سارعت السلطات الليبية الى وصف الهجوم الذي استهدف صباح اليوم السفارة الفرنسية بطرابلس مخلفا إصابة حارسي أمن وفتاة ليبية ب "العمل الارهابي" متعهدة بكشف ملابساته وتقديم مقترفيه الى العدالة. وأدانت الحكومة الليبية في بيان لها هذا الاعتداء "الإرهابي" معبرة عن رفضها الباث لهذه الافعال " التي تعتبر استهدافا مباشرا لأمن واستقرار ليبيا, ولا تعبر عن ما يكنه الشعب الليبي من احترام وتقدير للجمهورية الفرنسية والشعب لفرنسي ومواقفهم في دعم ومساندة الشعب الليبي إبان ثورة 17 فبراير". كما أكدت أنها" اتخذت كافة التدابير اللازمة للتحقيق في هذا الحادث وكشف ملابساته" معربة في الوقت نفسه عن استعدادها " للتعاون مع كافة الاطراف للوصول الى الجناة وتقديمهم الى العدالة". بدوره٬ نعت وزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي محمد أحمد عبد العزيز ٬ لدى تفقده صباح اليوم موقع الاعتداء ٬ ما حصل بأنه"عمل إرهابي ضد دولة شقيقة وقفت مع ليبيا طيلة الثورة". و أعرب عن التضامن مع الحكومة الفرنسية والشعب الفرنسي معلنا عن تشكيل لجنة ليبية فرنسية للتحقيق في ملابسات الحادث. وبنفس النبرة أدان وكيل وزارة الداخلية للشؤون الأمنية عمر الخذراوي٬ الحادث واصفا إياه ب"الكارثي". وقال الخذرواي إن الجهات الأمنية المختصة "باشرت التحقيقات للوصول إلى الجناة الذين يقفون وراء هذا الاعتداء". وكانت ساكنة (حي الاندلس) أحد المناطق السكنية الراقية بالعاصمة الليبية قد استفاقت في حدود السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (التاسعة بتوقيت غرينيتش) على وقع انفجار قوي هز مقر السفارة الفرنسية المكون من طابقين واحدث اضرارا جسيمة به وبعشرات المنازل المجاورة له فضلا عن تدمير عدد من السيارات. وقد جنب ٬ التوقيت المبكر لتنفيذ هذا الاعتداء وقوع خسائر ثقيلة في الارواح لاسيما ان الموظفين والعاملين المتوجهين الى مقرات عملهم غالبا ما يرتادون بسياراتهم الازقة التي تخترق هذه المنطقة تلافيا للاختناقات المروية بالشوارع الرئيسية. ودمر الانفجار ٬ وفقا لما تمت معاينة بموقع الحادث٬السور الخارجي لمبنى السفارة الذي تفحم جزء منه كما تسبب في تشققات وتصدعات في عشرات المنازل المحيطة بالموقع فضلا عن تدمير عدة سيارات خاصة. وضربت قوات الامن الليبية طوقا في محيط الانفجار الذي نفذ بواسطة سيارة ملغمة٬ وذلك حفاظا على مسرح الحادث ومباشرة جمع الأدلة التي قد تفيد في الاهتداء الى الجهة التي نفذت هذا العمل. ومن المرتقب ان يحل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في وقت لاحق اليوم بطرابلس للقاء المسؤولين الليبيين وبحث التدابير المتخذة حيال هذا الحادث. وكان فابيوس قد عبر عن إدانته للاعتداء مؤكدا أنه سيتم تسخير كل الوسائل بتنسيق مع السلطات الليبية," لالقاء الضوء كاملا على ملابسات هذا العمل المشين والتوصل على وجه السرعة الى مرتكبيه".