أفادت وسائل إعلام أوروبية أن عددا من الدول الغربية خاصة المتواجدة في شمال المتوسط تدرس إمكانية إقامة وحدات أمنية مشتركة (أوربية مغاربية)، مختصة في محاربة ظاهرة المهاجرين القادمين من دول إفريقية جنوب الصحراء، وأوضحت المصادر أن الدول الأوروبية تسعى إلى اجتثاث الخطر المحدق بها، مشددة على وجود إكراهات تعترض إقامة هذه الوحدات بسبب معارضة بعض الدول المغاربية من قبيل الجزائر التي ترفض أي تواجد أمني غربي بالمنطقة، مما يقوض مخططاتها في المنطقة. من جانبها، حذرت مصادر استخباراتية غربية، من تنامي أعداد المهاجرين الأفارقة المتواجدين بشمال إفريقيا، والذين قدموا من دول عرفت حروبا أهلية دموية، ومجازر كبيرة، كليبيريا وسيراليون وغينيا وبيساو وشمال نيجيريا ورواندا والصومال، وقالت المصادر وفق دراسات ميدانية إن من هؤلاء المهاجرين كانوا من المحاربين الذين شاركوا بصفة فعلية في الصراعات الطائفية التي عرفتها بلدانهم قبل أن تضطرهم ظروف الحرب إلى الهجرة. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن عددا من هؤلاء المهاجرين على دراية كبيرة باستعمال الأسلحة الخفيفة و كذا المتفجرات الناسفة، حيث أضحوا بمثابة مجموعات منظمة معروضة للاستعمال والإستغلال على حد سواء، مبدية تخوف الدول الغربية من هذا التهديد الجديد، خصوصا حين يتم استغلالهم من طرف مختلف المافيات الدولية التي تمتهن التهريب وتجارة المخدرات والأسلحة الخفيفة إضافة إلى تجارة الأدوية المزورة والمنتهية الصلاحية. وأشارت التقارير الاستخباراتية، إلى أن الدول المغاربية المعنية بشكل مباشر بهذا الخطر الجديد، لا تتوفر على إحصائيات دقيقة ومضبوطة، حول عدد المهاجرين وجنسياتهم أو الدول المصدرة لهم، متهمة بعض دول المنطقة باستغلال المهاجرين في قضايا ثنائية، وتوظفهم في عمليات تصفية الحساب، وكانت تقارير سابقة اتهمت الجزائر بتوظيف ملف المهاجرين في صراعها مع المغرب، حيث غالبا ما تقوم بتجميعهم ورميهم داخل التراب المغربي، بعد أن تعرضهم لوجبات من التعذيب. وأوضحت المصادر ذاتها، أن الأمر يتعلق بتحدٍ أمني كبير، أصبح يهدد استقرار الدول المغاربية عامة، ويرخي بظلاله على الأجواء الأوربية بصفة مباشرة، ولهذه الأسباب وغيرها أصبحت الأجهزة الاستخباراتية الأوربية تهتم بهذا التواجد اللامحمود والمتزايد للأفارقة السود بشمال إفريقيا، وتضغط في هذا الاتجاه على الدول المغاربية، للتنسيق فيما بينها، وتدبير هذه المُعضلة التي تُهدد امن واستقرار المنطقة برمتها بما في ذلك الدول الأوربية المُطلة على ضفة المتوسط.