ثانيا: شبكات تمويل حزب الله في أفريقيا..المعادن النفيسة العمود الفقري للتمويل 1- ألماس إفريقيا ينتهي به المقام في حسابات حزب الله! المثل الشائع يقول: إن الألماس هو أفضل صديق للمرأة ولكن يبدو أن الأمر أصبح ينطبق أكثر على " جماعةحزب الله " نظراً لخفة حمل الحجر الكريم وغلاء ثمنه وسرعة إيجاد الشراة له. وقد تورط حزب الله بتجارة الألماس الدولية بشكل موثق توثيقا جيداً. فحزب الله (المصنف كمنظمة إرهابية على لائحة وزارة الخارجية الاميركية)، يستفيد إلى حدّ كبير من أموال الاتجار بالألماس المتنازع عليه في سيراليون، ليبيريا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وكذلك في المناطق النائية الغنية بالماس في دول غرب ووسط إفريقيا عبر التعاطي مباشرة مع عمال المناجم والوسطاء. صحيفة " الواشنطن بوست" كان سبق لها أن نشرت تحقيقاً مفصلاً عن تعامل حزب الله بألماس أفريقيا, فقد كشف السفير الأمريكي السابق في سيراليون " جوزف مالروز " من خلال تقرير للصحيفة، أنّ حجم التعاملات التي يقوم بها حزب الله من خلال تجارة الألماس ضخمة وتفوق التصورات. أما "ماثيو ليفيت"، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فقد أكدّ معلومات التي تقول أن التضييق الذي واجهه نشطاء حزب الله في أمريكا الجنوبية دفع بعضهم إلى التوجه اكثر فأكثر نحو غرب أفريقيا، "فما نشهده حالياً هو أننا كلما نقضي على خلايا في مكان ما سرعان ما تظهر خلايا أخرى في أماكن أخرى". وليفيت، عميل الFBI السابق ,وهو قد عمل في مجال مكافحة الإرهاب المالي في وزارة المالية الأمريكية، أشار أن الحزب يلجأ في كثير من الأحيان إلى فرض الأتوات والتهديدات من خلال العصابات التي يديرها هناك. كما كشف " ليفيت "عن وجود 200 من مشتري الألماس في " كويدو" في ساحل العاج، وأن 35 فقط منهم من السكان الأصليين وأن الباقين فهم من اللبنانيين الذين يقدمون مبالغ ضخمة للحزب على شكل تبرعات طوعية فردية، على ما أفاد برنس ساكي رئيس جمعية تجار الماس أيضا. 2- طائرة كوتونو: الفضيحة وقد زادت كل إيران وحزب الله كثيراً من أنشطتها في إفريقيا، نظرا لحجم الشيعة اللبنانيين المتواجدين هناك ولصعوبة إنفاذ القوانين من جهة أخرى خصوصاً في غينيا، سيراليون وليبيريا وبنين. وبحسب تقرير ماثيو ليفيت بتاريخ كانون الأول 2004 الصادر عن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، فقد ركز حزب الله على جمع التبرعات في ساحل العاج (الذي يعدّ المركز الرئيسي لجمع التبرعات افريقياً)، ثم السنغال، وجمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير) وجنوب افريقيا والتي قد تصل في أقل تقدير إلى مئات الآلاف من الدولارات. وكان لا بدّ لهذه التبرعات من إيجاد سبيلها للوصول إلى ضواحي بيروت دون المرور عبر الطرق الرسمية والقانونية غير أن حادثة مروعة كشفت عن الأساليب الملتوية التي يتبعها الحزب الآلهي في تهريبه للأموال الوسخة. فقد شكلت حادثة سقوط إحدى الطائرات التجارية القادمة من جمهورية بنين فضيحة لا تزال أسئلة الاستفهام تطرح حولها. فالطائرة التابعة لإتحاد النقل الجوي الأفريقي رقم 141 بتاريخ 25 كانون الأول 2003، والتي إنطلقت من كوتونو متوجهة إلى بيروت، تحطمت عند الاقلاع مما أسفر عن مقتل أحد كبار قادة حزب الله في افريقيا إلى جانب اثنين من مساعديه. وكان هؤلاء يحملون معهم قرابة 2 مليون دولار من تبرعات كانوا قد جمعوها من مواطنين لبنانيين يعملون في أفريقيا. ووفقاً لمجموعة العمل المعنية بمكافحة الإرهاب والحروب غير التقليدية الأمريكية، فإن نشطاء حزب الله، قد سيطروا على 90٪ من إنتاج سيراليون من الذهب والماس ويعملون على إرسال العائدات عن طريق رسل يحملون هذه المبالغ معهم. وفي حينها افادت وكالة رويترز أنّ حزب الله أرسل على وجه السرعة مسؤولاً من قبله لمواساة عائلات الضحايا (الذي فاق عن 120 قتيلا) ولكن أيضاّ للتحقيق في الحادث والخسائر. وقد أعقب الحادث علامات إستفهام كثيرة لا تزال حتى الآن موضع تساؤل خصوصاً في ما يتعلق بدرويش الخازم، مدير شركة النقل المالكة للطائرة، الذي جرى تهريبه من مستشفى الرسول الأعظم وتسفيره خارج البلاد، على الرغم من المطالبات القضائية بتوقيفه. وقد افاد تقرير ليفيت، أن آخر مرة علم بها عن نقل مبلغ بهذا الحجم عندما حاول أحد المغتربين اللبنانيين في عام 1998، تهريب 1.7 مليون دولار الى بيروت. وقد رفض حزب الله في حينها التعليق على الموضوع بموازاة نفي أكبر مصدري الألماس في سيراليون لأي علاقة له بالحزب، في حديث لوكالة الأسوشيتدت برس. 3 –الألماس الإفريقي وفرض الإتاوات والابتزاز.. طريقة أخرى للتمويل ويظهر حزب الله في افريقيا وجهه الحقيقي فهو لا يتوانى عن إرتكاب أي من المحرمات في سبيل تحقيق الغايات التي عادة ما يجد لها فتاوى جاهزة و"مخارج شرعية". أما الألماس الأفريقي الملقب ب"الماس الدم"، وهو الحجر الذي جبل بعرق الذين يعملون في المناجم كالعبيد وغمس بدمّ الألوف الذين أقتتلوا للحصول على الحجر الصافي فلحزب الله نصيب كبير من التجارة الدموية به في غرب أفريقيا، بما في ذلك جمهورية الكونغو الديمقراطية وبوركينا فاسو وتوغو وسيراليون. والماس الدم، الذي عرف بذلك إلى جانب أنه "الماس الحرب"، فهو عبارة عن الجواهر المستخرجة من البلدان التي مزقتها الحروب في افريقيا الغربية والجنوبية، وتمّ بيعها غالباً في الخفاء، من أجل تمويل المتمردين، الثوار والارهابيين. قد اكدت التقارير أن عناصر تابعة لحزب الله غالباً ما تلجأ إلى ابتزاز تجار الماس. هذه المعلومات أكدها في نيسان 2004، دوغلاس فرح الذي قدم شهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية للكونغرس الأمريكي وبالتحديد أمام اللجنة الفرعية المختصة بشؤون أفريقيا، وكان عنوان محاضرته "مكافحة الإرهاب في أفريقيا". وفرح، هو كاتب وصحفي أميركي، أصبح متخصصاً في مجال تمويل حزب الله وغيره من الجماعات الإرهابية وله موقع إلكتروني نشر فيه كتابه حول هذا الموضوع. وقد نال فرح جائزة أفضل التحقيقات الخارجية من صحيفة الواشنطن بوست. وقد عمد من خلال مكتبه في أبيدجان في ساحل العاج إلى إجراء العديد من المقابلات والتقارير حول الموضوع حتى أضطر أخيراً إلى مغادرة البلاد هو وعائلته بسبب التهديدات بالقتل التي تعرض لها. وهو حالياً يعيش في واشنطن ويكتب في مجال القضايا الإستخباراتية. يملك حزب الله علاقات تاريخية مع المغتربين اللبنانيين خصوصاً في أبيدجان، ساحل العاج، وتنظيم القاعدة. وأكد العديد من المراقبين أن حزب الله يعمل بطريقة أكثر مؤسساتية في غرب أفريقيا ، حيث ترجع عملياته إلى وقت مبكر في أوائل الثمانينات بسبب وجود مئات الآلاف من اللبنانيين في غرب أفريقيا، غالبيتهم العظمى من المسلمين الشيعة، بما يعني ذلك من روابط عائلية ودينية. كما أنّ حزب الله يجمع التبرعات من المؤسسات التجارية، ويدير عمليات الابتزاز، وتعمل شركاته الوهمية أيضا في تجارة "ماس الدم". 4- الجباية تتم سنوياً إلى بيت مال الحزب بالتعاون مع أصحاب سوابق من أبرز الأسماء المحسوبة على حزب الله في أفريقيا، أصحاب سوابق بالاتجار غير المشروع منهم عزيز نصور وسميح العسيلي، وكلاهما ادينا بتهريب الماس غير المشروعة في بلجيكا في عام 2003. في حين قضى العسيلي عدة سنوات في السجن، فإنّ نصور عاد إلى إلى جناح في فندق الشيراتون في بيروت ليدير أعماله التجارية. وقد لعب نصور لسنوات دور التاجر الرئيسي لدى ديكتاتور زائير موبوتو سيسيسيكو، كما ذكر فرح في كتابه. وقد تفاخر نصور في وقت لاحق انه كان هرب بصورة غير شرعية 25 مليون دولار أسبوعيا على شكل الماس من افريقيا الى اوروبا. وكذلك ورد إسم عزيز نصور وسمير صالح في تقرير للأمم المتحدة صادر بتاريخ شباط 2008 حول خرق التسلح في ساحل العاج، حيث وصفهما التقرير "بتجار الألماس غير الشرعيين ومبيضي الأموال". وفي سلسلة من التحقيقات على مدى العقد الماضي أجراها جهاز الاستخبارات الخارجية البلجيكي، فقد ثبت أنّ من ابرز العائلات الداعمة لحزب الله هي عائلة "نصور" التي تسيطر على عشرات من الشركات والمؤسسات في أنتويرب في بلجيكا. وعلى مدى العقد الماضي، قد شارك أفراد من العائلة في تزوير العملة، والاحتيال على بنك ABN-AMRO امستردام بقيمة 87 مليون دولار وتدبير انقلابات في أفريقيا. وفي عام 2000، توصل تقرير آخر للمخابرات البلجيكية إلى الربط بين حزب الله وعدد من تجار الماس اللبنانيين الألماس هم عماد عبد الرضا بكري، علي أحمد أحمد ، وشركة Afrostars Diamond BVBA ، Triple Diamonds NV ، وEzzideen Diamond BVBA، التي يملكها صلاح عزالدين، المتمول الذي أشتهر بعد فضيحة إفلاسه. ويقول ماثيو ليفيت أنه عندما زار أحمدي نجاد أفريقيا في عام 2006، "عاد الى طهران للإعلان متهللاً أن القارة لديها موارد كثيرة يمكن أن تستخدمها إيران". لكن إعطاء تقديرات دقيقة لحجم الإيرادات في غرب إفريقيا لحزب الله أمر مستحيل، وهناك توافق بين المسؤولين الأميركيين والأوروبيين، فضلا عن رجال أعمال لبنانيين ، هو أن حجم التمويل لحزب الله من القارة السمراء يقدر بملايين من الدولارات سنوياً، وذلك قبل حرب 2006 التي يرجح أنها زادت من حجم الأموال المحولة. ومن مالي إلى الكاميرون، يجبي حزب الله على أساس سنوي أو نصف سنوي المساهمات المالية على أساس المعرفة الدقيقة لإيرادات الأعمال مما يدل على مستوى عال من اختراق حزب الله لهذه المنشآت. وعلى الأقل مرة في العام، يقوم مسؤول كبير من حزب الله بالسفر لجمع هذه "التبرعات" وحملها معه الى بيروت، حيث تكون نقدية في كثير من الأحيان. حزب الله كان نجح في تجنيد أفارقة لصالحه من خلال تجنيد الطلاب الشيعة الأوغنديين وإرسالهم الى الجامعات الإيرانية لدراسة الشريعة وتدريبهم ليكونوا عناصر حزب الله أو عملاء للاستخبارات الإيرانية. وقد صدرت لهؤلاء الطلاب تعليمات لجمع معلومات استخبارية عن الأمريكيين والغربيين الذين يعملون في أوغندا. 5- ساحل العاج: الملاذ الآمن ومحور التحويلات المالية بحسب ستيفن أمرسون، الذي كتب دراسة مطولة عن مصدر أموال حزب الله الخارجية ونشرها في صحيفة The American Legion Magazine في آذار 2007، فإن حزب الله قد نشط في جمع الأموال في أفريقيا على مدى العقدين الماضيين، وخصوصا في ساحل العاج والسنغال. وهو يشارك في تنظيم مافيا تتبع أسلوب الابتزاز، في حين بتلقي الاموال من قاعدة واسعة من المتعاطفين معه. والاموال الناتجة عن عمليات المجموعة الأفريقية وحدها تصل إلى ملايين الدولارات. وساحل العاج يتمّ إستخدامها ليس فقط لجمع الأموال ولكن أيضا باعتبارها ملاذا آمنا لعناصر حزب الله حين يتعرضوا للملاحقة. كما دعمت إيران من حضورها في ساحل العاج من خلال تمويل المساجد وإرسال أئمة ومشايخ إلى هناك. وتقول صحيفة "دي فلت" الألمانية "Die Welt" في تموز 2008، أنّ دخول إيران وحزب الله تنامى بقوة على خط تهريب المهاجرين غير الشرعيين. ويحرك حزب الله كميات كبيرة من المال عن طريق البريد من غرب افريقيا. والسنغال يعتبر "مركز ثانوي بالنسبة لحزب الله لجمع التبرعات من أفريقيا، ويأتي في المرتبة الثانية بعد ساحل العاج، بحسب تقرير للأسوشيتدت برس في آب 2008." فمنذ تأسيسه، نجح حزب الله في الاستفادة من التدفق المالي للأعمال الإجرامية التي تديرها الجماعات المتعاطفة مع أفكاره، ويعمل زعماء هذه الجماعات للحصول على مكاسب سياسية من خلال علاقتهم بحزب الله. اما الشركات التي تساهم في تمويل تنظيمه ليست مملوكة بالكامل من قبل حزب الله. وعن أسلوب تحويل حزب الله الأموال الى لبنان، أوضح دوغلاس فرح في مقالة له نشرت في 4 آب 2006، أن هذا الأمر عادة ما يتمّ عن طريق البريد أو عن طريق التحويل الالكتروني. وأكدّ على حقيقة أنه بالإضافة إلى توفير الموارد المالية لحزب الله، فإن الجماعات الشيعية في غرب أفريقيا، ولا سيما ساحل العاج، قد وفروا ملاذا آمناً لقادة حزب الله، ومن بينهم عماد مغنية، القائد العسكري السابق لحزب الله. وواحدة من الآليات التي يستخدمها حزب الله في غرب أفريقيا وخصوصاً ساحل العاج، كما هو الحال في لبنان، هو فرض نوع من الضرائب على تلك الشركات والأفراد الشيعة الذين يديرون الأعمال التجارية المشروعة، فضلاً عن جمع من الأعمال الإجرامية التي يديرها متعاطفون معه، بحسب مقابلات أجراها فرح مع عدد من أفراد هذه الجالية في أفريقيا. كما أن أفراد الحزب هاجموا خصائص ممتلكات التجار الذين رفضوا دفع هذه المبالغ. ثالثا: كيف تصرف تلك الأموال المحولة لحزب الله؟ يعتبر العديد من المراقبين أن خطورة حزب الله لا تبرز فقط في كيفية جمعه للأموال وحصولها عليها، بل أيضا في كيفية إنفاقها وتوظيفها لصالح خدمة أهدافها محليا وإقليميا، حيث يمكن القول: إن الحزب يعتمد في سياسته سواء داخل لبنان أو خارجه على إمكاناته المالية الهائلة بالدرجة الأولى، والتي تتوفر له من وكالة الحقوق الشرعية التي منحها علي خامنئي المرشد الأعلى إلى حسن نصر الله، ومحمد يزبك عضو شورى الحزب ، وهي تتيح لهم جمع الخمس نيابة عن الولي الفقيه، كما أن إيران ترسل للحزب عن طريق مؤسسات المرشد و المؤسسات الخيرية أموالا هائلة" مؤسسة المستضعفين " كمثال على ذلك. أما عن إنفاق الحزب فهو يقدم (( رشاوى )) سياسية ودينية إلى عدد كبير من الساسة ورجال الدين داخل لبنان، ويذكر الشيخ محمد الجزو مفتي جبل لبنان أن الحزب يدفع مبالغ لبعض الدعاة السنة: (( عندنا الآن في لبنان 15 إلى 20 شيخا سنيا من الدرجة الثالثة، وهؤلاء يعطيهم الشيعة مرتبات بعضها تصل إلى 1500دولار في الشهر، أما نحن فنعطي راتبا لا يزيد على 200دولار، والسبب أن لديهم إيران تدعمهم )). ويقول عن إمكانات شيعة لبنان المؤسساتية: (( حسين فضل الله حين سئل في مقابلة تلفزيونية: أنت ليس لك منصب رسمي فمن أين تعيش؟ فقال: أنا لدي 22 مؤسسة ترد على هذا الكلام، وأنا أقول محمد الجزو هناك 280 مؤسسة في الضاحية الجنوبية للشيعة، وإذا استعرضنا مؤسسات السنة في لبنان سنجدها تعد على أصابع اليد، خمس أو سبع مؤسسات على الأكثر، وأصبح الشيعة أكبر منا وأغنى منا ، وكل هذا مال إيران )). ( حزب الله وسقط القناع، ص 162-163 ). والمؤسف ان الشيعة لا يكتفون بالمال (( الحلال )) من إيران الموالين، بل يسعون للحصول أيضا على المال (( الحرام )) من عند النواصب!! فهم يحرصون أيضا على الاستفادة من أموال الدول العربية التي تقدم لدعم الشعب اللبناني، يقول الشيخ الجوزو: ( ويروي لي أحد السفراء العرب أنه أتى ليعطي بعض المؤسسات دعما، فأعطى 10 آلاف دولار للشيخ حسن خالد ( سني )، ثم أعطى 5 آلاف دولار لمحمد مهدي شمس الدين (( شيعي ))، فتدخل عبد الأمير قبلان يشغل حاليا منصب نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى في لبنان وقال: نحن لا نأخذ نصيب الأنثى ( في إشارة إلى أن سني أخذ ضعف الشيعي )، مع العلم أن الشيعة عندهم نصيب الأنثى في الميراث غير السنة، وكأنهم يريدون أن يأخذوا من إيران ومن العرب). ولما سئل الشيخ الجزو عن وجود رجال دين سنة يؤيدون حزب الله، قال: ( هؤلاء جميعهم يقبضون مرتباتهم من إيران من أجل أن يقفوا مع حزب الله، فإيران تدفع وبسخاء في الخارج رغم أن شعبها يعاني الفقر المدقع وهذا هو ما يطلقون عليه المال الحلال الذي يذهب إلى خراج إيران ليشتري شخصا في مصر أو غيرها، مثلا ليطبع له كتابا ضد السنة). وكما أشرنا إلى ذلك سابقا، فإن طموح حزب الله المالي لا يقتصر على أموال الخمس أوعلى المال (( الحلال )) القادم من إيران، فهناك مجال واسع من المال (( الحرام )) والمتمثل في تجارة المخدرات، والمخدرات لها أحكام مختلفة ومخففة لدى رجال الدين الشيعة، وقد تحدثت كما ذكرنا عدة تقارير صحفية واستخباراتية من مصادر دولية مختلفة عن ممارسات الحزب وضلوعه في تجارة المخدرات، وقد نشر موقع ل " بي بي سي " البريطاني أن شبكة مخدرات تم ضبطها في الإكوادور بأميركا اللاتينية( بي بي سي، 22/6/ 2005 )، وأفادت التحقيقات أن الشبكة كانت تمول حزب الله بنسبة 70% من أرباحها، وكان مدير الشبكة صاحب مطعم لبناني مقيم في عاصمة الإكوادور " كيوتو ". وعندما أرادت الحكومة اللبنانية منع زراعة الحشيش في البقاع اللبناني، اعترض حزب الله بقوة، واقترح على الحكومة أن تشتري المحصول من المزارعين أو تجد لهم بديلا آخر للرزق ( قواعد جديدة للعبة، ص: 133، نقلا عن ، حزب الله وسقط القناع ). من كل ما سبق، يتضح لنا كيف أن التجمعات الشيعية في الوطن العربي لا تترك وسيلة ممكنة إلا وتوظفها لأجل تمويل أنشطتها التوسعية بالمناطق ذات الصفاء أو الغالبية السنية، حيث تعبئ أكثر من وعاء لتغطية أعمالها وإخفائها ، فهي توظف أنشطتها التجارية و مؤسسات الأعمال الخيرية والاجتماعية، المنح الطلابية، المواليد والمناسبات الدينية، تجارة المخدرات والحشيش، وربط شبكة من العلاقات المتشابكة مع مختلف رجال الأعمال اللبنانيين من الطائفة الشيعية المقيمين في مختلف دول أمريكا اللاتينية، والعديد من الدول الإفريقية،وذلك بهدف بسط النفوذ خدمة المصالح الإيرانية الشيعية داخل الدول العربية.