نجح الشعب المغربي قاطبة من طنجة إلى الكويرة و من تخوم الصحراء الشرقية إلى الجزر الجعفرية في التصدي إلى كل من يفكر في المس بوحدتنا الترابية , فمسيرة البيضاء أكدت للعالم ككل قبل الأعداء المرتزقة أن قوة المغاربة تكمن في وحدة الصف ، و ترك و تجاوز كل أشكال الاختلافات الفكرية ، و الحزبية ،و الإثنية عندما يتعلق الأمر بتربص الغير بأي حبة من حبات رمل من ترابنا الوطني . فمغاربة الألفية الثالثة كانوا في الموعد ، و لبوا نداء الوطن ، كما فعل آباءهم في نهاية تسعينيات القرن الماضي ، لما قادوا مسيرة خضراء سلمية ، تمكنوا بواسطتها من طرد المستعمر الاسباني الغاشم من أقاليمنا الصحراوية ، و الجميل في مسيرة البيضاء أن الذي قادها هو الشعب ، لذلك لا يجب أن نقول أن مسيرة الثلاثة ملايين كانت بمثابة رد على الحزب الاسباني الظالم فقط ، و إنما الشعب المغربي رد أولا على أحزابنا الوطنية التي نسيت دورها ، و جعلت حزبا فاشيا متقادما يتطاول على سيادتنا الشريفة ، و رد كذلك على بعض أخطاء دبلوماسيتنا التي فسحت المجال لجنرالات الجزائر لاستفزاز مشاعر المغاربة من خلال نهج سياسة الدفاع بدل الهجوم ، أمام ادعاءات أبواق ورثة الاستعمار الذين يعاني من ظلمهم الشعبين الشقيقين المغربي و الجزائري . فهذه المسيرة أكدت أن الشعب المغربي يستحق أحزابا وطنية أكثر جرأة في التعامل مع قضايا وحدتنا الترابية. فالمغاربة مستعدون للتضحية و نكران الذات عندما ينادي الوطن ، فما على الهيئات الرسمية المسئولة، و الأحزاب إلا أن تتحرك و ستجد الثلاثين مليونا خلفها ، بل كل المغاربة ، نريد أحزابا تبادر و تواكب تحركات عاهل البلاد و تحسن استغلال وطنية و حضارية المواطن المغربي التي يمتاز بها على سائر أقطار العالم النامي إن لم نقل حتى المتقدم أحيانا ، فإذا كان حزبا إسبانيا فاشيا و نظاما جزائريا عسكريا يحلمان بزعزعة استقرار المغرب و عرقلة مسيرته التنموية ، و الاقتطاع من أراضيه الترابية فإن حلمهم للأسف بنوه على فشل أحزابنا الوطنية ، لكن أكدت لهم مسيرة البيضاء و قبلها بعقود المسيرة الخضراء أن هذه الأرض تملك قوة خاصة لا تضاهيها أي قوة تتمثل في شعبها و مدى ارتباطه بالعرش و التراب الوطني . و الباب لا يزال مفتوحا أمام أحزابنا الوطنية لتراجع مخططاتها و طرق عملها لتكسب ود هذا المواطن. و على سبيل المثال لا الحصر، لماذا لا يتطوع حزب أو أحزاب و ينادوا بفتح ملف أراضينا المفوتة من طرف فرنسا لعساكر الجزائر، خاصة و أن أهالي الصحراء الشرقيةبشار العبادلة (...) لا يزالوا متشبثين بمغربيتهم ثابتين على أرضهم ، فمن شأن حسن تدبيرو استغلال هذا الملف المنسي أو المتناسي ، أن يخلط أوراق همجية النظام الجزائري ، خاصة إذا عرفنا أن أسباب العداء الجزائري زيادة عن أطماعهم الاقتصادية و التوسعية و عقدهم التاريخية هي مخافتهم من أن يطالب المغرب فرنسا بأراضي الصحراء الشرقية ( بشار , العبادلة , الساورة ... ) ،مادامت وثائق الفرنسيين و قبلها أرشيف العثمانيين يقران بمغربية هذه المناطق و قبائل دوي منيع و أولاد جرير و لعمور... و غيرها هنا و هناك تربطها أواصر البيعة التاريخية بالعرش العلوي ، فمتى يمتلك حزب ما الشجاعة ، و يبادر بفتح هذا الملف بشكل جدي ،و سيجد الجنود المجندة وراءه . و نفس الشيء يقال عن المدينتين المغتصبتين سبتة و ومليلية , كم يحلم المواطن المغربي عبر ربوع الوطن أن ترفرف راية بلدنا العزيز فوق هتين العدوتين السليبتين و كل الجزر التي تتكلم بالمغربية . فيا أحزابنا الوطنية الشعب المغربي عبر عن وطنيته، و شجاعته، و استعداده للدفاع عن مقدسات البلاد ، و نتمنى أن تعملوا على غرس هذه الخصال في الأجيال القادمة ، وهذه القيم النبيلة بلد بمحاولة الركوب عليها و تبنيها و إنما بالسير على منوالها, فالمواطن بعث برسائل قوية إلى من يهمه الأمر . و المغرب، سيبقى قويا بشعبه و تلاحمه بالعرش، و الأعداء فشلوا كعادتهم في زعزعة هدوء و استقراره و نتمنى أن ينجحوا في زعزعة نوم و سبات أحزابنا الوطنية ؟ العيرجي المبروك / 0615742122