نفى صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، أن يكون تأجيل المؤتمر الوطني الخامس للحزب ناتجا عن مخاوف من "مخطط ممنهج، يقوده بعض الأفراد داخل الحزب، قصد إضعاف الحزب ورئيسه". صلاح الدين مزوار رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار وقال مزوار، خلال لقاء صحفي، عقده بمعية أعضاء من المكتب التنفيذي، أول أمس الاثنين بالرباط، للإعلان عن أسباب تأجيل المؤتمر، الذي كان مقررا عقده أيام 24 و25 و26 يونيو المقبل، إن كل "الإشاعات المغرضة واليائسة، التي تهدف إلى إضعاف الحزب وخلق بلبلة بين صفوفه، والتي ترتبط بالمصالح الضيقة لبعض الأشخاص خوفا من فقدان مراكزهم في هياكل الحزب، لن تمس بالحزب، لأنه يحمل مشروعا، ولأنه متماسك وقوي بمناضلاته ومناضليه ومؤسساته، ومقومات مشروعه المجتمعي". وأعلن أن "البلبلة، التي أحدثت قبل المؤتمر، والتي لم يدخر أصحابها جهدا لإضعاف الحزب وبلغت حد استعمال الرسائل القصيرة عبر الهاتف المحمول، جاءت من قبل أفراد وليست من قبل قوى محافظة"، مؤكدا أن هؤلاء الأشخاص يعتبرون أن أي تقدم يمكن أن يؤدي إلى إقصائهم من العمل الحزبي. وأضاف مزوار أن "الحزب يسير في الطريق، التي يجب أن يسير فيها، وهو أكبر مما يعتبره هؤلاء الأشخاص، حزب كبير وناضج"، مشيرا إلى أن "البلبلة" انطلقت منذ توليه رئاسة الحزب، إذ "حاول البعض أن يهول الرأي العام ويقول إن البام سيحتوي التجمع، لكننا بقينا، وسنبقى، ثابتين في قناعاتنا، وسنستمر، والوقت سيبرهن على كل شيء". وأوضح أن قرار تأجيل المؤتمر جاء من أجل الرغبة في التجاوب مع الأجندة السياسية والإصلاحات الدستورية، التي انخرط فيها المغرب. وحول تحالفات الحزب، قال مزوار إن "التحالف مع الاتحاد الدستوري ما زال قائما وثابتا، على أساس خلق أقطاب متجانسة، ووفق برنامج وأرضية متوافق عليها، تستدعي احترام مرجعية الحزب، ذي التوجه الليبرالي الاجتماعي"، مؤكدا أن التحالفات المقبلة سيحسم فيها خلال انعقاد المؤتمر الوطني الخامس. كما أعلن مزوار أن حزبه مع "المطالب المشروعة لحركة 20 فبراير، وضد من يركب على الحركة لتحقيق مطامح سياسية وشخصية"، موضحا أنه ينبغي الفرز بين مطالب حركة 20 فبراير ومطالب الحركات السياسية. ودعا مزوار إلى "الخروج من الانتقال الديمقراطي إلى التطبيع السياسي، أي تشكيل الأغلبية وفق برنامج سياسي مشترك، لأن الوقت لم يعد يسمح لأحد أن يستظل بأي مظلة مهما كانت، والفرز سيجري من خلال ما يستطيع أن يقدم كل حزب للمجتمع بما هو كتلة ناخبة"، مشيرا إلى أن "الانتخابات التشريعية المقبلة لن تكون كالانتخابات، التي شهدها المغرب في السابق، لأن المغاربة تغيروا والمغرب تغير، والأحقية ستكون لمن سيقنع المغاربة بمشروعه الجدي". وكانت اللجنة المركزية للتجمع الوطني للأحرار، التي اجتمعت الأحد الماضي بمدينة فاس، قررت تأجيل المؤتمر الخامس للحزب، الذي كان مقررا أيام 24 و25 و26 يونيو المقبل، لفسح "المجال لاستعداد جيد للاستحقاقات المقبلة"، حسب بيان صادر عن اجتماع اللجنة المركزية. وأكدت اللجنة المركزية على أهمية الإصلاحات الدستورية، التي دعا إليها جلالة الملك، وعلى مساهمتها في ترسيخ ودمقرطة الحياة السياسية والدستورية.