اضطر مجموعة من المسافرين، الذين كانوا على متن القطار القادم من فاس والمتوجه إلى مراكش، لقطع المسافة بين السكة والطريق الوطني رقم واحد على مستوى سيدي الطيبي بحثا عن وسيلة للنقل بعد أن انطلق القطار وتركهم في الأرض، وكان مجموعة من المسافرين على متن القطار المذكور نزلوا من القطار، الذي يشبه الحمام نظرا لعدم اشتغال وسائل التبريد، نزلوا بحثا عن هواء بارد تحت الأشجار لكن بعد أن توقف القطار مدة طويلة وبعد أن تم إصلاح العطب انطلق القطار دون أن يعطي إشارة للمسافرين الذين كانوا في الأرض، وقد ضاعت بضائع العديد من المسافرين نتيجة هذا السلوك. وتثير هذه النقطة عدم اكتراث محمد ربيع الخليع،المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية بالركاب، وخلافا للشعارات المرفوعة حول تحسين الخدمات ووسائل الراحة، فإن المسافرين الذين اختاروا القطار في هذا الصيف كوسيلة للنقل عاشوا جحيما حقيقيا، فأغلب القطارات تنعدم فيها التهوية رغم أداء المسافرين لمبالغ زائدة متعلقة بالضرائب والخدمات وأشياء أخرى غير معروفة، فغالبا ما يتوقف القطار في أماكن بعيدة عن محطات القطار وفي أحيان كثيرة لساعات طويلة، وفي مرات عديدة كادت الأمور أن تتطور إلى كارثة خصوصا مع القطارات التي جلبها كريم غلاب،الوزير الوصي على القطاع، من ايطاليا حيث تتعطل الأبواب، وفي إحدى المرات توقف القطار بين الرباط والقنيطرة،ولم تكن وسائل التهوية مشغلة وتعطل القطار لمدة نصف ساعة دون أن يتمكن المسافرون من النزول فعاش ذوي المضاعفات الصحية مأساة حقيقية. ومن غرائب قطارات الخليع أن تكون باردة شتاء وساخنة صيفا إلى حد لا يطاق، ورغم شكايات المسافرين المتعددة،والتي يضعونها يوميا في مكاتب الشكايات فإن المدير العام يقبع في مكتبه الوثير دون أن يعيرها أدنى اهتمام، ولا يمكن الحديث عن الاضطراب الدائم في مواقيت القطارات مما يعرقل مصالح المواطنين خصوصا الذين يكونوا مرتبطين بمواعيد مضبوطة في الإدارات وغيرها وكثيرا ما تم حرمان مواطنين من السفر إلى الخارج نظرا للتأخرات الواقعة في المواقيت، ولا تكلف إدارة السكك الحديدية نفسها عناء التوضيح أو الاعتذار أو تعويض المتضررين. ومن نماذج الشكايات التي يبعثها المسافرون للمدير العام،والتي لا يهتم بها تلك التي بعثها مواطن وجدي في عز البرد وقس على البرد الحر، يقول صاحب الرسالة " شاءت الظروف أن أمتطي قطار "المغرب العربي"، انطلاقا من وجدة،قاصدا مدينة الرباط، لحضور جنازة أحد الأصهار.وما كادت عجلات القطار الحديدية ، تتحرك ، حتى اكتشفت، كما اكتشف مجموع المسافرين، في الدرجة الثانية، انعدام التدفئة، لعطلها، أو عدم تشغيلها، وهو ما جعل المسافرين، في هذه الدرجة، عرضة للبرد القارس، الذي اصطكت لوطئته أسناننا، وتجمدت الدماء في عروقنا، مما اضطرنا إلى استفسار بعض المراقبين عن سبب غياب التدفئة عن الدرجة الثانية،خصوصا في هذا الفصل المتميز بصقيعه، وبرودته الشديدة،فوجدنا تفهما لدى بعضهم، في حين تعامل بعضهم بعجرفة واستعلاء، إن لم أقل بمنطق سلطوي قمعي،خلال رحلة العودة : برودة شديدة، وغياب التدفئة، على متن القطار نفسه، وتكرر مشهد الاحتجاج والتذمر من غياب التدفئة". ويمكن احتمال شديد الوقوع أن المدير العام توصل برسائل وشكايات حول انعدام التبريد مما جعل من القطار حماما متحركا.