يبدوا أن الأيام القليلة القادمة ستعرف انفجار الوضع داخل بيت فريق اتحاد طنجة لكرة القدم، بسبب النتائج السلبية التي يعرفها الفريق منذ انطلاق بطولة القسم الوطني الثاني. مرحلة الفراغ التي يمر منها فريق البوغاز ليست بغريبة على اعتبار أن الفريق يعاني منذ منتصف التسعينات إلى الآن. من سوء تدبير على أكثر من مستوى، فمثلا عوض الاهتمام أكثر بالفئات الصغرى وخصوصا الفئة الشابة ومنحها فرصة اللعب بالفريق الأول على غرار الفرق الجادة، هذا إذا علمنا أن مدينة طنجة تعج بالنجوم الشابة ويكفي للمتتبع أن يقوم بجولة لأبرز الأماكن –حتى لا أقول الملاعب- التي يرتادها الشباب لمداعبة الكرة المستديرة حتى يقف على تمريرات وقذفات وأهداف... لا نراها إلا في أقوى البطولات العالمية، لكن هذه المرة على أرض مغربية وبأرجل وأقدام طنجاوية، ومن يعتقد أن في الأمر مبالغة فما عليه إلا القيام بزيارة للشاطئ البلدي للمدينة... ليتفرج ويشاهد أطباق كروية قل نظيرها في ملاعبنا الوطنية... أقول عوض الاهتمام بقطع الغيار الناذرة هذه وتوظيفها أحسن توظيف نجد المكتب المسير للفريق عند بداية كل موسم غارق، شارد في التفكير بجلب لاعبين من خارج المدينة جازما على أن طنجة عقيمة من حيث إنتاج المواهب الكروية... وبالتالي فهو خارج التغطية كما تصفه الجماهير الطنجاوية، أشير هنا إلى أن مسألة انتداب لاعبين مجربين لتعزيز الفريق أمر مطلوب. لكن أن يصبح أزيد من % 90 من لاعبي الفريق من خارج المدينة أم لا يستسيغه منطق ولا يقبله عقل سوي... بوجود مواد خامة كالتي تحدثنا عنها. فإلى متى ستبقى سياسة تهميش أبناء المدينة واعتبار مطرب الحي لا يطرب سارية المفعول لدى فريق اتحاد طنجة ؟ إن ما يعيشه فريق اتحاد طنجة لكرة القدم هو نتيجة طبيعية لسوء التسيير والتدبيرلأكثر من عقد من الزمن. والحصيلة هي أن نفس المشاكل والإكراهات والبؤر السوداء التي تنفجر مع كل موسم كروي تعود لتصنع عناوين اتحاد طنجة في الموسم الموالي مع الجديد هذا الموسم هو وجود الفريق ضمن أندية القسم الوطني الثاني للمرة الرابعة على التوالي بدل قسم الصفوة في السنوات الماضية. وعند بداية كل موسم كروي تجد الجماهير الطنجاوية العاشقة للفريق حتى النخاع والمحبة إلى درجة الهوس بالبطولة الاسبانية، تحلم بفريق المدينة وهو يلعب بالقسم الوطني الأول ويصارع من أجل احتلال المراتب الأولى، وبعد مرور الدورات وتلقي الضربات ومواجهة صفعات تجعله يستفيق من حلم طال انتظاره وعلى واقع مخجل لفريق يحمل اسم مدينة يصل عدد سكانها إلى حوالي مليوني نسمة. وكانت النتيجة التي حققها الفريق في آخر دورة كافية لتعلن جماهير طنجة عن غضبها من مردود اللاعبين، ومعهم المكتب المسير للفريق الذي عجز عن إيجاد حلول للمشاكل التي عاشها فريق عاصمة البوغاز منذ انطلاق الموسم الكروي الحالي، وعلى الرغم من تجديد الثقة في المدرب الحالي بعد الاستماع اليه خلال اخر اجتماع للمكتب المسير الذي اجتمع على عجل، إلا أن النتائج ظلت لا تسعف هذا الفريق الذي أصبح يتواجد اليوم في وسط الترتيب في الوقت الذي كان من المفروض حسب الجماهير الطنجاوية أن يصارع من أجل صدارة الترتيب، خصوصا إذا علمنا أن الهدف الرئيسي هذا الموسم هو العودة إلى قسم الأضواء، المكان الطبيعي لفارس البوغاز. وقد وضعت ميزانية محترمة كما وصفها مصدر من داخل مكتب الفريق لتحقيق هذا الغرض. لذلك لا يمكن أن يكون الفريق في أزمة مالية هي التي تؤثر على مردوده التقني التي ترجع أسبابه الحقيقية لعوامل أخرى وفي مقدمتها عملية انتداب لاعبين لم يكونوا في المستوى كالذي تحدث عنه الفريق في بداية الدوري. لذلك قد يكون مراجعة مجموعة من الاختيارات التي نهجها الفريق منذ منتصف التسعينات إلى الآن، بداية خروج اتحاد طنجة من الأزمة قبل فوات الأوان، وفي مقدمتها الاهتمام والاعتماد على اللاعب المحلي بالدرجة الأولى. [email protected]