لايزال مشكل الألغام في المناطق الجنوبية للمغرب يلقي بظلاله ويشكل خطرا حقيقيا على سكان المنطقة ويعرضهم يوميا للخطر. وفي هذا الإطار ،تعرضت أخيرا شاحنة عسكرية ب«البكاري» التابع لنفوذ إقليم اوسرد ،وعلمت «العلم» من مصادر مطلعة بأن الشاحنة كانت تقل مجموعة من الجنود أصيب خمسة منهم بجروح متفاوتة الخطورة بينهم ضابط برتبة عقيد أوصفت حالته بالحرجة،الضحايا جميعهم نقلوا على مثن طائرة مروحية على وجه السرعة إلى المستشفى العسكري الرابع بالداخلة لتلقي العلاجات الأولية،ويعد هذا هو الانفجار الثالث من نوعه بعد أيام قليلة من انفجارات متتالية شهدتها المنطقة والتي خلفت العديد من الضحايا في صفوف المدنيين والعسكريين. اعتبرت منظمة «لاند مين أكشن» البريطانية غير الحكومية الصحراء المغربية،واحدة من عشرمناطق خطرة بفعل القنابل العنقودية والذخائر غير المتفجرة، وتقدرالمنظمة وجود ما بين 3 إلى 10 ملايين لغم مزروعة بالمنطقة التي تاتي في مقدمة البلدان الملوثة بالقنابل العنقودية التي يصعب التعامل معها هذا بجانب ملايير الذخائر والاجسام الغريبة والخطيرة التي تشوه وجه الطبيعة وتسممها وتظل خطرا مداهما على الحياة في منطقة اعتاد اهلها على الترحال بين المراعي الشاسعة والبراري الواسعة وسط صحراء مترامية الاطراف. وأفاد تقريرأممي بأنه تم اكتشاف عدة مواقع تم فيها تحطيم آلاف القطع من هذا النوع ، بما في ذلك مخزون من ألغام مضادة للافراد . وأشاد التقرير بالمجهودات التي تبذلها القوات المسلحة الملكية المغربية في القضاء على هذه الآفة التي مافتئت تحصد المزيد من الأرواح يوميا. ولاحظ التقرير الانتشار الواسع للالغام والبقايا غير المتفجرة بما في ذلك المناطق التي يعمل فيها المراقبون العسكريون وشاحنات الامداد التابعة للمينورسو التي تشكل مصدر انشغال كبير . و نبه التقرير إلى أن سلامة السكان المحليين تبقى في خطر دائم. فكل شهر يموت المدنيون ومواشيهم ويتعرضون للجروح في حوادث ألغام، ومن المحتمل أن تزداد الأعداد. وكانت المينورسو أقامت اتصالات مع برنامج الاممالمتحدة للتنمية في موريتانيا ومع السلطات الموريتانية لتبادل المعلومات وتسهيل نزع الالغام على طول الحدود بين المغرب وموريتانيا ولبدء برنامج توعية حول الالغام. واوصي التقرير بالعمل من اجل مكافحة هذا الوباء ، ومن أجل التعاون التام مع منظمات غير حكومية محتملة لمكافحة آفة الألغام في الإقليم، مشيرا إلى أن العمل يحتاج إلى تخصص عالٍ، ويحتاج إلى الخبرة والتجربة معاً. ولاحظ تقرير الامين العام بان الخرائط والمعطيات التي تعمل عليها بعثة الميورسو في المنطقة ، مسها التقادم وفي حاجة للتحديث منذ تاسيسها ، ظلت المينورسو تعمل على أساس خرائط جوية متجاوزة وذات مقياس كبير. وتجدر الإشارة إلى أن فعاليات المجتمع المدني تطالب تحديد خريطة زرع الالغام بأقاليمنا الجنوبية.وهو الأمر الذي يبدو صعب التحقيق إلى الآن ،فالمنطقة كانت مسرحا لحرب عصابات قادتها جبهة البوليساريو الانفصالية التي كانت تعتمد أساسا تقنية زرع الألغام تحت الأرض.