" .. لقد انكشفت الخطط وبانت السرائر، والمغرب أفضل من أن ينخدع وأعقل من أن يخدع ، وقد صدق أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه الذي طالما ردد بأعلى صوته كلما اكتشف دسيسة أو خديعة :"لست بالخب ولا الخب يخدعني" والخب في معنى كلام عمر، هو الشخص الماكر المخادع.." سبع طبعا ولست ضبعا يا وطني... الآن وقد هدأت النفوس وهدأت معها العواصف والأمواج.. الآن وقد ضمد الوطن جراحاته جراء الدسائس والعصابات المندسة.. الآن وقد أظهر المغاربة جميعا التحامهم القوي أثناء الأزمات والكروب، والتفافهم وراء قائدهم وعلمهم ووحدة وطنهم.. الآن وقد عادت المياه الصافية إلى مجاريها، وأدخلت المياه العكرة إلى مصبها المستحق.. الآن إذن، أعتقد جازما أن الوقت قد حان للتساؤل والعتاب، أو قل للمسائلة والحساب، وهذا حق طبيعي في وطن يزهى ويفتخر بسلامة كيانه، وبأمنه واستقراره ... ولعل أبرز سؤال يخطر بذهن المواطن العادي هو..من كان مسؤولا عن تسربات عصابات البوليزاريو إلى بيوتنا؟؟ ومن سمح للمخابرات الجزائرية أن تعكر علينا صفو أجوائنا؟؟؟ طبعا صالت الصحافة وجالت بتوجيه الأصابع إلى أكثر من جهة ، وتكلمت الألسن وقالت في كيف تحول مخيم من مسالم إلى مهاجم.. والحقيقة التي لا يمكن لأحد أن يخفيها أن المسؤولية في ما حصل قد لا تقع على جهة واحدة بعينها، سواء تعلق الأمر بالإدارة المحلية أو المركزية أو الجهات المعنية بحماية الحدود والاستخبارات والأمن الداخلي و غيرها.. لأن ما وقع في العيون أمر مركب التعقيد من حيث البناء والتخطيط، وإن كان في عمقه سهل التفكيك من حيث معرفة المصدر والجهات المدسوسة.. فالمخطط الذي حول مخيما ذا مطالب اجتماعية، إلى مجموعة من الخلايا المنظمة،، لم يكن يستهدف قضية الصحراء لوحدها، كبعد محدود وقصد منشود،، بل كان يستهدف أمن البلد واستقراره ووحدة كيانه. ومثل هذه المؤامرات والمطامع.. طالما تعرض المغرب لها،، فلا هي أدهشته ولا هي أدكته ولا هي شغلته عن مسيرته،، بل عكس ذلك تماما إذ طالما أيقظته ونبهته،، وجعلته أكثر إصرارا على مسيرته، وأكثر إقرارا في حريته، وأكثر إقبالا على جمال الحياة ومتعة السعادة والأمن والاستقرار.. والحديث الشريف علمنا أن المكر السئ لا يحيق إلا بأهله، وهو كذلك، ما دام للبلد قانون ينظم علاقات كل من يعيش بداخله أو يدخل إلى أراضيه،، ومادام المسؤولون عن ما وقع سيتعرضون للمحاسبة،، إن كانوا من بين الذين ألقي عليهم القبض، أو ممن لازال أمرهم قيد البحث والتقصي.. لقد انكشفت الخطط وبانت السرائر، والمغرب أفضل من أن ينخدع وأعقل من أن يخدع ، وقد صدق أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه الذي طالما ردد بأعلى صوته كلما اكتشف دسيسة أو خديعة تحاك ضده أو ضد قيادته "لست بالخب ولا الخب يخدعني"، والخب في معنى كلام عمر هو الشخص الماكر والمخادع. لكن المسؤولية المشتركة في ما وقع هي دين على عاتق جميع من يعيش في هذا الوطن، ويأكل من خيراته، ويأمن في سكينته ولا يعطي لهذه المكاسب حقها، ولا يزن لقيمتها وزنا يليق بها.. وفي المسؤولية المشتركة تندرج منظمات المجتمع المدني بالصحراء وبباقي ربوع الوطن.. وجمعيات العائدين إلى حضن الوطن ... وكل أحزابنا دون اسثتناء،، وفقد غابوا عن التأطير والتوجيه بمخيم العيون، أو حتى بباقي التراب الصحراوي.. ونقاباتنا وقد خروا نوما فكانوا آخر من أصدر بلاغا يندد ويفند،، وكنا نحب ان يكونوا مشاركين في تنظيم المخيم وتأطيره ..وسفراءنا الذين لا يفقهون قيمة مهامهم ومسؤولياتهم في تأطير الإعلام الخارجي .. والمكلفون بالصحافة والاتصال بسفاراتنا الموقرة .. والمكلفون بالعديد من المهام في تلك السفارات التي لا تنتبه لثقل مهامها إلا إذا حلت مناسبة عيد العرش المجيد..وكبار المسؤولين داخل الوطن الذين لم يملوا بعد من دفع أبنائهم وأفراد عائلاتهم إلى مهام ومناصب غير مستحقة،، وأحرى بهم أن يدفعوهم لتلقي دروس الوطنية والذود عن الوطن.. هؤلاء جميعا وغيرهم آخرون من أفراد ومجموعات،،هم مسؤولون عما حدث أو قد يحدث غدا..وإذا كانت المقاصد نبيلة في هذا الكلام الذي لم يوجه اتهاما لجهة دون أخرى، فالدلالات أعظم بكثير من بلابل مخيم العيون،، وأوسع بكثير من شساعة تخوم الصحراء،، وأكبر بكثير من حجم كل الدسائس الخبيثة التي تحيق بهذا البلد وبوحدته..لكن معاني هذا الكلام ومقاصده هي حتما تستجيب لبعد وغايات القول الإلاهي الكريم : "يَا أ يها الذين آ منوا اتقوا الله و قولوا قَو لاً سَديداً يُصلح لَكُم أَعما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُ نُو بَكُم " وصدق الله العظيم