في الصورة عبد العزيز المراكشي زعيم "البوليساريو" بدأت في قاعدة تفاريتي العسكرية بالصحراء الغربية "السليبة" أعمال مؤتمر الشعب العام لجبهة البوليساريو, وسط توقعات باتخاذ قرار بشأن مقترح استئناف العمل المسلح. يشارك في المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام أكثر من 2000 عضو من أعضاء الجبهة, حيث ستكون هذه هي المرة الأولى التي تدرج فيها مسألة الإعداد للحرب ضمن إستراتيجية الجبهة منذ 16 عاما. وكان مصدر مسؤول بجبهة البوليساريو قد كشف عن مساع لزعماء الجبهة التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية "السليبة" لاستئناف العمل المسلح ضد المغرب حتى أثناء التفاوض مع الرباط بشأن مصير المنطقة. ونقلت رويترز عن محمد بيسط المسؤول بالجبهة أنه "لنيل السلام ينبغي أن تكون مستعدا للحرب، من المؤسف ألا تنال السلام دون الحرب لكن هذا حال الجنس البشري". ويأتي المؤتمر وسط انتقادات رسمية مغربية اعتبرته انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين, بينما تعتبر بوليساريو تمسك المغرب بالحكم الذاتي من دون استفتاء تعنتا إضافيا. وقد طالبت الحكومة المغربية الأممالمتحدة بمنع انعقاد هذا المؤتمر، وقالت في رسالة إلى الأمين العام بان كي مون إن المؤتمر "يهدد استقرار منطقة المغرب العربي كما يهدد المحادثات المقررة الشهر القادم بين الجانبين". كما اتهمت الحكومة في الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية ب"السلبية" لعدم تعاملها مع إعلان جبهة البوليساريو عن تنظيم مؤتمرها في المنطقة "العازلة". "" ودعت الرسالة الأممالمتحدة إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لمواجهة ما وصفتها بالمناورات الخطيرة والاستفزازية "التي تهدد السلام والاستقرار في المنطقة". ووصفت الرسالة جميع الأنشطة التي تتم في منطقة تفاريتي العسكرية بالصحراء الغربية "السليبة" بأنها غير قانونية على الإطلاق", معتبرة أن المنطقة التي توجد بها تيفاريتي "تشكل جزءا لا يتجزأ من أراضي الصحراء المغربية". يشار في هذا الصدد إلى أن المغرب والبوليساريو عقدا جولتين من المحادثات برعاية الأممالمتحدة هذا العام, ومن المقرر عقد جولة محادثات ثالثة بين السابع والتاسع من يناير المقبل. وينتظر أن تتركز المحادثات المرتقبة حول خطة مغربية تعرض حكما ذاتيا محدودا للصحراء غير أن بوليساريو تقترح إجراء استفتاء يكون الاستقلال أحد خياراته. في هذه الأثناء بدأت في منطقة تيريس على الحدود الصحراوية الموريتانية تظاهرات عمت عددا من الأماكن بتوجيه من حركة تسمي نفسها حركة الشهيد وهي حركة معارضة لجبهة البوليساريو. وقد نظمت هذه المظاهرات تزامنا مع انعقاد مؤتمر جبهة البوليساريو للتنديد بما قد يخرج عن هذا المؤتمر من قرارات.