون «الحركة التصحيحية» التي يقودها صلاح الدين مزوار ناتجة عن إملاءات خارجية من جهة معينة، في إشارة إلى حزب الهمة، موضحا في لقاء مع «المساء» أن ما يجري داخل حزب الأحرار نتاج تفاعلات داخلية ورغبة الوزراء التجمعيين في تحمل مسؤولياتهم في إعطاء الحزب الدور والموقع اللذين يستحقهما في عملية تأطير المواطنين. وعن علاقة تيار مزوار بحزب الأصالة والمعاصرة، قال بيرو إن «الحركة التصحيحية» تجد نفسه استراتيجيا في صف حزب الأصالة والمعاصرة، وأن بقاء هذا الأخير في المعارضة مسألة مؤقتة فقط لأن موقعه ليس هناك. وردا على سؤال ل «المساء» عما إذا كان المخاض الذي يعيشه حزبه يعد تمهيدا لذوبانه في حزب الهمة مستقبلا، قال بيرو إنه لا يرى مانعا في ذلك إذا اقتضت مصلحة المغرب أن يصبح حزبه وحزب الأصالة والمعاصرة والاتحاد الدستوري حزبا واحدا لاشتراك هذه الأحزاب فيما أسماه «الليبرالية الإنسانية»، مؤكدا على أن الحزب ليس أصلا تجاريا أو ميراثا يتوارثه أشخاص بعينهم. وفضل القيادي التجمعي عدم الحديث عما وصلت إليه لجنة الصلح التي أنشئت لرأب الصدع الذي ضرب الحزب جراء التجاذبات بين فريق المنصوري وفريق مزوار، موضحا أنه وقع الاتفاق على عدم التحدث للصحافة عن هذا الشأن. بيد أن بيرو، الذي لاحظ العديدون تردده في اتخاذ موقف واضح بين التيارين المتصارعين، نفى أن يكون ما تقوم به «الحركة التصحيحية» انقلابا على شرعية رئيس حزب الأحرار مصطفى المنصوري، بل إن هذه الحركة تريد «إصلاح الحزب وإضفاء الحيوية والحركية على هياكله، واتخاذ المواقف المناسبة بدل انتظار لحظة الانتخابات» على حد قوله. وأشار بيرو إلى أنه لما أخبره صلاح الدين مزوار خلال رمضان الماضي عن ميلاد «الحركة التصحيحية»، سأله بيرو إن كان الأمر يتعلق بالقيام بانقلاب ضد المنصوري فأجابه مزوار بالنفي. وحول ما يشهده الحزب من استنزاف في أطره نتيجة استقطاب جزء منها خلال المحطات الانتخابية من لدن حزب الأصالة والمعاصرة، قال عضو المكتب التنفيذي إن حزبه لم يعرف استنزافا إلا في محطة تجديد ثلث مجلس المستشارين، بدليل أنه حافظ على المرتبة الثالثة في الانتخابات الجماعية، وهي نفس المرتبة التي كان يحتلها عادة، واعتبر أن ما يسمى «الحركة التصحيحية» أوقفت هذا النزيف.