صادف تاريخ 4 أبريل اليوم العالمي للتوعية بخطورة الألغام، وبهذه المناسبة بادرت الجمعية المغربية الصحراوية لضحايا الألغام بمدينة الداخلة، والتي تضم ذوي ضحايا الألغام أو المصابين بعاهات مستديمة من جراء انفجار الألغام، إلى تنظيم ندوة حول الموضوع، تدارس خلالها المشاركون سبل القضاء نهائيا على الألغام التي خلفتها «البوليساريو» قبل بناء الجدار الأمني، وإنصاف ذوي الضحايا. كما طالب المشاركون بتدخل الدولة لحماية الأبرياء من خطورة الألغام وتحديد خريطة توضح الأماكن التي توجد بها الألغام ووضع لوحات للتشوير وتوجيه المواطنين لتفادي انفجار الألغام، والتفكير في إنشاء محميات طبيعية في هذه الأماكن. تفيد الإحصائيات أن العدد الإجمالي لضحايا الألغام المسجلين منذ 1975 إلى اليوم، بلغ أكثر من 2144 ضحية، توفي 534 منهم. ويتوزع الضحايا على 1933 فردا ينتمون إلى صفوف الجنود، توفي منهم 494، و211 حالة في صفوف السكان المدنيين، توفي 56 منهم. ورغم أن السلطات قالت إنها اتخذت عددا من التدابير من أجل توعية السكان لتفادي وقوع أي حادث، منها إطلاق حملة تحسيسية واسعة بالمناطق المشتبه في وجود ألغام بها، وحصر المحاور والمناطق التي جرى تطهيرها من أجل حماية السكان الرحل، وتدريب العسكريين في المنطقة الجنوبية على رصد وتحديد وتدمير الألغام غير المفجرة، فضلا عن تعزيز التعاون بين السلطات المدنية والعسكرية بهدف إبلاغ هذه الأخيرة، وبشكل دائم، بالعثور على أية ألغام أو فخاخ أو غيرها من طرف السكان المحليين. بالرغم من ذلك تطالب هيئات حقوقية ومدنية ب«اتخاذ قرار سياسي للقيام بحملة واسعة لاجتثاث ما تبقى من الألغام بصفة نهائية، معتبرة أن هذه الألغام التي ما تزال منتشرة بشكل عشوائي في بعض المناطق بالأقاليم الجنوبية، تعيق التنمية البشرية من رعي وفلاحة. وفي الوقت الذي تطالب الجمعية المغربية الصحراوية لضحايا الألغام وعدد من الهيئات الحقوقية والمدنية الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات الضرورية لوقف النزيف الدموي الناجم عن مخلفات الألغام التي تحصد أرواح الأبرياء، أودت الألغام، منذ بداية العام الحالي، بالشاب بوجمعة بوديا، فيما أصيب السالك بونيلا بجروح، بعدما انفجر بهما لغم وهما على متن سيارة ذات دفع رباعي بمنطقة لبيرات، وقبل هذا الحادث بقرابة أسبوع انفجرت قنبلة في المجال الحضري لبلدية الزاك أسفرت عن إصابة افضيلي الشركاوي وعبدالله بلا بجروح متفاوتة الخطورة، وحسب إحصائيات الجمعية فهناك 52 من الضحايا بالجهة في الوقت الذي تتحدث مصادر أخرى عن عدد أكبر من الضحايا. وأفاد علي بومراح في شهادة له بأنه الضحية الوحيد الذي بقي على قيد الحياة يعيش برجل واحدة (انظر الصورة) حين تعرض لانفجار لغم سنة 1987 بمنطقة العين البيضاءبجنوبالداخلة، حيث توفي على إثر هذا الانفجار خمسة أشخاص من بينهم والده، وفي سنة 1994 أصيب عدد من الأشخاص في انفجارين تم تدمير سياراتهم بالكركرات، ما زال اثنان منهم يعانيان أزمة نفسية حادة. وتكرر نفس الشيء بداية 1995 حين توفي طالب وفقد شخص آخر اثنين من أصابع يده. وفي 2004 وقعت انفجارات ذهب ضحيتها شخص بترت رجله اليمنى بالعين البيضاء، وسنة 2005 تعرض شخص آخر لحروق في وجهه بمنطقة المكسيمات. الشيء الذي يظهر عدم نجاعة الحملات التمشيطية وتهرب الدولة من النهوض بأوضاع ضحايا هذه الآفة وإعادة تأهيلهم جسديا واجتماعيا ونفسيا وتوفير الرعاية الطبية لهم حسب إفادة بيان صادر عن فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بآسا الزاك. 64 ألف لغم في 26 سنة أفادت مصادرنا أن الفرق المغربية استطاعت منذ بداية عملية إزالة الألغام بالأقاليم الجنوبية في سنة 1980، جمع وتدمير 20 ألفا و469 لغما مضادا للدبابات و44 ألفا و253 لغما مضادا للأشخاص، زرعت بشكل عشوائي من قبل «البوليساريو» والجنود الجزائريين، الذين كانوا يقومون بعمليات تسلل داخل الصحراء المغربية. وقامت الفرق المغربية لإزالة الألغام بجمع وتدمير3201 لغم مضاد للدبابات، زرعها «البوليساريو» في وادي درعة، و16 ألف و411 لغما مضادا للدبابات و43 ألف و652 لغما مضادا للأشخاص في الساقية الحمراء، وكذا 857 لغما مضادا للدبابات و601 لغم مضاد للأشخاص في وادي الذهب. وتعتمد عمليات زرع الألغام على طرق عشوائية لا تخضع لأية قاعدة، من خلال نشرها في جميع المحاور التي يحتمل أن تمر منها القوات المسلحة الملكية والسكان المدنيون، بحيث لا يجري تجنب مناطق الرعي ولا المناطق المحاذية للتجمعات السكانية، بيد أنه إبان السنوات الأولى للنزاع، كان الجنود الجزائريون يتوغلون داخل التراب المغربي إلى جانب «البوليساريو»، إذ تم أسر المئات منهم خلال معركة “أمغالا” في يناير 1976. مقاربة الدولة لملف الألغام من أجل توعية السكان وتفادي وقوع أي حادث، اتخذت السلطات ما أسمته سلسلة من التدابير، منها حملة تحسيسية واسعة بالمناطق المشتبه في وجود ألغام بها، والمحصاة أصلا، لفائدة السكان المحليين والتشكيلات العسكرية والسكان المدنيين، إضافة إلى حصر المحاور والمناطق التي جرى تطهيرها من أجل حماية السكان الرحل، وتدريب العسكريين في المنطقة الجنوبية على رصد وتحديد وتدمير الألغام غير المُفجرة، فضلا عن تعزيز التعاون بين السلطات المدنية والعسكرية بهدف إبلاغ هذه الأخيرة، وبشكل دائم، بالعثور على أية ألغام أو فخاخ أو غيرها من طرف السكان المحليين. ومن بين إجراءات الدولة تطهير المحاور والمناطق المخصصة للتظاهرات الرياضية ذات الصيت العالمي كالراليات والطوافات ورحلات النزهة. وبالرغم من جميع التدابير الوقائية التي اتخذت وأهمية الإمكانيات التي جرى تسخيرها، فإنه لم يكن من الممكن تفادي وقوع الحوادث، نظرا لكثافة الألغام المزروعة من قبل الانفصاليين، وعدم وجود خرائط لأماكن زرعها. ويجري إسعاف وإجلاء الضحايا، حسب المصدر نفسه، «بشكل منتظم بواسطة وسائل القوات المسلحة الملكية باتجاه أقرب المراكز الاستشفائية المدنية أو العسكرية حيث يجري التكفل بهم بشكل تام». وسعيا إلى تعزيز البنية الاستشفائية التحتية للمنطقة الجنوبية، أقامت القوات المسلحة الملكية أخيرا مستشفى عسكريا بكلميم، ومركزا طبيا جراحيا بأكادير يتوفران على التخصصات المطلوبة، ويساهمان بشكل ملموس في التقليص من مدد الإجلاء والتدخل. بالإضافة إلى الضحايا المدنيين والعسكرين، يتحدث بعض سكان الأقاليم الجنوبية، أن عددا كبيرا من المواشي (الإبل والأغنام) يذهب ضحية انفجار ألغام من حين إلى آخر بالمناطق الرعوية، مطالبين السلطات بضرورة تسريع وتيرة تطهير الأقاليم الجنوبية من الألغام التي تتهدد الإنسانية، والعمل على إعادة البسمة والطمأنينة إلى السكان. وفي هذا السياق، قالت السلطات إنها قامت بما أسمته “سلسلة من التدابير في محاولة لإزالة ما تبقى من هذه الألغام، وتأتي عملية توعية السكان وتفادي وقوع أي حادث ضمن الأولويات المسطرة، إذ جرى إطلاق حملة تحسيسية واسعة بالمناطق المشتبه في وجود ألغام بها، وكذا تحديد المحاور والمناطق التي جرى تطهيرها من أجل حماية السكان الرحل، وتدريب العسكريين في المنطقة الجنوبية على رصد وتحديد وتدمير الألغام غير المفجرة، فضلا عن تعزيز التعاون بين السلطات المدنية والعسكرية بهدف إبلاغ هذه الأخيرة، وبشكل دائم، بالعثور على أية ألغام أو فخاخ أو غيرها من طرف السكان المحليين” على حد قول المصدر نفسه. مطالب الضحايا والمجتمع المدني شددت الجمعية المغربية الصحراوية لضحايا الألغام بالداخلة المؤسسة عام 2004، والتي انخرط بها 52 شخصا من ضحايا الألغام، على ضرورة التعبئة الشاملة لتنقية الأقاليم الجنوبية من هذه الآفة وحماية الأفراد. وقال رئيس الجمعية المذكورة في تصريح ل«المساء» إن الأهداف التي أنشئت من أجلها هي مساعدة ضحايا الألغام على التغلب على الصعوبات التي تعترضهم. وتنظيم حملات توعية للمواطنين حول أخطار الألغام ومخلفاتها.وتنشيط الحقل الثقافي بفتح المجال أمام مبادرات الأنشطة الثقافية والرياضية والإعلامية لصالح الضحايا، والعناية بعائلات ضحايا الألغام، مع إحياء بعض التظاهرات ذات العلاقة، والتواصل مع جمعيات محلية و دولية تعمل في نفس المجال، وتأطير الضحايا والمطالبة بالتعويض المادي والمعنوي لهم. وفي نفس السياق طالبت الجمعية بالمساعدة في إنشاء مقر لها بمدينة الداخلة، وتقديم بعض التجهيزات اللازمة، والعمل على رسم خريطة جديدة توضح أماكن وجود الألغام من طرف الجهات والمصالح المعنية، والقيام بإزالة أو تفجير تلك الألغام. ومن جهة أخرى تحديد المواقع المشتبه بوجود ألغام بها ووضع علامات تنبيه بكل منها. وأكدت على ضرورة إجراء حوار شفاف مع الضحايا والاستماع إلى مطالبهم وتفعيل هذا الحوار من أجل التخفيف من معاناتهم و تعويضهم عن الأضرار التي لحقتهم جراء هذه الألغام. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في وقت سابق قد دعت السلطات المغربية إلى توفير الحماية الممكنة للسكان المدنيين، استنادا إلى اتفاقية جنيف. ضحايا يطالبون بالإدماج والتعويض وتطالب الجمعية بإدماج الضحايا وتعويضهم المادي والمعنوي، ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع، خاصة أن معظمهم يعاني من عاهات مستديمة. وقال حسن الوالي عضو الجمعية، إنهم عقدوا في هذا الإطار لقاءات وكتبوا إلى جهات عديدة من أجل العناية بمطالبهم، وطرحوا مشاكل المنخرطين في الجمعية، لكن لم يتوصلوا لحد الساعة بأي رد، مشيرا إلى أن الجمعية راسلت باقي الجهات المعنية، لكن الأمور ما تزال جامدة. ويشير مسؤولون في الجمعية إلى أنها تحتاج إلى الدعم من أجل القيام بحملات تحسيسية، وإنشاء مركز صحي لصناعة الأعضاء والترويض، ومساعدة المعطوبين الذين هم في حاجة لإجراء عمليات جراحية، مؤكدا أنهم لم يتلقوا منذ إنشاء الجمعية أي دعم من الجهات المنتخبة والسلطات علما أن جمعيات مماثلة بالسمارة وغيرها حصلت على دعم مادي من طرف مجلس الجهة. وأكدوا أن عدد الضحايا الذين أحصتهم الجمعية منذ سنة 2004، بلغ أزيد من 50 شخصا بالداخلة وحدها، قضوا في حوادث متفرقة. خطر يهدد الإنسانية تظل الألغام الأرضية وغيرها من مخلفات الحرب القابلة للانفجار تهدد وتشوه وتقتل بشكل عشوائي بعد وقت طويل من انتهاء العمليات العدائية. وعادة ما تتسبب هذه الألغام والمخلفات في إصابات شديدة للأفراد، بما في ذلك بتر طرف أو أكثر، ويكون غالبية ضحاياها من المدنيين، إذ يصابون بعجز دائم، وبالتالي يحتاج الناجون منهم إلى رعاية طويلة المدى. وتتضمن الاحتياجات الإنسانية تقديم المساعدة مدى الحياة لرعاية الضحايا وإعادة تأهيلهم وإعادة دمجهم في المجتمع اقتصاديا واجتماعيا، بالإضافة إلى اتخاذ تدابير للحيلولة دون وقوع المزيد من الإصابات. ولتحقيق هذه الأهداف تقدم اللجنة الدولية للصليب الأحمر المساعدة للمرافق، التي توفر رعاية الطوارئ والمستشفيات ومراكز إعادة التأهيل البدني في البلدان المتأثرة بالألغام. كما تدعم اللجنة الدولية أيضا، بالتعاون مع الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، التدابير الوقائية الرامية إلى حماية الناس من القتل أو الإصابة بواسطة الألغام أو الذخائر التي لم تنفجر، وتتضمن هذه التدابير تيسير الحصول الآمن على المياه والغذاء وغير ذلك من ضرورات الحياة الأساسية. المواقع الأكثر تلغيما < ضريع الكلبة جنوب أسا الزاك بنحو 80 كيلومترا < المحبس < لحمادة اعريريض وتمكليت البيضاء رأس السبيطي < تويزكي < سكيكمة أم رجيم < مريزيكة الزاك < السمارة ونواحيها جل المواقع في جماعة لبيرات التابعة إداريا لآسا الزاك وفي جهة الداخلة توجد الألغام في هذه المناطق : < بئر كندوز: منطقة الصفية الدخيلة < لمهيريز -سبخة تنمد < لمحاريات الشيارات الزلكات < لكريكشة أكريَّر أطيك < آعظيم الحلاب < زملة لحبالية (تعد أكبر منطقة مزروعة بالألغام) بوزكيريرة كرارة لرجامكرارة فرالٍّي حذيبة < كنتة صليينة سبخة فارس <انتاوتالت < منطقة إمليلي: وركنات واد الحولي < منطقة آوسرد :بوكفة (مورد مائي) < معطى الله (مورد مائي) < الجديريات أوسرد لكلات بولرياح دومس < أغيلاس لعراكيب إنييان الكزمريات ضواحي أو ادريكة < منطقة العركوب:أكراير الطافلات أم ورك < منطقة بئر انزران: مدينات آقراشا < رك لمحون نكجير الواد لبيظ جنوب بئر أنزران ويشكل الحزام الممتد من السمارة إلى آسا الزاك الأكثر التهابا، إذ إن حياة البدو بدأت تضيق، حتى أن بلدية أسا الزاك نفسها انفجرت بها عدة ألغام، وأسفرت عن ضحايا.