كثيرة هي الحالات التي خرج فيها أبناء الصحراء لرعي أغنامهم ولم يعودا، خصوصا بالمناطق التي دارت فيها حربا طاحنة بين الصحراويين والجيش المغربي ،بعد عام 1975 . في تلك المرحلة تم زرع الألغام على طول جبهة الحرب المتحركة من طرفي النزاع {المغرب، والبوليساريو}.كان يهدف من خلالها كل طرف شل حركة الطرف الآخر وعدم التعرض لهجمات مفاجئة ،لكن بعد إنتهاء هذه المواجهات ودخول الطرفين في هدنة مؤقتة برعاية الاممالمتحدة, بقي الحال على ماهو عليه ، فالمغرب يتحجج بكونه لا يملك الخرائط التي تم بها وضع هذه الألغام ،أو كون هذه الألغام موضوعة من طرف جبهة البوليساريو،ونحن بصدد إنجاز هذا المقال تبادر الى اذهاننا سؤال مهم : هل الدولة المغربية واعية بخطورة هذا المشكل ؟ فإن كان الجواب نعم فهذه الأعذار غير كافية نظرا لأهمية أرواح المواطنين. ولتسليط الضوء أكثر على هذا المشكل من خلال إعطاء إحصائيات ولو نسبية، نجد أنه منذ عام 1975 تقريبا وإلى حدود الآن سجلت أكثر من 315 حالة وفاة وأكثر من 600 إصابة بإعاقات مستديمة جراء إنفجار الألغام . وللإجابة على سؤال قد طرحناه سابقا ، نستند الى تصريح لعضو '''بالكوركاس'''،نور الدين ضريف لإحدى الجرائد الإماراتية ،وهو أحد المدافعين عن ضحايا الألغام أكد فيه''''أن الجيش المغربي يملك خرائط واضحة ،ويستطيع إزالة الألغام متى أراد ذلك ، لكن تطهير المنطقة من الألغام لن يكون ممكنا على حد تعبيره الى حين الوصول الى السلام.'''' .من خلال هذا التصريح تأكدنا من النية المبيتة للدولة المغربية لإبقاء الحال على ماهو عليه ، ولا يهمهم إن توفي أحد المواطنين الصحراويين العزل إزاء إنفجار لغم . والخطير في الأمر كله أن نسبة 15في المائة من ضحايا الألغام لا يملكون وثائق تثبت تعرضهم للإصابة جراء حادثة إنفجار لغم ما، وبالتالي لا يتلقون تعويضا مناسبا من طرف الدولة . وختاما نجدد إستنكارنا الشديد للطريقة التي تتعامل بها الدولة المغربية مع ملف خطير كهذا ،والذي لا يقل خطرا عن بعض المشاكل الاخرى بالصحراء ، ونوجه رسالة للمسؤولين للإنتباه له وإعطائه كامل العناية، لأنه بكل بساطة يؤدي الي حصد أرواح الأبرياء وخلق تشوهات جسدية لهم في أحسن الظروف...