سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البوليساريو تخزن آلاف الألغام إسرائيلية وسوفياتية الصنع في متحف عسكري وثائق تثبت خرق الجبهة الاتفاقية العسكرية وتلقيها تمويلا دوليا ضخما لتدمير مخزونها
كشف تحريات المرصد الدولي للألغام، والمضمَّنة ضمن تقاريره التي توصلت بها «المساء»، أن مساحة كبيرة من حقول الألغام تم زرعها من قِبَل جبهة البوليساريو. وكانت عمليات «الزرع» هذه تتم بشكل عشوائي من طرف جنود الجبهة، الذين كانوا يُبْقون الألغام في مختلف الأماكن التي يمرون منها، دون ترسيم مواقع دفنها في خرائط. وأبرز المرصد الدولي للألغام، أيضا، أن البوليساريو حصلت على كمية من الألغام المضادة للأفراد، التي كانت الجبهة قد زرعتها، وعلى كمية أخرى تملكها، عن طريق استخراجها من حقول الألغام الموجودة في الجدار الأمني، والتي يتوفر الجيش المغربي على خرائطها، أي أن البوليساريو عمّقت المشكل بتغيير أماكن وضع الألغام. وقد اضطلعت المنظمة الدولية، كذلك، على مخزون البوليساريو من الألغام المضادة للأفراد، والتي تم تصنيعها في مجموعة من الدول، بينها إسرائيل، وفي دول الاتحاد السوفياتي سابقا وفي يوغوسلافيا. وهذا ما يرجح فرضية تزويد الجزائر وليبيا، في فترة الحرب الباردة، للبوليساريو بالألغام التي يتم استيرادها من المعسكر الاشتراكي. والأخطر من ذلك هو أن هذا المخزون الذي تتوفر عليه البوليساريو من الألغام غير محدد، فقد كشف المرصد الدولي للألغام، في تقريره الذي تتوفر عليه «المساء»، أن البوليساريو «قدّمت، سابقا، معلومات متضاربة عن مدى مخزونها. ففي 2002، أخبرت البوليساريو مراقب مرصد الألغام، كتابة، أنه لم يعد لديه مخزون من الألغام المضادة للأفراد، ما عدا ألف و606 ألغام للعرض في متحف عسكري. وفى يناير 2006، أخبر رئيس المهندسين في البوليساريو أن مخزون «الجبهة» يتكون من أكثر من 10 آلاف لغم مضادة للأفراد وللمركبات»، كما يفيد بذلك تقرير المرصد الدولي للألغام. ورغم اعتراف تقرير المرصد الدولي أن البوليساريو قامت بثلاث عمليات لتدمير مخزونها من الألغام، فإنه أبرز أن هذه النشاطات التي قامت بها جبهة البوليسارو تبقى محدودة ومخالِفة للقانون، مثل قيامها بتدمير الألغام دون سابق إنذار، ما يُشكّل تهديدا لأمن المغرب، يضطر معه الجيش المغربي إلى الاستنفار عند سماع دويّ الانفجارات... فقد ذكر التقرير أنه «في خطاب أمام مجلس الأمن، في أبريل 2008، أشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن انتهاكات البوليساريو للاتفاقية العسكرية رقم 1 بين المغرب والبوليساريو تضمّنت تدمير الألغام دون سابق إنذار، في 16 نونبر 2007»، يبرز التقرير نفسه. في المقابل، تحصل جبهة البوليساريو على ميزانيات كبيرة من أجل القيام بعمليات تدمير لمخزونها من الألغام، إذ كشفت وثيقة مضمَّنة في تقرير المرصد الدولي للألغام أن مجموع التمويل الدولي المخصص لمكافحة الألغام في الصحراء هو 894 ألفا و808 دولارات، لسنة 2007 لوحدها. وقد تم هذا التمويل من طرف منظمة مكافحة الألغام الأرضية في النرويج، بقيمة 768 ألفا و600 دولار، كما ساهمت اليابان بميزانية بلغت 126 ألفا و208 دولارات، ضمن خدمة الأممالمتحدة لمكافحة الألغام.