اطلعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بعد ظهر الخميس بالسمارة, على المجهودات التي يبذلها المغرب لنزع الألغام من الأقاليم الجنوبية، حيث تراجع عدد ضحايا هذه الآفة خلال السنة الجارية. واستمع عضوا اللجنة، المكونة من السيدة كلير ممثلة الصليب الأحمر بشمال إفريقيا والسيد سيردجان جوفا نوفيك مستشار شؤون الألغام بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا, إلى العروض والشهادات التي قدمها مسؤولون عموميون ومدنيون حول الإنجازات التي تم تحقيقها في هذا الميدان، وإلى العوائق التي لا تزال قائمة في وجه نزع شامل للألغام بالأقاليم الجنوبية للمملكة. وقال السيد نور الدين ظريف العضو المؤسس لجمعية ضحايا الألغام، الذي حضر هذا اللقاء، إن المحادثات التي أجرتها اللجنة مع المسؤولين بالإقليم تناولت الجوانب المتعلقة بأهم التطورات الجارية ميدانيا بالأقاليم الجنوبية للمملكة، خاصة ما يتعلق بموضوع نزع الألغام. وأوضح السيد ظريف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن اللجنة سجلت التراجع الكبير في عدد ضحايا الألغام بالأراضي الصحراوية المغربية وذلك بفضل المجهودات التي تبذلها الفرق المختصة التابع للقوات المسلحة الملكية في نزع الألغام بهذه المناطق, وكذا بفضل الحملات التحسيسية التي تقوم بها السلطات الإقليمية بتعاون مع جمعية ضحايا الألغام منذ السنة الماضية. وأكد في هذا الصدد أنه بفضل هذه التدخلات، طبقا للتعليمات الملكية السامية من أجل تنقية الأقاليم الجنوبية من آفة الألغام، لم يتم خلال السنة الحالية تسجيل سوى أربع حالات فقط من ضحايا الألغام، من بينهم الأطفال الثلاثة الذين أصيبوا مؤخرا بلغم بضواحي السمارة حيث كانت إصابتهم خفيفة، حسب المصادر الطبية, موضحا أن الحملة التحسيسية التي قامت بها السلطات الإقليمية بمعية شركائها المدنيين والعسكريين كان لها الأثر البالغ على تقلص عدد الضحايا. وقد شملت هذه الحملة التحسيسية فئات متنوعة من سكان الصحراء خاصة منهم الأطفال وكسابي الماشية ومستعملي الطريق، كما تم وضع إشارات وعلامات تحذيرية بالمناطق التي يشتبه في احتوائها على ألغام, وتوزيع مطويات على عموم ساكنة الإقليم. وتمت الإشارة خلال هذا اللقاء إلى العناية التي توليها الدولة المغربية لضحايا الألغام حيث استفاد عدد منهم، ممن يتوفرون على الإثباتات القانونية، من التعويضات المالية ومن المتابعة الطبية، بما في ذلك توفير الأطراف الاصطناعية بالإضافة إلى العناية التي تحظى بها هذه الفئة في إطار برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. ووجه المسؤولون المحليون، بهذه المناسبة، نداء عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى الأطراف الأخرى من أجل إمداد الفرق المغربية المختصة بخرائط الألغام. كما تم التطرق إلى الحاجة الملحة لتزويد الإقليم ببعض سيارات الإسعاف ذات الدفع الرباعي المجهزة بالمستعجلات الطبية, ونقل بعض الحالات القليلة من الضحايا, وعددها أربعة أشخاص لمتابعة بعض العلاجات الدقيقة بالخارج. ويرتقب أن تواصل اللجنة الدولية للصليب الأحمر جولتها بالأقاليم الجنوبية بعد زيارتها لكل من العيونوالسمارة حيث ستحل اليوم بمدينتي الداخلة وأوسرد. وللإشارة فإن عددا كبيرا من الألغام, خاصة منها الألغام المضادة للأفراد، قد تم زرعها عشوائيا على يد عناصر «»البوليساريو»» والجيش الجزائري الذي كان ينتهك الحدود المغربية الجزائرية من جهة الجنوب خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي, وأخرى من مخلفات الاستعمار الإسباني.