بفضل هبوب رياح التغيير ،ووصول نسائم الربيع الديمقراطي لبيوت فئات كانت إلى غاية الأمس القريب تتهيب من جعل الشارع الفضاء المناسب والأمثل لإسماع صوتها و المطالبة بالالتفات لأوضاعها ، تستعد شوارع مدينة الرباط العاصمة الإدارية ،وحاضنة المهرجانات التي تصرف خلالها الملايير على حساب القوت اليومي للشعب المغربي، يومه الأحد القادم 08 أبريل 2012 لتشهد وقفة احتجاجية بطعم خاص أمام المؤسسة البكماء التي طالما بقيت بعيدة عن مثل هذه الأحداث كما بقيت بمعزل عن كل رقابة أو محاسبة . إنها الوقفة التي دعت إليها جموع المتقاعدين من المؤسسة العسكرية رفقة أسرهم لتخوض في شيخوختها معركة أخرى من نوع خاص من أجل تحسين أوضاعها ضد عدو داخلي لم تتوقعه بعد أن خاضت في شبابها حروبا و معارك ضد البوليساريو بتفان وإخلاص دفاعا عن الشعب والأرض ،بعيدا عن الأبناء و الأهل و الأحباب . فهؤلاء الأبطال الذين أفنوا زهرة أعمارهم في خدمة الجيش والدفاع عن الوحدة الترابية في نكران للذات، متحملين الجوع و العطش و كل أساليب "الحكرة " الحاطة بالكرامة ،و سجلوا بطولاتهم بمداد من فخر في كل المعارك التي شهدتها حرب الصحراء يعيشون الفقر و الهشاشة و التفكك الأسري ،بسبب أوضاعهم الاقتصادية و الاجتماعية التي تستدعي أكثر من التفاتة. فبعد أن شكلوا الدرع الواقي للوطن ،و جعلوا رايته ترفرف عاليا في كل ربوع الصحراء ،و استتب الأمن وعم السلم،و اغتنى من اغتنى وجدوا أنفسهم عند إحالتهم على التقاعد بعد أن وهن العظم و اشتدت الأدواء بهم، يعيشون على هامش المجتمع وقد تنكر لهم الجميع، "بمعاشات" اضطرتهم للبحث عن موارد إضافية لتوفير لقمة العيش لأسرهم ،فمنهم المشتغل في الحراسة الخاصة ،و السائق ،و بائع السجائر بالتقسيط ، و منهم من ينقل البضائع و السلع بعربات مجرورة باليد و اللائحة طويلة، هذا في الوقت الذي لازالت الدولة تغدق خيرات الشعب على الخونة و المفسدين ومن يسير في ركبهم . فبأي حق يلقى أمثال هؤلاء الذين لا يخلو بيت مغربي من أحدهم في الشوارع للمطالبة بحقهم في العيش الكريم داخل وطن حملوا السلاح من أجله ؟ و إلى متى سيستمر هذا النكران و الجحود ؟و ماذا لو قرروا في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم العادلة و المشروعة نقل معركتهم لتشمل كل المدن و القرى و المد اشر ؟