»لا نعترف بفريق لا يعير اهتماما لأبناء المنطقة ويضعهم في آخر اهتماماته، فإما أن يكون فريقا صحراويا أو لا يكون«... »فريق شباب المسيرة هو ممثلنا بالمجموعة الوطنية الأولى لكرة القدم، وقد استفدنا من خدماته الشيء الكثير...« يعكس هذين الرأين المتناقضين »الشرخ الهوياتي« الذي يعيشه فريق شباب المسيرة الممثل الوحيد للأقاليم الصحراوية بالمجموعة الوطنية الأولى. مازال فريق شباب المسيرة يعيش وضعا متأزما، بسبب المشكل القائم مع رئيس المجلس البلدي لمدينة العيون القاضي بفتح أبواب ملعب الشيخ لغضف أمام الجمهور بالمجان، وهو ما اعتبره المكتب المسير للفريق بمثابة حرب استنزاف تؤثر على مداخيله التي تعاني من ضائقة مالية خانقة. المشكل وإن كان يعتبر فريدا من نوعه، فإنه يطرح العديد من التساؤلات، حول أحقية المجلس البلدي بحكم أنه المسؤول عن الملعب، وحول موقف جامعة الكرة والعصبة كمستفيدين من نسبة من مداخيل التذاكر، وحول موقف فعاليات المدينة وجمهورها بخصوص قرار يمس مصلحة فريق من المفروض أنه يمثل مدينة العيون بالمجموعة الوطنية الأولى لكرة القدم. طيلة عمر سنوات القرار، ظل تحرك فعاليات المدينة محدودا جدا إلى درجة التصور أن لا أحد يهتم بما يجري، وهو ما ترك المكتب المسير وحيدا في تدبير المشكل. واعتبر أحد المسيرين الرياضيين أن بلدية المدينة أجحفت في حق الفريق بحرمانه من مداخيل الملعب، إلا أنه استطرد قائلا إن المدينة لم تستفد من فريق المسيرة شيئا منذ استقدامه إلى مدينة العيون (تأسس سنة 1977 تحت اسم نادي القوات المساعدة، وكان مقره مدينة ابن سليمان، ثم تغير اسمه في منتصف التسعينات إلى شباب المسيرة)، وأن شباب المدينة ظل مهمشا .. »نحن نعمل باستمرار على تزويده بلاعبين شباب بدون مقابل وبدون أن نستفيد من شئ، لا نعترف بفريق لا يعير اهتماما لأبناء المنطقة ويضعهم في آخر اهتماماته، كما أن تسييره يظل منحصرا على فئات معينة ولا يشرك كل أبناء المدينة. إما أن يكون فريقا صحراويا أو لا يكون. من غير المقبول أن يظل الفريق موزعا إلى فئتين للشباب، واحدة في بنسليمان والأخرى في العيون. أبناؤنا لا يلعبون سوى خمس مباريات في السنة، أمام كل من الوداد والرجاء البيضاويين والجيش الملكي والمغرب التطواني وحسنية أكادير، وبقية المباريات تكون من نصيب لاعبي بنسليمان. أولادنا لا حق لهم حتى في حلم زيارة مدن أخرى.« هذا التصريح يحيل إلى أن ما يعانيه الفريق الصحراوي أعمق من فتح أبواب الملعب بالمجان، وأكبر من صراع سياسي بين حسن الدرهم ممثل الاتحاد الاشتراكي وحمدي ولد الرشيد ممثل حزب الاستقلال، إنه مشكل هوية، في وقت لم تعد فيه كرة القدم منحصرة في محيط ضيق ينحصر في هوية لاعبيه وانتمائهم الجغرافي. وهنا يعتبر علي العروسي نائب رئيس فريق شباب الساقية الحمراء، أن الحديث عن الفريق بهذه الطريقة يبقى في غير محله. فاللاعب المحلي ورغم ما يمتلكه من إمكانيات، يبقى في حاجة إلى صقل لن يتم إلا بتوفير ملاعب وبنيات تحتية وتجهيزات، وهي نقطة ضعف في الاقاليم الجنوبية.. مضيفا » فريق شباب المسيرة هو ممثلنا بالمجموعة الوطنية الأولى لكرة القدم، وقد استفدنا من خدماته الشئ الكثير. لا ننكر أنه يمدنا ببعض التجهيزات والمنح، كما أنه فتح باب الأمل أمام شباب المنطقة بتوظيف الكثير منهم في سلك القوات المساعدة. لولاه لعاش الكثير من اللاعبين من ابناء المنطقة العطالة. لا أتصور ماذا كان سيحصل لو لم يتم استقدام هذا الفريق إلى جنوب المغرب. مشكلتنا ليست في الفريق، ولكن في غياب الإمكانيات المتعددة القادرة على صنع لاعبين متميزين يدعمون الفريق. وأعتبر أن استقدام لاعبين من خارج المدينة أمر طبيعي يساير الأجواء العامة التي أصبح يفرضها عالم الكرة. نحن نعيش مرحلة من ضمن العديد من المراحل التي مر وسيمر منها الفريق.« وسط هذه الأجواء يشتغل فريق منقسم بين معاناة الأزمة المالية والصراع السياسي والبحث عن الهوية، وهو ما يؤثر سلبا على مردوده العام. مدرب الفريق فخر الدين رجحي يرى أن ما يهمه من كل ما يحصل هو تكوين فريق قادر على المنافسة ولو بإمكانيات متواضعة وترك الأمور الأخرى للمكتب المسير.. »تعاقدي مع الفريق كان بمثابة رفع للتحدي، مهمتي مدرب من واجبه العمل في كل الظروف، نحن نتعاون رغم صعوبة الممارسة. لن أختبئ وراء قلة الإمكانيات، وإذا ما انتظرت فريقا بإمكانيات محترمة، فعلي أن أعلم أن في البطولة المغربية لا توجد سوى فرق محسوبة على أصابع اليد من تملك الإمكانيات التي نتحدث عنها. أحث اللاعبين باستمرار على التعالي على بعض الأمور والتفكير في مصلحة الفريق رغم صعوبة ذلك.«