أعلن علي الكرم، مدير قطب المسافرين بالمكتب الوطني للسكك الحديدية، أن عودة حركة القطارات إلى السير العادي ستتطلب بعض الوقت، بسبب الخسائر في السكك الحديدية إثر التساقطات المطرية، في الآونة الأخيرة، التي قال إنها أثرت بشكل كبير على سير القطارات.المكتب وضع برنامجا استعجاليا يهدف إلى مواصلة سير القطارات في ظروف ملائمة (كرتوش) وأبرز الكرم، خلال لقاء صحفي عقده المكتب الوطني للسكك الحديدية، أول أمس الأربعاء، بالرباط، أن المكتب الوطني للسكك الحديدية وضع برنامجا استعجاليا لاحتواء انعكاسات الأحوال الجوية، يهدف، بالأساس، إلى مواصلة سير القطارات في ظروف ملائمة وآمنة. وأضاف الكرم، الذي نشط اللقاء الصحفي إلى جانب أطر من المكتب الوطني للسكك الحديدية، أن سوء الأحوال الجوية دفع المكتب إلى تدبير مضطرب لسير القطارات رغم البرنامج الاستعجالي الذي وضعه، مبرزا أن تدبير سير القطارات بقي، طيلة الأشهر الأخيرة، مرتبطا بالنشرة، التي يتوصل بها المكتب كل ساعتين، من مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، وفق عقدة وقعها بعد التساقطات الاستثنائية. وأوضح الكرم في اللقاء، الذي نظم لإخبار المواطنين بوضعية سير القطارات، أن الجهات التي تضررت بشكل كبير بسبب سوء الأحوال الجوية، هي الجهة الشمالية و جهة الغرب، مبرزا أن التساقطات في جهة طنجة فاقت ثلاث مرات التساقطات العادية، التي تعرفها هذه المنطقة، كما فاقت التساقطات بسيدي سليمان 4 مرات التساقطات العادية. ومن بين الإجراءات، التي اتخذها المكتب الوطني للسكك الحديدية، أعلن الكرم أنه جرى توقيع اتفاق إطار مع المديرية الوطنية للأرصاد الجوية، يهدف إلى التوصل بنشرات إنذارية، وبنشرات على رأس كل ساعتين، لمعرفة الاضطرابات الجوية، والمناطق التي ستعرفها، وعلى إثرها، يقلص المكتب سرعة القطارات في بعض الجهات، وفي أخرى، يأمر بتوقيفها، مع مواكبة القطارات بمختصين وتنسيق دائم بين لجنة السهر، التي جرى وضعها في إطار البرنامج الاستعجالي. وأعلن أنه، في حالة استمرار تحسن الجو خلال الأيام المقبلة، يتوقع المكتب رجوع حركة سير القطارات بين سيدي قاسم وتازة، المقطوعة منذ 14 فبراير ، في 21 من الشهر الجاري، في حين، يتوقع رجوع حركة السير العادية للقطارات بين سيدي قاسم وطنجة في أفق 15 يوما، حسب تراجع مياه نهر سبو. وأوضح أن من بين خسائر المكتب الوطني للسكك الحديدية، غمر المياه للسكة في مشرع بالقصيري والمصاعدة، وانزلاق التربة في الخط الرابط بين مكناسوسيدي قاسم، فضلا عن وقوع صخرة تعدى طولها 3 أمتار بسيدي قاسم، ما أدى إلى توقف القطارات لمدة أربع ساعات، في حين، كانت الخسائر بالخط الرابط بين فاسوجدة ضعيفة، تطلبت، فقط، تقليص سرعة القطارات. وأعلن أن المكتب الوطني للسكك الحديدية لم يتمكن بعد من تحديد حجم الخسائر ماديا، لأنه لم يتمكن بعد من الانتهاء من أشغال الإصلاح كما أن عملية احتساب الخسائر تتطلب اللجوء إلى مكاتب خبرة ودراسات مدققة. وأعلن منشطو اللقاء أن المكتب لم يتأخر في تقديم كل المعطيات لزبائنه، المتعلقة بحركة سير القطارات، كما وضع مركز نداء قطاري رهن إشارتهم، والموقع الإلكتروني، مبرزين أن المكتب وضع في بعض الحالات حظيرة حافلات لنقل المسافرين في ظروف آمنة، كما لم يتأخر عن تعويض المسافرين، الذين تراجعوا عن قرار السفر. وبالنسبة لما وقع، أخيرا، بتمارة، حيث احتج المسافرون على تأخر القطارات، قال الكرم أن الشكل، الذي اتخذه المسافرون للإعلان عن احتجاجهم، لم يكن "حضاريا، ولا يحترم الديمقراطية، التي تنص على احترام المسافرين الآخرين"، مضيفا أن لدى المكتب الوطني للسكك الحديدية "العديد من الوسائل، يمكن للزبائن توصيل رسائلهم واحتجاجاتهم عبرها، بدل اختيار الاحتجاج بسكة القطار، وتأخير مصالح الآلاف من المسافرين". وأضاف أن احتجاجات مسافرين في تمارة لم تكن موحدة، كما أن مطالبة المسافرين بوضع قطار على رأس كل نصف ساعة، وعدم تهميش المدينة كما يسري على محور الرباط الدارالبيضاء، غير منطقي، لأن عدد المسافرين بتمارة لا يتعدى 500 مسافر في اليوم، في حين يفوق هذا العدد 20 ألف مسافر في اليوم بالرباط، ولم يستبعد أن يتابع المكتب الوطني للسكك الحديدية المحتجين، الذين رفضوا مغادرة السكة بعد تبليغ رسالتهم قضائيا. وأعلن أن المكتب الوطني لسكك الحديدية، يضع ضمن استراتيجيته للفترة 2010 2015 بناء محطة بتمارة.