الطالب الباحث دشن المغرب مند وقت بعيد عهدا جديدا متجددا من مسلسل الإصلاح وإعادة الإصلاح ,و بعد عشارية من إجترار الفشل لم تفلح في تطبيق شعارات هلل وطبل لها النظام عبر أبواقه , حيت سرعان ما زالت المساحيق التي لطاما اخفت من ورائها الوجه البشع ,وجه الواقع المر الأليم لتعليم لطالما أعتبر سر تقدم الشعوب وازدهار الأمم, فكان الموعد هذه المرة مع مخطط الإستعجال والإرتجال وصمة عار أخرى في جبين منظومة تعليم فاتها الركب وعف عنها الزمن , سنتان مرتا ولم نرى للإصلاح اي اثر بل مزيد من الفشل فالطالب والتلميذ على السواء وحتى المعلم والاستاذ غارقون في مشاكل لا يعرف لها من بداية ولا نهاية تعيق السير العادي للعملية التعليمية .ولعل ما كان في السابق من ميثاق وطني والذي لم يكن يحمل من معاني الميثاق ولا الوطنية إلا الإسم وإنما مجرد إستنساخ لتجارب مستوردة تخلى عنها حتى أصحابها ورموها في مزبلة التاريخ , وما أسموه اليوم مخططا إستعجاليا لا يعدوا أن يكون الا إرتجال وتخبط وجعجعة بلا طحين واستمرارا على نهج الاصلاحات الفاشلة في كافة المجالات ولعل واقع تعليمنا اليوم لخير دليل على ما نقول فبعد سنتان من تطبيقه وها هو الان وقد دخل الآن سنته الثالثة وكأن هذا التعليم لا ينقصه الا ثلاث سنوات من الاصلاح لينهض سليما معافا ويأدي دوره المجتمعي في احسن وجه لكن ولعظيم الاسف لم يظهر في الافق أي جديد بل مزيد من التهاوي في المؤشرات الدولية الخاصة بالتعليم و التنمية البشرية وغيرها من المؤشرات التي بينت مدى استفحال الازمة . انه لمن العار على بلد مر على استقلاله ازيد من 55 سنة ان يكون نصف سكانه أميون والذي لطالما كان موطن العلم والعلماء, وإنه لمن المؤسف اختصار حل مشكل التعليم في استيراد مخططات بالية ومحاولة تطبيقها في تربة غير التي نشأة فيها ,وانه من المستحيل أن يحصل أي اصلاح في ثلاث سنوات في تعليم تراكمت عليه عقود من تكرار الفشل في تطبيق برامج لم تفلح في المجيئ بجديد رغم ما رصد لذلك من اجل انجاحها من امكانيات دهبت أدراج الرياح. مشكل التعليم في المغرب بنيوي لا يمكن حله بملايير تصرف ولا بمخططات تستورد, لان ما تعاني منه منظومتنا التعليمية لا علاج له إلا في ضل وجود إرادة حقيقية في الإصلاح لأصحاب القرار في هذا الوطن , كما انه لا يتصور أي اصلاح من دون اشراك كافة الفاعلين من طلاب وأساتذة وغيرهم في بلورة تصور حقيقي لإصلاح مكامن الخلل و الوصول الى حلول مبنية على وسائل واليات للعمل والتطبيق ,ولا يمكننا الحديث عن أي اصلاح إلا مع ضرورة مراعاة القيم الحضارية للشعب المغربي المسلم المتشبت بدينه وثقافته لتكون بدلك المدرسة والجامعة منارة للعلم والتربية لا مرتعا لتدجين الاجيال وتعليمهم ثقافة الخضوع والخنوع, بهذا يمكن التأسيس لصفحة مشرقة من تعليمنا ليكون بحق رائد نهضة البلد وتطوره .