طالبت الجمعية المغربية الصحراوية بجهة وادي الذهب لكَويرة، بنزع الألغام من المناطق الجنوبية والتي بقيت منذ اندلاع الصراع والاقتتال المسلح بين الجيش المغربي وجبهة البوليساريو منذ 1975، أي قبل إنجاز الجدارالأمني العازل، نظرا للمخاطر التي أضحت تشكلها تلك الألغام المدفونة عشوائيا في وقت سابق بالصحراء المغربية، وخاصة أنها حصدت العديد من الضحايا وخلفت عاهات مستديمة وخسائرمادية بلغت حسب إحصائيات ذات الجمعية حوالي 25قتيلا و52جريحا ومعاقا، أغلبهم لم يتم تعويضهم إلى حد الآن. جاء هذا في الندوة التحسيسية التي نظمتها الجمعية المذكورة يوم السبت 4أبريل2009،بمقر دارالشباب بمدينة الداخلة تحت شعار «من أجل أرض بلا ألغام»، وذلك احتفالا باليوم العالمي للتحسيس بمخاطر الألغام، والتي حضرها ضحايا الألغام ذوو العاهات المستديمة وعائلات المتوفين بسبب انفجارألغام بعدة مناطق بالجهة، حيث قدمت الجمعية المذكورة عدة حالات من هذا النوع. وحسب الإحصائيات والمعطيات المتوفرة لدى الجمعية، فعدد الضحايا وصل إلى حد الآن بجهة وادي الذهب لكَويرة الى سبع حالات استطاعت الجمعية تسجيلها سواء في الوفيات أو ذوي العاهات، في الوقت الذي تشير فيه مصادرأخرى إلى أن العدد أكبر من ذلك. وحسب الشهادة التي أدلى بها الضحية /البحار «علي بومراح» سجلت الجهة أول حادثة انفجارللألغام سنة1987،بمنطقة العين البيضاءبجنوبالداخلة وشمال منطقة راس بارباس على بعد145كلم جنوبالداخلة،حيث توفي على إثرها خمسة أشخاص من بينهم الكصابي والهويبة وبومهدي..وبعد هذا الحادث المأساوي أصيب شاهد عيان/بومراح علي، بلغم مضاد للأفراد في18غشت1987،حيث بترت رجله اليسرى. وفي سنة1994أصيب سيدي أحمد عيلال، بمنطقة الكَركَرات، بإصابة جسدية متفرقة أحدثت له أزمة نفسية بعد تدمير شاحنته. ونفس الشيء وقع في السنة نفسها للمسمى محمد الديبا بمنطقة أوحيفرت حيث أصيب في رجله، وتم تدمير سيارته من نوع لاندروفير. يوم 9يناير1995، توفي الطالب بويا ولد الوالي في حادث انفجار لغم بسيارته لاندروفير.كما فقد سعيد البهاوي اثنين من أصابعه في حادثة مماثلة.وبتاريخ21أبريل2004، أصيب مولود الزروالي بالعين البيضاء وبالضبط بمصيدة تشيكا، ببتر قدمه اليمنى وبجروح بليغة في أرجله. ونفس الشيء وقع للمسمى فراجي كزيزة حيث انفجر به لغم بتاريخ 23ماي 2005 بمنطقة لمكسيمات، مما أدى إلى بتر في قدمه اليمنى وحروق على مستوى رجله اليسرى. هذا ومازالت الألغام المدفونة بعدة مناطق تصطاد من يجول حولها، حيث حصدت بداية هذه السنة ضحية أخرى بتاريخ فاتح فبراير2009. وهذا وطالبت الجمعية التي لم تستطع الحصول على ترخيص إلا في أواخر السنة الماضية في الوقت الذي مضى على تأسيسها أربع سنوات، بالمساعدة في إنشاء مقر للجمعية وتقديم بعض التجهيزات اللازمة،والمطالبة برسم خريطة جديدة توضح أماكن تواجد الألغام من طرف الجهات والمصالح المعنية، والقيام بإزالة أو تفجير الألغام وتحديد المواقع المشتبه بها وتعويض الضحايا وعائلاتهم.