الاحتقان يخيم على حزب الأحرار مزوار استبق دعوات داخل اللجنة المركزية لإقالة المكتب التنفيذي وأعضاء غاضبون من تعطيل أجهزة الحزب ساد جو من التوتر أشغال اللجنة المركزية لحزب التجمع الوطني للأحرار، المنعقدة أخيرا ببوزنيقة. وعلم من مصادر مطلعة، أن أبرز مظاهر الاحتقان في اجتماع الجهاز الوطني للحزب، دعوات أعضاء في اللجنة المركزية لقيادة الحزب إلى النزول إلى القواعد والأجهزة المنتخبة من أجل مناقشة الوضعية التنظيمية للحزب، والمشاكل الداخلية التي يعرفها بسبب عدم قدرة المكتب التنفيذي على اتخاذ قرارات حاسمة بشأن بعض الأشخاص، وكذا في بعض المواقف السياسية. وأفادت المصادر نفسها، أن رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، استبق اجتماعا كان مقررا أن تعقده اللجنة المركزية، بدعوة من ثلثي الأعضاء، في سادس وعشرين مارس الجاري، بسطات، ودعا إلى اجتماع اللجنة، وذلك بعد أن راج أن عددا من الأعضاء داخل "برلمان الحزب" يتداولون في صيغ إقالة أعضاء المكتب التنفيذي، والدعوة إلى عقد مؤتمر استثنائي لإعادة هيكلة أجهزة الحزب، مشيرة إلى أن مزوار استدعى أعضاء اللجنة المركزية إلى اجتماع ببوزنيقة، وهو الاجتماع الأول من نوعه لهذا الجهاز منذ انتخاب صلاح الدين مزوار رئيسا للحزب، وذلك حتى يتسنى له تخفيف حدة الاحتقان التي كانت تسير عليها التحضيرات للقاء اللجنة المركزية. وفي السياق ذاته، كشفت المصادر نفسها أن استدراك مزوار للأمر بالدعوة إلى اجتماع "برلمان الحزب"، استبق دعوة ثلثي أعضاء اللجنة المركزية إلى عقد دورته، مشيرة إلى أن اللقاء تميز بحالة من التشنج بسبب التداعيات الداخلية، نتيجة تعطيل أجهزة اللجنة المركزية وعدم الدعوة إلى عقدها، رغم أن القوانين الداخلية تنص على أن انعقاد اللجنة المركزية يفترض أن يكون مرتين في السنة على الأقل، تقدم إلى أعضائها تقارير حول أشغال اجتماعات اللجنة التنفيذية. وأضافت المصادر نفسها، أن بعض المطالب التي رفعها الغاضبون داخل التجمع، شملت توضيح العلاقة الحزبية مع منتسبين جدد إلى الحزب، سيما أولئك الذين دخلوا إلى حزب الأحرار عن طريق الاستوزار، بموجب التعديل الحكومي، وأصبحوا أعضاء في المكتب التنفيذي بقوة القانون، بينهم أعضاء وجدوا أنفسوا ضمن مجموعة صلاح الدين مزوار في صراعه مع الرئيس السابق مصطفى المنصوري، حول رئاسة الحزب. ولم تستبعد المصادر أن تكون وراء قرار التعجيل بعقد المؤتمر الوطني الخامس للحزب، نهاية يونيو المقبل، رغبة مزوار في التخلص من مجموعة من أعضاء المكتب التنفيذي، سيما أن هذا الجهاز سيغادره خلال أشغال المؤتمر المقبل ما يقارب 15 عضوا قياديا قضوا فترة عضويتهم التي تحددها القوانين الداخلية لحزب الأحرار في ولايتين فقط، إذ كشف رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، صلاح الدين مزوار، أن المؤتمر الوطني الخامس لحزبه سيخصص لإعادة ترتيب البيت الداخلي للتنظيم السياسي. بالمقابل، قال بلاغ عن التجمع الوطني للأحرار إنه لم ينته من "تدقيق تصوره في ما يخص تعديل الدستور، وبالتالي فإنه لم يقدم إلى حدود الآن أي مقترحات ولا يتوفر على وثيقة رسمية في هذا الشأن"، في حين بادر المكتب التنفيذي للحزب إلى تشكيل لجنة من الأطر السياسية للحزب وبعض الخبراء، عهد إليها بالانكباب على إعداد تصور مفصل عن تعديل الدستور والإصلاحات السياسية.