صنع فريق اتحاد طنجة لكرة القدم الحدث هذا الأسبوع الماضي، باستغنائه في سابقة هي الأولى من نوعها عن 16 لاعبا دفعة واحدة، يشكل معظمهم ركائز أساسية لفريق ينتذب 90 بالمئة من لاعبيه من خارج طنجة عند بداية كل موسم كروي. القرار اتخد بعدما تمردت المجموعة المطرودة احتجاجا على عدم توصلهم بمستحقاتهم المالية لشهري غشت ونونبر، وكذا منحة الفوز على كل من النادي المكناسي والراسينغ البيضاوي. ولمناقشة هذا الموضوع استضافت الاذاعة الوطنية يومه اللأحد 6 دجنبر 2009 في شخص محمد العزاوي كل من رئيس الفريق السيد عبد الحق بخات من جهة، واللاعب محمد الصيباري بصفته عميدا للفريف، واللاعب جلال الجبيل باعتباره ممثل المجموعة المعنية من جهة ثانية، ومن خلال هذا اللقاء اتضح لي ما يلي.. -أن فريق اتحاد طنجة لا يعاني البتة من أي ضائقة مالية والدليل على ذلك أن ميزانية الفريق وصلت السنة الماضية 900 مليون سنتيم، ومليار و250 مليون سنتيم كرقم صرف خلال الموسم ما قبل الماضي، وهي كما نعلم أرقام ضخمة لا تتوفر حتى لفرق موجودة ضمن أندية الصفوة، فما بالك بفريق في المجموعة الثانية ونتائجه كارثية، بل فريقا متوسطا - اتحاد الزموري للخميسات - حصل على وصيف البطل الموسم الماضي بميزانية سنوية قدرت ب 800 مليون سنتيم فقط. -أن الأسلوب الذي تحدث به عبد الحق بخات لا يشرف الفريق ولا يليق برئيس فريق محترم كفارس البوغاز، لقد تحدث بكبرياء وغرور وأنفة مبالغ فيها، لدرجة أن محمد العزاوي مقدم البرنامج نعته "بالمتكبر" على الهواء مباشرة. -أن أسلوب الرئيس أسلوب اصطدامي مفعم بالتحدي عوض أسلوب الحوار والليونة، كطريقة راقية للتواصل لايجاد الحلول للمشاكل العالقة. -أن الرئيس المنتدب لفريق اتحاد طنجة يتصرف كأنه في مقاولته، أو في ملك تركه له أبوه، وليس ملك لجميع الجماهير الطنجاوية المحبة والعاشقة للفريق، وتبين هذا عند استعماله لمفردات التفخيم والتعظيم بصيغة المبالغة. - أبان للأسف رئيس الفريق عن تعنت واضح رغم المحاولات المتكررة لمحمد العزاوي كقوله "قررت غرامة لكل لاعب، وهو قرار لا رجعة فيه" وكقوله أيضا "لن نعطي ولو سنتيم واحد لهؤلاء" كل هذا دفع بمقدم البرنامج أن يرد عليه بلهجة قاسية فاجأت الجميع "أنت ممعك حل ،اسمحلي نقولك أنت ماشي رجل الحوار". وكان فريق اتحاد طنجة كما هو معلوم قد انهزم يوم السبت الماضي بميدانه وأمام جمهوره القليل أمام شباب خنيفرة وهي نتيجة كانت كافية لتوصل الفريق للحضيض، ولم يعد بمقدور الجماهيرالطنجاوية أن تتحمل المزيد من المهانة والذل.. وباتت تتحسر على ما الت اليه أوضاع الفريق، وهو وضع يطرح أكثر من علامة استفهام حول مستقبل فريق عريق بجمهوره يمثل مدينة يتجاوز عدد سكانها المليوني نسمة. وكل ما نراه اليوم - قرارات مضحكة ومبكية في نفس الان- نتائج مخيبة للامال -عصيان وتمرد- انتدابات لم تكن كتلك التي تحدث عنها المكتب المسير في بداية الموسم -تبذير للأموال- تهميش لأبناء الفريق واعتبار مطرب الحي لا يطرب.. كل هذا هو نتيجة العشوائية في اتخاد القرارات، والتخطيط القصير الأمد الذي يبتغي النتائج الفورية ، وغياب النفس الطويل الذي يعيد للفريق أمجاده، وعلى ذكر الأمجاد أتذكر في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي -الفترة الذهبية للفريق- كان فريق اتحاد طنجة لكرة القدم مثار اعجاب المتتبعين والمهتمين، نظرا للمستوى الراقي الذي كان يقدمه، مواهب كروية من انتاج مدرسة الفريق حصدت النجاح، من ينسى الأسماء الرنانة واللامعة التي صنعت تاريخ الفريق رغم قصره، وأتذكر أيضا كيف كان يتسابق ويتهافت الجميع مدربين ولاعبين للالتحاق بفارس البوغاز، من قوة سمعة الأزرق والأبيض أنذاك. لكن المثير حقا هو هذا الصمت الرهيب اتجاه مايحدث للفريق الأول للمدينة من طرف الاعلام المحلي الاكتروني والورقي على السواء.. وكأنه غير معني بهذه الكارثة التي هزت كيان فارس البوغاز. ان الوقت لم يعد وقت محاباة، فالمرحلة يا سادة تقتضي أن يقوم الاعلام المحلي بدوره، لتعرية وفضح ما يجري داخل بيت فريق اتحاد طنجة الذي يتواجد في مكتبه المسير أفراد لا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بالتسيير الرياضي، والا لما غامروا بسمعة الفريق واتخدوا قرارات سطحية يغلب عليها الأنانية جعلت فريقنا أضحوكة ولتذهب مصلحة الفريق الى الجحيم. بقي فقط أن أذكر المكتب المسير أن المجموعةالشابة التي لعبت ضد شباب أطلس خنيفرة أبانت عن علو كعبها، ونالت احسان وتصفيقات الجمهور الحاضر، فهل تكون هذه بداية اعادة الاعتبار للاعب المحلي؟ [email protected]