تأخر القطار المنطلق من مراكش والمتوجه الى فاس الأربعاء وفي آخر أيام شعبان لمدة فاقت الخمس ساعات، وفي عز حرارة الصيف لم يكلف المكتب الوطني للسكك الحديدية نفسه عناء توضيح موضوع التأخير وحتى لما احتج بعض المواطنين واججههم بعض الموظفين وقالوا لهم "سيروا شكيوا في الرباط"، ولم ينطلق القطار الا بعد أن اجتمع مسافرو ثلاث قطارات مما جعل الرحلة جحيما حقيقيا، وتذكر المسافرون حينها يوم تركهم القطار قبل أن يدخل الى مدينة مراكش، فأتم المسافرون المسافة المتبقية راجلين. وفي اليوم نفسه احتج مسافرون وأغلقوا محطة عين السبع بالدارالبيضاء نظرا لغياب التبريد حيث ما كاد القطار ينطلق من محطة البيضاء الميناء حتى شعر المسافرون بالاختناق التام أثر على ذوي المضاعفات، وفي الوقت ذاته كان المسافرون في محطات المحمديةوالرباط وسلا ينتظرون قطارات "غودو" التي تأتي ولن تأتي. ينبغي التأكيد على أن القطارات تكون باردة شتاء وساخنة صيفا إلى حد لا يطاق، ورغم شكايات المسافرين المتعددة،والتي يضعونها يوميا في مكاتب الشكايات فإن المدير العام محمد ربيع الخليع يقبع في مكتبه الوثير دون أن يعيرها أدنى اهتمام، ولا يمكن الحديث عن الاضطراب الدائم في مواقيت القطارات مما يعرقل مصالح المواطنين خصوصا الذين يكونون مرتبطين بمواعيد مضبوطة في الإدارات وغيرها وكثيرا ما تم حرمان مواطنين من السفر إلى الخارج نظرا للتأخرات الواقعة في المواقيت، ولا تكلف إدارة السكك الحديدية نفسها عناء التوضيح أو الاعتذار أو تعويض المتضررين. وتثير هذه النقطة عدم اكتراث محمد ربيع الخليع،المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية بالركاب، وخلافا للشعارات المرفوعة حول تحسين الخدمات ووسائل الراحة، فإن المسافرين الذين اختاروا القطار في هذا الصيف كوسيلة للنقل عاشوا جحيما حقيقيا، فأغلب القطارات تنعدم فيها التهوية رغم أداء المسافرين لمبالغ زائدة متعلقة بالضرائب والخدمات وأشياء أخرى غير معروفة، فغالبا ما يتوقف القطار في أماكن بعيدة عن محطات القطار وفي أحيان كثيرة لساعات طويلة، وفي مرات عديدة كادت الأمور أن تتطور إلى كارثة خصوصا مع القطارات التي جلبها كريم غلاب،الوزير الوصي على القطاع، من ايطاليا حيث تتعطل الأبواب، وفي إحدى المرات توقف القطار بين الرباط والقنيطرة،ولم تكن وسائل التهوية مشغلة وتعطل القطار لمدة نصف ساعة دون أن يتمكن المسافرون من النزول فعاش ذوي المضاعفات الصحية مأساة حقيقية.