أكد البروفيسور الغازي العباس٬ أخصائي في علاج داء السرطان وأستاذ بكلية الطب بالرباط٬ أن 90 في المائة من حالات الإصابة بداء السرطان مرتبطة بنمط حياة الإنسان و 10 في المائة منها مرتبطة بأسباب جينية وراثية. وأبرز في كلمة ألقاها أثناء لقاء نظمته منظمة "العيون للدعم والمساندة الطبية"٬ أمس السبت بالعيون٬ حول مرض السرطان٬ أن من عوامل الإصابة بداء السرطان المرتبطة بنمط حياة الإنسان التدخين ب30 في المائة من الإصابات والتغذية غير السليمة ب 30 في المائة والتعفنات الفيروسية ب 10 في المائة٬ أما 30 في المائة المتبقية فترجع أسبابها الأخرى فتتمثل في تلوث البيئة (غازات السيارات والمعامل والحوادث النووية) والتعرض بشكل كبير لأشعة الشمس خاصة لدى الأشخاص ذوي البشرة البيضاء (الإصابة بسرطان الجلد) وتناول بعض الأدوية. وأضاف أن إحصائيات منظمة الصحة العالمية تفيد بأن عدد المصابين بهذا الداء عبر العالم يصل إلى 12 مليون حالة جديدة كل سنة٬ مشيرا إلى أنه بالرغم من عدم توفر المغرب على سجل وطني حول هذا الداء فإن أرقام وإحصائيات المراكز الاستشفائية بكل من الرباط والدار البيضاء تشير إلى أن عدد حالات الإصابة بهذا الداء٬ التي يتم تشخيصها على الصعيد الوطني٬ تتراوح ما بين 30 و 40 ألف حالة جديدة كل سنة. وأشار البروفيسور إلى أنه يمكن تفادي حالات الإصابة من هذا الداء خاصة تلك المرتبطة بنمط حياة الإنسان عن طريق الوقاية منها وتفادي العوامل المسببة لها٬ والتشخيص المبكر لها من خلال الفحص السريري للثدي أو عنق الرحم عند المرأة أو البروستات عند الرجل ٬ وإجراء تحاليل للدم كتحليل "بي إس أ" لكشف سرطان البروستات عند الرجل البالغ من العمر 50 سنة فما فوق فضلا عن إجراء تحاليل لكشف سرطان عنق الرحم عند المرأة البالغ من العمر 50 سنة فما فوق. وخلص البروفيسور الغازي العباس إلى أن المغرب يتوفر على جميع إمكانيات كشف وعلاج مختلف أنواع السرطانات سواء بمستشفيات القطاع العام أو القطاع الخاص وبنفس مستوى العلاجات التي تجرى بالدول المتقدمة٬ مشيد ا بالدور الذي تقوم به (جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان) خلال السنوات الأخيرة. ومن جهة أخرى٬ أوضح الدكتور محمد القمر٬ رئيس منظمة " العيون للدعم والمساندة الطبية"٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن المنظمة ارتأت تنظيم هذا اللقاء من أجل التحسيس بأهمية الوقاية من داء السرطان٬ مشيرا إلى أن المنظمة٬ منذ تأسيسها قبل ثلاث سنوات٬ تعمل على تقديم الخدمات الطبية لفائدة المصابين بأمراض القلب التي تتطلب عمليات جراحية وكذا المصابين بداء السرطان الذين هم في وضعية هشاشة.