هدد قيادي بجبهة البوليساريو بالتدخل العسكري لمنع المسيرة، التي تعتزم جمعية الصحراء المغربية تنظيمها يوم 27 يناير الجاري باتجاه المنطقة الأمنية العازلة تفاريتي. وقال خليل سيدي محمد، وزير ما يسمى بالأرض المحتلة والجاليات في الحكومة الصحراوية، في تصريح ل«المساء»، إنه إذا لم تتدخل الأممالمتحدة، التي تشرف على وقف إطلاق النار ما بين الجانب المغربي وجبهة البوليساريو، وتجاوزتها الأحداث، فإن جبهة البوليساريو على كامل الاستعداد لمواصلة الدفاع عن المشروعية وعن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي». وأضاف في السياق ذاته: «إذا تجاوزت الأحداث الأممالمتحدة، فإن البوليساريو لديها كامل القدرة على الرد على أي تجاوز وأي تحد»، حسب تعبيره. إلى ذلك، كشف رضا الطاوجني، رئيس الجمعية الداعية إلى هذه المسيرة، عن تلقيه لتطمينات وضمانات أمنية من قبل القوات المسلحة الملكية المغربية بتأمين قافلة المشاركين في هذه المسيرة. وأوضح الطاوجني، في تصريح ل«المساء» قائلا: «لقد أعطونا ضمانات بأن الجنود المغاربة سيكونون على أهبة الاستعداد للرد على أدنى استفزاز من قبل عناصر البوليساريو». وأكد الطاوجني أن عدد المشاركين في هذه المسيرة قد ارتفع إلى 2914 مشاركا، من بينهم أفراد يمثلون 13 حزبا و42 جمعية إلى جانب عدد من الأسرى المغاربة السابقين في سجون البوليساريو وقياديين في الجبهة التحقوا بأرض الوطن. وحسب الطاوجني، فإن المشكل المطروح لدى الجمعية يتعلق بأمور لوجيستيكية، بعد ارتفاع عدد المشاركين في المسيرة، خصوصا ما يتعلق بتوفير وسائل النقل الكافية والمبيت والأدوية والأطر الطبية التي ستصاحب المشاركين، مشيرا إلى أن رجال أعمال من المناطق الجنوبية أكدوا للجمعية دعمهم لهذه المبادرة، وأنهم سيتكفلون بتمويل كل ما تحتاجه من وسائل نقل وكافة متعلقات هذه المسيرة التي ستنطلق فجر الأحد القادم. ووفرت الجمعية 154 سيارة رباعية الدفع و12 شاحنة ثمانية الدفع لها قدرة على السير في الطرقات غير المعبدة، وهي بحاجة إلى 100 سيارة أخرى رباعية الدفع و20 شاحنة. وبخصوص الدور الذي سيضطلع به الجيش خلال هذه المسيرة، أوضح الطاوجني أنه خلال اللقاء التنسيقي الذي جمعه بمسؤولين بالقوات المسلحة الملكية، رفض الكشف عن هويتهم، أكدوا أنهم سيراقبون المسيرة عن بعد، ولن يكون لهم أي تدخل في ما يخص تنظيم المسيرة، وأن تدخلهم سيتم فور حدوث أي تهديد أو لتفادي خطر الألغام المزروعة على الطريق. وكشف الطاوجني أنه لدى المنظمين خرائط الألغام المزروعة على الطريق التي ستسلكها القافلة، مشيرا إلى أن الطريق ستكون مؤمنة، حيث سيتولى عسكريون سابقون مشاركون في هذه المسيرة التعاطي مع أي مشكلة تعترضهم في هذا المجال. وبخصوص الأهداف الكبرى المتوخاة من تنظيم هذه المسيرة، أوضح رئيس الجمعية أنها تكمن في استرجاع الأراضي المغربية، إلى جانب توجيه رسالة إلى المنتظم الدولي قصد وضع حد للاستفزازات المتكررة لجبهة البوليساريو على طول المنطقة الأمنية العازلة. وحول التهديدات المتكررة لجبهة البوليساريو بالتدخل العسكري لمنع هذه المسيرة، قال الطاوجني إنهم لا يأخذون بجدية هذه التهديدات. ومن المقرر أن تعقد الجمعية يومه الأربعاء ندوة صحفية بالرباط للإعلان عن التدابير وآخر المستجدات المتعلقة بهذه المسيرة.