قُتل، نهاية الأسبوع الماضي، مواطنٌ من آسا جراء انفجار لغم أرضي، فيما أصيب ابنه إصابة خطيرة في الوجه جراء تناثر شظايا اللغم، وهي الإصابة التي استدعت نقله إلى المستشفى الإقليمي قبل أن يتم توجيهه إلى المستشفى العسكري في كلميم حيث لازال يرقد تحت الإشراف الطبي. وحسب مصدر من داخل المستشفى، فإن حالة المصاب لم تستقر بعد، بينما فارق والده الحياة في مكان الانفجار، وكان الأخير المسمى (ر.أ) والمتحدر من قبيل أيت أوسى، يبلغ من العمر 50 سنة، وخلف وراءه أربعة أطفال. وقد وقع الحادث بالقرب من خيمة الهالك، فبينما كان يقوم بجولة رفقه ابنه، البالغ من العمر 15 سنة، بجانب المكان الذي نصبت فيه الخيمة، على متن سيارة من نوع (لاندروفير) إذ انفجر اللغم ليفارق الأب الحياة في عين المكان وينقل الابن إلى المستشفى الإقليمي في آسا. ويذكر أن الألغام المزروعة في الصحراء تخلف وراءها أرواحا بشرية سنويا، وتعود هذه الألغام إلى حقبة الحرب التي كانت قائمة بين القوات المسلحة الملكية وجبهة البوليساريو، بسبب النزاع حول الصحراء. ورغم الاتفاقيات الموقعة من أجل إزالة تلك الألغام المطمورة في منطقة الصحراء، فإن الوضع لا يزال على حاله لأن خرائط زرع الألغام غير معروفة، مما يستمر في تهديد حياة الرحل في وسط الفيافي القاحلة. وأكد فاعل حقوقي، في اتصال أجرته معه «المساء»، أن مسؤولية الحكومة المغربية عن إيجاد حل لهذا المشكل ستظل قائمة حتى إزالة كل هذه الألغام حفاظا على أرواح المواطنين. ومن جهة أخرى، فقد عقد اجتماع على مستوى شيوخ ووجهاء وشباب قبيلة أيت أوسي، في مدينة آسا، أثناء حفل التأبين الذي نظم في منزل عائلة الهالك، بعد أن عم الاستياء والاستنكار لتهاون المسؤولين المعنيين، حيث تم الاتفاق على إثارة انتباه الجهات العليا إلى ضرورة التدخل حماية لأرواح الرحل الذين يتصارعون مع موجات الجفاف وانفجار الألغام بمراعيهم.